الديوان » العصر الأندلسي » ابن بقي القرطبي » منازل لك يا سلمى بذي منال

عدد الابيات : 58

طباعة

منازل لك يا سلمى بذي منال

هيجن لاعج أوصابي وبلبالي

تعاقرتها الليالي بعد قاطنها

بما حيين لها ساف وهطال

هنّ المنازل قد أودت معالمها

فبدّلت من بورد سحق أسمال

وان عهدت بها الآرام كامنة

لِلّه ما هاجني من رسمها البالي

كالوشم في أذرع كالوحي في صحف

كالخيل في حلل أفضت لاجلال

لم تبق مما يهيج الشوق باقية

الا تلوم عشاقٍ بأحلال

حقاً سلوت ولم تحفظ عهودهم

وانما ذاك فعل الخائن السالي

هلا خببت إلى ربع أقمت به

مع الكواكب في تجرير أذيال

وكم قضيت مع الحسناء في أرب

والدهر قد نام عنّا نوم اغفال

تضمنا حيث لا يدي الرقيب بنا

زنجية بالدراري جيدها حال

كأنما البدر اذ عمّ البلاد سنا

ملك تطلع من ايوانه العالي

فرقعة الأرض قد أبدت مساحتها

شهب أفاضت زواياها بأشكال

ليت الغزال الذي وافى المساء به

كانت اقامته من غير ترحال

وليت مكتوبة الظلماء ما محيت

له بماء من الاصباح سيّال

يا مشفقاً من سقام كنت ألبسه

أنا جنيت على نفسي وأولى لي

هي الصبابة الّا انها مرض

لا قرب اللَه منه يوم ابلالي

بيض الكواعب لا بيض القواضب بي

فمن لصب مشوق رهن بلبال

دع الكماة لدى الهيجاء بينهم

رجم الأسنة وارجمني بخلخال

وان تساقوا كؤوس الموت عن حنقٍ

فسقني الريّ عن صهباء جريال

مالي وللهم ليس الهم من أربي

أنا الغني بنفسي ليس بالمال

وقد وثقت على العّلات من زمني

ان سوف ينسخ ادباري باقبالي

اما وتبريز يحيى في السيادة لا

بكيت دهري من حطِّ واخمال

أليس في الأرض للطاوي مسارحها

مندوحة بين املال واقبال

قالوا تغربت عن أقطار أندلس

ومن يقيم على هونٍ واقلال

مالي وايطانها دارا وقد سئمت

من المقام بها خيلي وأجمالي

نفضت فيها من العيش الهنيّ يدي

وهل يعيش كريم بين بخّال

وكم لئيم تجافي بي فصلت به

اذ غره اللين من مسي وتسهالي

لم ينجه أحد مني وقد كشرت

له القصائد عن أنياب أغوال

اليوم أهللت منسلمى إلى قمر

يجلو الظلام الذي استولى على حالي

حسبي به من أبي الدّهر منتقص

أرمي به الدهر لا ارمي بأنبالي

لا بالقنوط اذ ما الدهر أسحته

ولا بمستكبر في الخصب مختال

له من المجد أخلاق معشقة

من يسل عنها فاني لست بالسالي

تشبه الناس في الفضل المبين به

شتان ما بين صلصال وسلسال

يا من تظلم من أيامه فغدا

يرعى الهشيم ويستسقي من الآل

ان شئت قطف الاقاحي من حدائقها

فارم العقود على وجناء شملال

ففي يد ابن علي ما توصله

سحاب جود كفانا كل امحال

كأنما الضيف اذ يحتل ساحته

في روضة من رياض الحزن محلال

كم نلت منه بلا من ولا عدة

من المكارم مالم يجر في بالي

ما كنت في مدحه اذ هزه كلمي

الا كما أسعف المهنوءة الطالي

أقالني من عثارى آخذا بيدي

ندب به أورقت أغصان آمالي

ولم تفق نفسه حتى تملكني

بالمسترقين من برّ واجمال

حملت أثقال نأي الدهر معتزما

ان الكريم لحمّال لأثقال

فخذ مديحاً أبا بكر يعن إلي

زهر النجوم وتلقاها باخجال

من أجل تشريفكم بالجود أرض سلا

مات الحسود بنيران الهوى صال

فأصبحت من تحليها بسؤددكم

كالعود أعلمته من بعد اغفال

وقد ورثت عن القاضي أبيك علا

أضحى قسيمك فيها صنوك العالي

وكلكم سيّد ينمي إلى نفر

شمّ الأنوف كفاةٍ غير أكفال

تنافسوا في معاليهم كأنهم

كعوب رمح من الخطّيّ عسّال

يا ايها الدهر أغمد كل ذي شُطبٍ

فلا سبيل إلى تضييق أوصالي

اني استجرت بميمون نقيبته

ماضي العزيم كريم العمّ والخال

اذا بدا لك في نادي عشيرته

أبصرت أروع هونا غير مختال

اذا جرى الذكر في حلم وفي كرم

فما أملّ به من ضرب أمثال

أهدى له من قريضي كلّ شاردة

رمحٍ لأعزل أو حلي لمعطال

وحاش للّه أن أرضي به بدلا

والمرء ما بين تعويض وابدال

أو أن أكون وايدي العيس توضع بي

الا الى قصده نصي وارقالي

أما الصيام فقد قضيت لازمه

ولم تكله لتضييع واهمال

وان لوى رمضان من سروركم

وعدا فمنجزه أقبال شوال

ما أبتغي بهلال الفطر أرقبه

أنت الهلال الذي يلقى باهلال

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن بقي القرطبي

avatar

ابن بقي القرطبي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Baqy-Al-Qurtubi@

48

قصيدة

127

متابعين

يحيى بن عبد الرحمن بن بقي الأندلسي القرطبي، أبو بكر. شاعر، من أهل قرطبة، اشتهر بإجادة الموشحات، وتنقل في كثير من بلاد الأندلس التماساً للرزق. من شعره، وهو صورة للأدب ...

المزيد عن ابن بقي القرطبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة