الديوان » د. عمرو فرج لطيف » يوميَّات مُتمارض* من ديوان منحوتة إغريقية

ما الذي يُمكنُ أن يحدث لو تخلَّيتِ للحظة عن اتزانكِ
وسقطتِ بهواء روحي
وانغمستِ  كاملة بصُلبِ شعوري؟
ما الذي يُمكنُ أن يحدثُ يا غاليتي
إن تركتِ لى دُنياكِ أصمِّمها على مِزاجي
وألعبُ بألوانِها وأرسمُها كما يشاء الهوى ويحلو؟
ما الذي يُضيرُكِ يا ساكنة القلبِ لو تخلَّيتِ عن مسكنكِ
وذهبت قليلا إلى حيث الذات
والوجع  
والشوق
واللهفة
والحنين الدائم؟
ما الذي يُمكنُ أن يحدث لقشرةِ قلبي  لو تمشَّيتِ فوقها
وهى الهائجة المستعدةُ دوماً للبركانِ وللفوران؟


ما الذي يُمكنُ أن يحدث لو تجرَّدنا سويَّا من حدود العادةِ
وكسَّرنا جميع عقول التقاليد العقيمة
وتناثرنا سويا
وصنعت من هواكِ جناحا أطيرُ بهِ إليكِ
لأهبطُ كطائرٍ حنَّ إلى اللقاءِ
وأسكن إليكِ وفيكِ؟

هل يُمكِنُني أن أُخبركِ بأنَّني
قد استيقظتُ من صحوي على دفقاتِ الهوى؟ وأراني تيقَّظتُ إلى درجةِ السُكْرِ  
فلماذا تجلبين لى خمور الهوى وأنت تعلمين حُرمتها؟
أراك الآن تهمسين بها وتغمزين إلي وتصيحين بجرأة العاشقين:  
(وفى خمْرِهِ للعاشقين منافعُ)
هل تعتقدين بأنَّ القمر سيطلعُ  على أرضٍ أنتِ ساكنةٌ بها؟
دعيني أقسم لك بأن القمر لن يفعلها !
فكيف سيتجرأ ويطلعُ على أرضٍ أنتِ بها القمر يا قمري؟
لماذا وأنتِ تعلمين بحالي
أتيتِ إليّ لمَّا جئتُكِ
وطلبتِ منِّى بعدما طلبتُكِ
أن أسقي لكِ عصفورا قد سكن الشفاه
وأن أهطل كمطرٍ على أرضِّ  قد ملَّت الجفاف والسكون  
وأنتِ تعلمين بأنَّني مسكونٌ باللهفة
ومفضوحٌ في الهوى أمري؟
وتعلمين جيدا أنَّني لن أتوارى في الظل  
وأنَّني سأحرقكِ وأحترقُ قبلك بلظى القُربِ والغرام  
وتعلمين قبل أن تطلبيني  لزيارة بيت هواكِ  
بأنَّني مُشاكسٌ خِطِر
وبأنَّني لن أغادرك حين تُشيرين إلى بيتِكِ بأنامل الخجل  
وإنما سأعلنها لكِ صراحةً ويقينا

بأنَّني سأتوكأ عليكِ  
وأستند إلى كتفيكِ
وأتبعُكِ كثيرا
وأتأملُّ طويلا ذاك المُثير الشهيّ البديع
ويرقصُ قلبي من فرطِ نشوتِهِ
وبعدها  
أدَّعي التعب
وأنَّ الطريق لبيتكم قد طال
وأتمنَّى لو تقبلين أن تُمسكي برأسي
وتضعيها لتأخذُ قيلولة على صدركِ ما بين النهدين
حينها 
أستجمعُ كلَّ قُواي
ويتناثرُ من بينِ شفاهي شهدُ الحنين
والذي يسعى برفقة شغف كفَّي
ليمسحا فوق رأسِ نهدين قد اختبئا طويلا
وتمنَّعا كثيرا
أيا من على محيطِ خصرها  تضاربت محيطات الفتنة
وعلى خليجها الساكن قد زاغت الأبصار
خُذيني إليكِ
ودنْدني ترانيم عشقكِ
ودعيني أسبحُ كسمكةٍ على شطِّ غرامك
وأقفز ما بين ريحانهِ وربوعه
وأجتاحُكِ طويلا
وأجدُّ وأجتهدُ لتحصيلِ الفرحة واللذَّة
وحينما أصلُ بكِ ومعكِ لقمةِ النشوةِ
خذيني إليكِ طويلا
وضُمِّيني
وضمِّدي لي جِراح الرغبة
ودعيني أُكسِّرُ لكِ ضلعاً من الضلوعِ
وأنسجُ فوقهُ عبارة عشقٍ تهتفُ باسمك
وتكادُ من فرطِ ضجرها أن تهوي
ومن فرطِ نشوتها أن يُغشى عليها
وأن أسكِّن رجفتكِ بتحريك شفاهي هامسا:

"أحبُّك"


هل تتخيَّلين أنَّني  حينما أُصافحِ لهوكِ بثياب عشقي
وحينما تداعبين خطوطَ يدي بخطوطِ الشفاهِ
وحينما تبكين كطفلٍ حنَّ لأن يسكن كِتف أشعاري
هل تتخيَّلين أنَّني أقفُ وحسب؟
أتحوَّلُ إلى بسمةٍ  من جبينِ الحُزنِ قد شَرِبت
وإلى قُبْلةٍ من لظى شفتيكِ احترقت
وأتحوَّلُ إليكِ
وأحوِّلُ بصري وناظري إليكِ
ويطولُ صمتي
ويطولُ عشقي
ويطولُ كلُّ شيءٍ
ويقْصرُ عليكِ عُمري وهو قصيرُ
فخذيني من يد شغفي إليكِ
وخبئي قلبي حيثما تريدين
يا راقصة بلينٍ على سفحِ قلبي .

 

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. عمرو فرج لطيف

د. عمرو فرج لطيف

133

قصيدة

د. عمرو فرج لطيف طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد

المزيد عن د. عمرو فرج لطيف

أضف شرح او معلومة