الديوان » العصر العباسي » أبزون العماني » هل في مودة ناكث من راغب

عدد الابيات : 53

طباعة

هل في مَودَّةِ ناكثٍ من راغبِ

أم هل على فقدانها من نادبِ

أم هَل يُفيدُكَ أن تُعاتِبَ مُولعاً

بتَتَبُّعِ العثراتِ غير مُراقبِ

جعل اعتراضك للسَّفاهَةِ ديدناً

والذئبُ ديدنهُ اعتراضُ الراكبِ

نفرٌ تُعاقبُهم بعفوكَ عنهمُ

كم بالغٍ بالعَفو فِعلَ مُعاقبِ

ولربَّما صادفتَ أعصَى مُذنبٍ

مُتَبَختِراً في ثوب أطوعِ تائبِ

يُوليك نُصحاً من لسان مُسالمٍ

وًَيُسِرٌّ كيداً في ضمير مُحاربِ

والحزمُ تصديقُ العدوّ المدّعي

وُدّاً وإرضاءُ الصديق العائب

إنَّ الفتوَّةَ علَّمتني شيمةً

تُهدي الضياءَ الى الشهاب الثاقبِ

أرعى ذمامَ موافقي ومخالفي

وأصونُ غيبَ مُعاشِري ومُجانبي

وتعلّلي بحديث أيّامِ الصِّبا

من عُظم لذّاتي وجُلّ أطايبي

ما زال يسلبُ كلَّ من حمل الظُّبا

قلمي وأحداقُ الظِّباءِ سوالبي

فهوى التصرُّفِ والتصرفُ في الهوى

دفنا شبابي في قذالي الشائب

فتظلّمي من ناظرٍ أو ناظرٍ

وتألُّمي من حاجبٍ أو حاجبِ

تالله لم يخطر ببالك أن ترى

ذا الجدِّ يخطر في شمائل لاعبِ

وعزيمةُ البطل المُعانقِ قرنَهُ

تَصدى فيجلُوها عناقُ الكاعبِ

مارَستُ هذا الدهرِ حتّى انَّه

لضرائرٌ أحداثهُ وتجاربي

ووجدتُه كالسيفِ ليس بفارقٍ

بين الأُلى ضربوا بهِ والضاربِ

وقبلتُ عُذرَ بني الزمان لانَّهم

سلكوا طريقَ بني الزمان الذاهبِ

جُبلُوا على رفض الوفاء لغيرهم

وتَمسَّكوا بالغَدرِ ضربةَ لازبِ

ومركّبٌ في طبع كلّ مُكلَّفٍ

حمل الرجاء طلابُ فوقِ الواجب

والرزقُ يطلع من رفاهة قاعدٍ

لطلوعه من سعي آخر طالبِ

وسجيَّةُ الأيّام ستر فضائلي

عن عَينِ رامقِها وبثّ مثالبي

أيّامُ عمري في تلوّن جريها

تحكي الرياح فهل لها من عاتب

الحال تهزل بين جذب شمائلٍ

منها وتَسمَنُ بينَ خضب جنائب

قُسِمَت وتلك غنيمةٌ بحظوظهم

ورموا وراءَهُمُ بحظِّ الغائبِ

لو نلتُ عزَّ متوّجٍ في توّج

لم أخل من دلّ وظنٍ كاذب

ما إن أسأتُ الاختيار وإنَّما

قاد الضّلالُ الى اللئام ركائبي

نَهبوا ولجوّا في اقتضاء مديحهم

وقضيَّةٌ شنعاء مَدحُ الناهب

من دأبهم منع الحقوق فهل لهم

منع اللسان عن الملام الذاهب

الآن ما بيني وبين بصيرتي

رُفع الحجابُ فالنجاح مآربي

أكفى المؤنةَ في مذمَّةِ مانعٍ

نفسي وفي لمنَّةِ واهب

ها انّ أرضَ عمانَ أنفَسُ بقعَةٍ

ومؤيَّدُ السلطان أكرم صاحبِ

ما زال إمّا في صدور مجالسٍ

يبني العُلا وفي قلوب مواكبِ

والى أياديه صرفتُ مطامعي

وعلى مَعاليه وقفتُ مطالبي

أأُعاتبُ الأخوان في استبدادهم

دوني بها فأكون شرّ معاتبِ

لبسوا بخدمتهم لديه مواهباً

لا كالمواهبِ طُرِّزَت بمراتبِ

فاذا آمالهم بصِلاتِه

فصِفِ التقاء أجنَّةٍ بجنائب

قمرّ سرادقُه لِلَحظِك بُرجهُ

يرمي العداء بعزائمٍ ككواكبِ

فَلَهُ المنابرُ والمحاربُ حَبَّذا

من كان رَبَّ مآثرٍ ومَحاربِ

وأهلّه الرايات تطلع تحتها

أبَداً نجومُ أَسِنَّةٍ وقواضبِ

والخيل مازالت تشبّهُ والعدا

بالليل أن طلبتهمُ والهارب

فالأرض تشكو ركضَها من جانبٍ

والجوّ يشكو نقعها من جانبِ

وسرى السرايا تحت كلّ دجُنَّةٍ

كُسِيَ الخيالُ هناك ثوبَ الهائب

من كلّ أروع للحياة مُطَلِّقٍ

تحت العجاج وللحميَّةِ خاطبِ

ما زال يجمعُ بين بأسٍ صادقٍ

يجلى به الجُلّى ورأيٍ صائبِ

والمشرفيّاتُ التي بشفارها

هلكت ملوكُ أعاجمٍ وأعارب

طُبعَت شُموساً فَهيَ في أغمادها

والهام بين مشارقٍ ومغاربِ

تنقادُ أبكار البلاد لحدِّها

بعد النشوز وبعد منع الجانب

ومناقبٌ ودَّت مَصابيحُ الدُّجى

حَسَداً لها لو لُقِّبَت بمناقبِ

وغرائب الكَرَم التي إن فتشت

في آل مُكرم فَهيِ غيرُ غرائب

والملك يشهد انّهم بولائهم

يكفون شرَّ الخالع المتشاغب

أنصارُهُ في كُلّ خطبٍ فادحٍ

وحُماتُه في كُلّ أمرٍ حازبِ

هذا العُلى حقاً فهل من شاعرٍ

يصف العُلى وصفي لها أم كاتب

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبزون العماني

avatar

أبزون العماني حساب موثق

العصر العباسي

poet-Omani-Abzon@

37

قصيدة

3

الاقتباسات

152

متابعين

أبزون بن مهمرد الكراني، أبو علي الكافي العماني. شاعر عماني، اختلف كثيراً في اسمه واسم أبيه، عاش في جبل من جبال عمان، ويقول حاجي خليفة أنه كان يعيش في نزوى. ...

المزيد عن أبزون العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة