على شاطئ البحر بنتٌ . وللبنت أَهلٌ
وللأهل بيتٌ . وللبيت نافذتان وبابْ....
وفي البحر بارجَةٌ تتسَلَّى
بصَيْدِ المُشَاة على شاطئ البحر:
أَربعَةٌ ’ خَمْسَةٌ ’ سَبْعَةٌ
يسقطون على الرمل ، والبنتُ تنجو قليلاً
لأنَّ يداً من ضبابْ
يداً ما إلهيَّـةً أَسْعَفَتْها ، فنادتْ : أَبي
يا أَبي! قُمْ لنرجع ، فالبحر ليس لأمثالنا !
لم يُجِبْــها أبوها الـمُسَجَّي على ظلِّهِ
في مهبِّ الغيابْ
دَمٌ في النخيل ، دَمٌ في السحابْ
يطير بها الصوتُ أَعلى وأَبعدَ مِنْ
شاطئ البحر . تصرخ في ليل بَرّية ،
لا صدى للصدى .
فتصير هي الصرخةَ الأبديَّـةَ في خَبَرٍ
عاجلٍ ، لم يعد خبراً عاجلاً
عندما
عادت الطائرات لتقصف بيتاً بنافذتين وبابْ !
محمود درويش شاعر المقاومه الفلسطينيه ، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب .محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ...