مُنْخَفَضٌ جويّ . الرياح شمالية غربية , زخّات
من مطر . البحر مجعَّد رمادي . أشجار السرو
عالية. وغيوم الخريف تسقط اليوم ثلاثين
شهيداً شمالي غزة , بينهم امرأتان اشتركتا
في مظاهرة تطالب بحصة النساء من الأمل .
السماء عالية . البحر هادئ أزرق . الرياح
شمالية. الرؤية صافية . لكن غيوم الخريف
الاسم الرمزي للقتل – تقضي على أسرة كاملة
مكونة من سبع عشرة حياة ... تبحث الأخبار
عن أسمائهم تحت الأنقاض . ما عدا ذلك ,
تبدو الحياة غير العادية عاديَّةَ الوتيرة .
ما زال الأفراد إذا صحوا أحياء
قادرين على القول : صباح الخير . ثم يذهبون
إلى أشغالهم الروتينية : تشييع الشهداء
ولا يعرفون إن كانوا سيعودون سالمين إلى
ما تبقى من بيوت تحاصرها جرافات ودبابات وأشجار
سرو مكسورة . والحياة , من فرط
لامبالاتها , لا تُرَى إلاّ تخطيطاً أولياً
لأمنيّة عصيّة على التدوين : المساواة مع
بنات آوى في الاستمتاع بكهف آمن . لكننا
مطالبون بمهمة صعبة : الوساطة بين الله
والشيطان للتوصل إلى هدنة قصيرة ندفن
خلالها شهداءنا !
محمود درويش شاعر المقاومه الفلسطينيه ، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب .محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ...