كَم مَرَّةً وَصَّفتُ حُبَّكَ بَالْوَحِيد.
بِجَمِيعِ آَيَاتِ الشُّعُورِ،
بِمُنتَهَى دَفقِ الْقَصِيد.
يَا أَنتَ، وَجهُكَ قِبلَتِي،
أَحلَى وَأَشهَى مَا أُرِيد.
كَم مَرَّةً فَرَّغتُ نَفسِي لِاحتِلَالِك..
كَم مَرَّةً بِعتُ الْهُدَى بِهَوَى ضَلَالِك..
وَنَسَجتُ عُشَّ غَرَامِنَا بِرُؤَي خَيَالِك..
وَالْعِشْقُ فِي قَلبِي تَسَرَّبَ مِن خِلَالِك..
قَد كُنتَ أَقرَبَ لِي هُنَا مِمَّا هُنَالِك..
وَسَكَبتُ عُمرِي كُلَّهُ فِي رَاحَتَيكَ،
بِرَغبَةٍ،
فِي طُهرِ جِيد.
فَمَلَكتَنِي،
مِن نُورِ عَينِي سَابِحَاً نَحوَ الْوَرِيد.
كَم كُنتَ لِي أَمَلَاً بَعِيد.
كَم كُنتُ أَطمَعُ،
فِي اهتِمَامِكَ،
فِي جِنُونِكَ،
فِي الْمَزِيد.
فَصَّلتُ أَحلَامِي عَلَي مَا تَشتَهِيه...
غَادَرتُ لَيلَ تَخَيُّلِي،
لِتَكُونَ فَجَرَ الصِّدقِ فِيه...
وَمَنَحتُ رُوحِي هُدنَةً،
لِأُعِيد تَرتِيبَ السِّنِينِ،
بِكُلِّ شَيْءٍ تَرتَضِيه...
كَم كُنتَ مَعدُومَ الشَّبِيه...
كَم كُنتُ فِيكَ أَنَا أَتِيه...
لَكِنَّمَا أَهمَلتَنِي،
وَتَرَكتَنِي،
وَرَفَضتَنِي،
يَا كَسرَةَ الْحُلمِ الْبَعِيد.
لِجَمِيعِ قَتلَى الْحُبِّ،
قَد أَسْرَى لَكُم قَلبِي شَهِيد.
كَم خَابَ ظَنِّي فِي الْهَوَى،
لَمَّا أَفَاقَت لَوعَتِي،
مِن غَيبَةِ السِّحرِ،
الْهُرَاءِ،
الْإِدِّعَاءِ،
بِعَبرَةِ الْقَلبِ الشَّرِيدِ،
بِنَوبَةِ الْأَلَمِ الشَّدِيدِ،
وَتِلكَ أَحكَامُ الْقَدَر،
والله يَحكُمُ مَا يُرِيد.
133
قصيدة