ارتدي قُبَّعتِكِ الآن يا سيِّدتي فالجوُّ ممتلئ بالبردِ، ومشحونٌ بحرِّ الغضب وكلُّ الموانىء، كُلُّ البحارِ قد أعلنت إضرابها حتى النجوم يا رفيقة عُمري
وحتَّى القمر .... وأرى قلبي توقَّف يستجدي صوت الضلوعِ وزقزقة الناي وأنَّةَ الشوقِ وهديلَ المطر فهيا امنحيني الهدوء وثوري كما شئتِ ولا تقلقي فأنا لكِ وأنتِ لي ومثلي أنتِ وأنا مثْلكِ ومثل جميعِ المؤمنين نعشقُ اللهَ ونحبُّ الحياةَ ونؤمنُ بالقدر.
ارتدي قُبَّعتكِ الآن يا سيدتي فلسوف يأتي عمَّا قليل
صوتُ العشقِ يُرتِّلُ كُلَّ آياتِ الحبور وكُلَّ ترانيمِ الانتشاء وأحلى أنغامِ الصور ولسوف يأتي موجُ الشوقِ يعانقُ لهفة الشُطآن ويذوبُ في مرجانِ العيون ولا أدري أنا..
من أين جاء الحبُّ ولا كيف ظهر ولا أعرفُ غيرَ أنَّي مُذ لاقيتُكِ ومنذ قبَّلتُ أنفاس النسيم صرتُ بكِ أحلى الناسِ وأغلى الناسِ وخيرَ البشر. ارتدي قُبَّعتكِ الآن يا سيدتي وهيَّا تعالي واسمعي منِّي فأنا منذُ السنةِ الألفِ قبل اختراع الحبِّ.. أحبُّكِ وبعد السنةِ الألف من إنشاء مدائنِ الحبِّ.. أُحبُّكِ ولا زلتُ أحاول اختراع عطرَ كلمةٍ أرشَّها على بياضِ الرقبةِ والجبين فلا أسعفني العطرُ ولا أسعفتني العبارة وأشعرُ دوما في غيابِكِ
أنِّى وقلبي والدنيا جميعا في خطر . ارتدى قُبَّعتكِ الآن يا سيدتي ودعيني أهمسُ بالصمتِ بأنَّني قد بعتُ عُمري لأقتنيكِ وأنَّني خلَّيتُ الجميعَ لأستبقيكِ وحاربتُ كُلَّ ملوكَ الجانِ وأعتقتُ القياصرة وبعثرتُ في هواكِ شعري ونثري وكلَّ ترانيمِ الخاطرة وأسكنتُكِ صُلب شعوري وأسميتُكِ العزيزة والكبيرة والجميلة والمثيرة والطاهرة . فهدِّئي من روعي ومن روعِ لهفتي فأنا قد وقعتُ علي رأس أشواقي لديكِ وكم من عاشقٍ للحبِّ خرَّ. ارتدى قُبَّعتكِ الآن يا غاليتي وهيَّا تعاليَّ قُربي فإنَّني أسمعُ صوتَ الريح يُطاردني وصوتَ الزوابعِ صوتَ الضجر . وأنا مُذ كنتُ طفلاً أحتمي بصدرِ أمِّي ، وكوبِ شايٍّ وقصةٍ يتلوها لسانُ الهوى على مسمع ذاتي بوقت السحَر . والآن فاجئتني الريحُ وأنا لديكِ وأُمِّي ليست هُنا وأراهُ من جمالِ مُحيَّاكِ قد تاه مِنِّي الكلامُ وزاغ البصر. فهل لكِ أن تتحمَّليني ولو لعشرِ دقَّاتٍ وتكوني حبيبتي وبذاتِ الوقتِ أمِّي سألتُكِ بما بيني وبينكِ أن تصبري قليلا وأن تتجرَّدي قليلا وأن تتمشِّي بكفِّك الصغيرِ المُنمنمِ فوق شَعري وتجمعي شتات شِعري بدفءِ صدركِ وتتركيني أُبعثرُ أشياءكِ وأتبعثر وبعدها ضُمِّيني فلقد ضاقت بي الدُنيا وصدرُكِ نزهتي وانتهى زمن النقاءِ وعشقُكِ فطرتي وانحنى ظهرُ الزمانِ واختفي الحنين وما عاد للحبِّ أثر . ولا زلتِ أنتِ حياتي وموقد أحلامي ومهبطُ وحىِّ أشعاري ونور بصيرتي وجملتي ومبتدئي وفعلي وفاعلي والخبر. ارتدي قُبَّعتَكِ الآن يا سيِّدتي وامنحي قلبي حقَّ اللجوء العاطفيِّ لديكِ وامنحيني حقَّ التوقيع بشفاهي على شفتيكِ وامنحيني فرصة واحدةً للعومِ الطويلِ بماء عينيكِ وأن أكون لديكِ على سجيتي ببراءتي و"شقاوتي" من دونِ أيَّةِ مقدماتٍ، ومن دون أدني تحضير اشعرُ بالسعادةِ الآن وكم أتمنَّي لو أطير وكم أتمنِّي لو نركض سويا بأرضِ الهوى دونما أدنى اهتمامٍ لا بالعرباتِ ولا بالمارين مسّ من جنونٍ قد لحقني وأعرفُ أنِّني مُذ كنت طفلاً أحاول فكَّ رموز الياسمين وأعرفُ أنِّني طوال حياتي من آخرِ الشوقِ ومن أول اليقين وأنتِ تطوفين كالحُلمِ برأسي وتسكنين بذاتي في أيِّ وقتٍ وفى أيِّ مكانٍ كما ترغبين وعلى يديكِ انتهى عصرُ الفوضى لديَّ وأحَبَّنِي اللهُ وابتدأ التغيير. فعانِقي صبر أشواقي وهيا لنصنع للناسِ عيدا نسميه عشقاً.. "عيد المطر " ارتدي قُبَّعتكِ الآن يا سيدتي فالليلةُ تحتفلُ السماءُ معنا بعيدِ المطر وأنا مثلُكِ تماما أعشقُ إيقاع الحنينِ وأترنَّمُ من صوتِ الزجاج حينما يقرعُهُ المطر وأنتشي حينما تجدعُ أنفي رائحةُ التُراب حينما تُغلِّفهُا سماءُ العشق بدفءِ المطر فيا امرأتي ويا امرأة التفاصيلِ ويا امرأة المطر كوني لي كما كُنتُ لكِ وكوني مهينا لا حجر.
د. عمرو فرج لطيف
طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد