الديوان » العصر العثماني » علي الغراب الصفاقسي » كفى الإثم بعض الظن كيف التوهم

عدد الابيات : 39

طباعة

كفى الإثم بعض الظّنّ كيف التّوهّمُ

أيرضى لبيبٌ بالمظنّة يأثمُ

ومن يرم بالسّوء البرىء فلم يزل

بمقت الورى يُرمى ولم يك يُكرم

إذا مس عرض الحرّ مُقالة

فليس لحرّ بالمساس تألّمُ

فما شرُف الياقُوت بالنّار مُؤلمٌ

ولا الذّهبُ الإبريزُ بالسّبك يهضمُ

ولا لضياء النّيّرين إذا بدا

خُسوفُهما عيبٌ به الضّوءُ يُوسمُ

وما نقص حدّ السّيف بالسّنّ مُنقصٌ

ولكن يُرى في فعله وهو أصرمُ

ومن شتم الدُّر النّفيس فلا يرى

لهُ شاتما بل شاتمُ الدُّرّ يُشتمُ

لئن يحلُ قدحي في لسان فرّبّما

حلا وهو يحوي ناقع السّمّ مطعمُ

وإن لسعت عرضي عقاربُ ألسن

فإنّ لساني في اللّواسع أرقمُ

وما ثوبُ عرض الحرّ لّطخ الخنا

به غير مطليّ به يتحتّمُ

لئن قذفُوا رجما فشهبُ مقاولي

بهنّ شياطينُ القواذف ترجُمُ

سيعلمُ من ألقى مواقد ريبة

عليّ بمن تلك المواقدُ تُضرمُ

إلى أن يظنّ المحرُوقون بنارها

عليهم كأنّ البرد منها جهنّمُ

همُ قصدُوني بالإذاية واجتروا

على حسد منهمُ وما كنتُ أجرُمُ

كفاني ضرّ الحاسدين عذابُهم

بفضل ولم يُحظوا بما أنا مُنعمُ

دعاهُم نسيبُ الشّعر منّي لريبة

أكلُّ فصيح قال شعرا مُتيّمُ

لئن كان لي في الشّعر فسقٌ وريبةٌ

فإنّ ضميري بالعفاف مُسلّمُ

نعم أنا أهوى كلّ أحور أغيد

به يُنقضُ الصّبرُ الجميلُ ويُبرمُ

فما البدرُ إلا من سناهُ ولم تمل

غُصونُ الرُّبى إلا عليه تُسلّمُ

يحلُّ عُرى صبري وحلمي بوجهه

ربيعُ بها لكن عليّ مُحرّمُ

يظنُّ وفي بعض المظنّة ماثمٌ

تسلّيتُ أو بُحتُ الّذي كنتُ أكتمُ

فدع ظنّ سلواني وأيقن بضدّه

بلى أنا صبٌّ في الصّبابة مُغرمُ

إذا صدّ عنّي صُمتُ عن مطعم الكرى

وإن يرضى فهو العيدُ عندي وأعظمُ

فيا عجبا منّي أرى الصّوم هجرهُ

وعيدي منهُ الوصلُ والعيدُ بيرمُ

عنيتُ أبا عبد الإلاه مُحمّدا

به مذهبُ النّعمان يُبدا ويُختمُ

به رمز عين الكنز في الفقه قد غدا

يُصرّحُ بالمعنى الخفيّ ويعلمُ

تحلّى به صدر الشّريعة إذ بدا

به مُنتقى الدُرّ اليتيم يبسّم

تجمّع فيه العلم والفضلُ فاغتدى

به مجمعُ البحرين في النّاس يُعلمُ

إذا أظلم المعنى فمصباح ذهنه

لمنهاجه يهدي به وهو مُظلمُ

سراجٌ بأفق الفهم نهرُ فوائد

وبحرٌ بأمواج المعارف خضرمُ

لهُ فضّ أبكرالفتاوي لأنّه

أبُو عُذرها ما دام فيها تختّمُ

تراهُ بتحقيق العلوم كأنّما

أدلّتهُ شمسٌ وبدرٌ مُتمّمُ

فأمّا أصولُ الدّين تُدرى فُرُوعُها

به وأصول الفقه من فيه تُرسمُ

وللنّحو أضحى والبيان تفاخُرٌ

به إن بدوا والخصم فيهنّ يختصمُ

أمولاى هذا الختمُ ختمٌ مُباركٌ

عليك به نشر الثّنا ليس يكتمُ

ختمت به العيني على الكنز فاغتدى

عينا عن العلم الّذي فيه معدمُ

فلا زلت إكليلا على هامة العلى

يعزّ بكم عصر الزّمان ويفخمُ

ولا زالت العليا ملاك يمينكم

تُصرّفها فيما تشاءُ فتخدمُ

وصلّ على خير الأنام مُحمّد

شفيع الورى في الحشر والخطبُ مظلمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي الغراب الصفاقسي

avatar

علي الغراب الصفاقسي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ali-Ghorab-Sfaxien@

394

قصيدة

54

متابعين

علي الغراب الصفاقسي، أبو الحسن. شاعر خلاعي له علم بفقة المالكية من أهل صفاقس. انتقل إلى تونس واتصل بالأمير علي باشا بن محمد، وصار من خواصه ولما قتل علي باشا ...

المزيد عن علي الغراب الصفاقسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة