فِي غَيبَتِك،
يَتَسَرَّبُ الْيُتمُ الْمَقِيتَ لِمُهجَتِي،
وَالْيَأسُ يَأْكُلُنِي،
وَيَشرَبُنِي الْقَلَق..
يَنهَارُ كُلُّ الْكَونِ حَولِي،
دَاخِلِي،
وَجُفُونُ عَينِي تَحتَسِي مُرَّ الْأَرَق..
يَتَلَعثَمُ الطِّفلُ الَّذِى،
مَا كَانَ يَسكُتُ مُطلَقَاً،
وَيَكَادُ يَكفُرُ بِالْهَوَى،
وَبِمَا ادَّعَى وَبِمَا نَطَق..
تَدنُو الْبِدَايَةُ لِلنِّهَايَةِ،
والسَّمَاءُ بِصَبرِهَا،
مِن هَولِ مَا يَنْتَابُهَا،
كَادَتْ عَلَى أَرضِ النَّوَى أَن تَنطَبِق..
كَم أَحتَرِق،
عُمرٌ ضَرِيرٌ يَخْتَفِي فَوقَ الْوَرَق..
وَعدٌ كَذُوبٌ ضَمَّنِي،
كَم كُنتُ أَرجُو لَو صَدَق..
مَا كَانَ ذَنبُكَ،
أَن سَهمَكَ فِي ضُلُوعِي قَد مَرَق..
لَكِنَّهُ حُبُّ الْغَرَق،
فِي لَحنِ أُغنِيَةِ الْهَوَى،
(والله يَعْلَمُ مَنْ خَلَقْ)
133
قصيدة