الديوان » العراق » أبو المحاسن الكربلائي » دع المنى فحديث النفس مختلق

عدد الابيات : 56

طباعة

دع المنى فحديث النفس مختلق

واعزم فأن العلى بالعزم تستبق

ولا يؤرقك الا هم مكرمة

إن المكارم فيها يحمد الأرق

والسيف اصدق مصحوب وثقت به

ان لم تجد صاحباً في وذه تثق

وامنع العزما ارست قواعده

سمر الألسنة والمسنونة الذلق

وانما ثمر العلياء في شجر

لها الرماح غصون والضبا ورق

وليس يجمع شمل الفخر جامعه

الا بحيث ترى الأرواح تفترق

وللردى شرك بثت حبائله

على الأنام وكل فيه معتلق

فما يجير الردى من صرف حادثه

كهف ولا سلم ينجي ولا نفق

إذا دجى ليل خطب أو نبا زمن

فاستشعر الصبر حتى ينجلي الغسق

فكل شدة خطب بعدها فرج

وكل ظلمة ليل بعدها فلق

فلا يغرنك عيش طاب مورده

فرب عذب اتى من دونه الشرق

دنياً رغائبها في أهلها دول

وما استجدت لهم من نعمة خلق

وليس في عيشها روح ولا دعة

وان بدالك منها المنظر الأنق

دنياً لأل رسول الله ما اتسقت

اني تؤملها تصفو وتتسق

تلك الرزية جلت ان يغالبها

صبر به الواجد المحزون يعتلق

فكل جفن بماء الدمع منغمر

وكل قلب بنار الحزن محترق

بها أصابت حشا الإسلام نافذة

سهام قوم عن الإسلام قد مرقوا

واستخلصت لسليل الوحي خالصة

من الورى طاب منها الأصل والورق

أصفاهم الله إكراماً بنصرته

فاستيقنوها وفي نهج الهدى استبقوا

من يخلق الله للدنيا فأنهم

لنصرة العترة الهادين قد خلقوا

كأنهم يوم طافوا محدقين بهم

محاجر وهم ما بينهم حدق

رجال صدق قضوا في الله نحبهم

دون الحسين وفيما عاهدوا صدقوا

وقام يومهم بالطف إذ وقفوا

بيوم بدر وان كانوا بها سبقوا

وقى أولئك في بدر نبيهم

وهؤلاء بهم آل النبي وقوا

من كل بدر دجى يجري به مرحاً

إلى الكفاح كميت سابق أفق

ينهل في السلم والهيجاء من يده

وسيفه الواكفان الجود والعلق

تقلدوا مرهفات العزم وادرعوا

سوابغ الصبر لا يلوي بهم فرق

والصبر اثبت في يوم الوغى حلقاً

إذا تطاير من وقع الضبا الحلق

رسوا كانهم هضب بمعترك

ضنك عواصفه بالموت تختفق

ولا بسين ثياب النقع ضافية

كأن نقع المذاكي الوشي والسرق

مستنشقين من الهيجاء مطيب شذا

كان أرض الوغى بالمسك تنفتق

عشق الحسين دعاهم فاغتدى لهم

مر المنية حلواً دون من عشقوا

جاؤا الشهادة في ميقات ربهم

حتى إذا ما تجلى نوره صعقوا

وما سقوا جرعة حتى قضوا ظمأ

نعم بحد المواضي المرهفات سقوا

عارين قد نسجت مور الرياح لهم

ملابساً قد تولى صبغها العلق

حاشا أباءهم ان يؤثروا جزعاً

على المنية ورداً صفوه رنق

مضوا كرام المساعي فائزين بها

مكارماً من شذاها المسك ينتشق

واغبر من بعدهم وجه الثرى وزها

ببشرهم في جنان الخلد مرتفق

هنالك اقتحم الحرب ابن بجدتها

يطوى الصفوف بماضيه ويخترق

يطاعن الخيل شزراً والقنا قصد

ويفلق الهام ضربا والضبا فلق

ظمئان تنهل بيض الهند من دمه

فيستهل لها بشرا ويعتنق

دريئة لسهام القوم مهجته

كأنه غرض يرمي ويرتشق

لو ان بالصخر ما قاساه من عطش

كادت له الصخرة الصماء تنفلق

نفسي الفداء لشاك حر غلته

والماء يلمع منه البادر الغدق

موزع الجسم روح القدس يندبه

شجواً وناظره بالدمع مندفق

والشمس طالعة تبكي وغائبة

دماً به شهد الأشراق والشفق

تجري على صدره عدواً خيولهم

كأن صدر الهدى للخيل مستبق

تبدو له طلعة غراء مشرقة

على السنان وشيب بالدما شرق

فما رأى ناظر من قبل طلعته

بدراً له من أنابيب القنا أفق

وفي السباء بنات الوحي سائرة

بها المطي وادنى سيرها العنق

يستشرف البلد الداني مطالعها

ويحشد البلد النائي فيلتحق

تزيد نار الجوى في قلبها حرقاً

بماء دمع من الآماق يندفق

فلا تجف بحر الوجد عبرتها

ولا تبوخ بفيض الأدمع الحرق

وسيد الخلق يشكو ثقل جامعة

تنوء دامية من حملها العنق

تهفو قلوب العدى من عظم هيبته

لكنهم برواسي حلمه وثقوا

ما غض من بأسه سقم ولا جدة

ان الشجاعه في اسد الشرى خلق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو المحاسن الكربلائي

avatar

أبو المحاسن الكربلائي حساب موثق

العراق

poet-Abi-al-Mahasin@

270

قصيدة

6

الاقتباسات

471

متابعين

محمد الحسن بن حمادي بن محسن بن سلطان آل قاطع الجناجي، وهم بطن من آل علي، وتنتمي هذه القبيلة إلى مالك الأشتر النخعي. شاعر فحل من شيوخ كربلاء. ولد وتعلم ...

المزيد عن أبو المحاسن الكربلائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة