الديوان » د. عمرو فرج لطيف » حال سُكْري* من ديوان منحوتة إغريقية

وفى جُنحِ ليلتي الفائتة  

وعلى جبين قلبي  

ومن دونِ إذنٍ  

وحيثُ لا توقُّع..

أمطرت شفاهُكِ عليّ

وأعلنت جميع محطات الأرصاد الدولية

وكذلك المحلية

وجميع الأقمار الصناعية والطبيعية

وجميع الخبراء بأمور العشقِ والهوى

بأنَّ أرض قلبي

تتعرَّضُ لموجةِ من الحبِّ الصادق

وبأنَّ قشرة روحي

تتعرضُ لهزِّةٍ من حنان

وبأنَّ لظى الغرام قد اشتعل بباطن صدري

وأنَّني كُلِّي قد تحوَّلتُ

بعدما غسلني مطرُ حبَّكِ

وأزاح عنِّي الغبار

وبعدما تخلَّصتُ من طفولتي على يديك

وبعدما دخلتُ إلى أرضك بكل أمنٍ وسلام

فيا غزالتي التي حاصرتني من جميع مداخلي

وعلمتني كيف أتهجَّى الهوى

وكيف أكتبُ أشعار الحنين

وكيفَ أخشعُ بحضرةِ المحبوبِ

وكيف أتيقَّنُ بالشكِّ وأشكُّ باليقين

وكيف أحنُّ

وكيف أُجنُّ

وكيف أقول

سألتُكِ.. أن تسمعي شغف ندائي

وأن تخفِّفي عنِّي همِّي

وأن تمسحي فوق رأس أشواقي

وأن تهذِّبي أخلاقي

وأن تأخذيني إليكِ

يا بُثينتي الأولى

والراعية دوماً لشئون قلبي وجميع أحوالي.


هل لكِ أن تتخيلي..

أنَّني الآن أمارسُ لعبةَ الكتابةِ من دون تجهيز  

وبأنَّني لأجلِ عينيكِ..

سأخالفُ كلَّ المواثيقِ والتشريعات؟

وسأرحلُ عن كلِّ ثقافةِ المثقفين

وكلِّ تحضِّر المتحضرين

وأستلُّ قلمي

واُراود الكلمات عن شِعرها وخواطرها

وأضربُ رأسي بكفِّ يدي

وأجلسُ تارةً

وأجري اُخرى  

وأضحكُ مرةً

وأبكي أُخرى  

وأهتزُّ نشوانَ كما لو كنتُ بحلقةِ عشقٍ روحانية

وأكتبُ هيمانَ حروف عشقي

وأمارسُ طقوس شغفي ولوعتي وانبهاري

وأغيبُ عن الدنيا، ويأخذني الحال

وأبدو كمن مسَّهُ الخبلُ

فلا تعجبى مني

ولا تتعجبي من حالي

فو اللهِ غيَّبني الشوقُ عن نفسي  

وصرتُ لا أرى إلاَّ عينيكِ

وصرتُ كالمريد لديك

لا أملكُ إلاَّ السمع والطاعة وحُسن الخُلق

يا أُنثاي

ويا بنت قلبي

ومنتهى حلَّي وغاية سفري وترحالي.

 

هل تعتقدين أنَّني قادرٌ على فراقكِ ولو لرمشةِ عين؟

كيف تظنين بى هذا

وأنا..

العاشقُ الأول

والراهبُ الأول

والمخترعُ الأول لحنينِ يديكِ

والمُكتشفُ الأول لسحرِ نهديك

والمُقتنعُ تماما بحولِ خصركِ وليونته

والضاربُ بكفِّ أشواقي على حدِّك الأزرق

والمتأني والشغوف

والقانع بكِ والطامعُ فيكِ

وأنا الذي تجمَّعت فيّ الأضدادُ شوقا إليكِ

وتراحمت وتلاحمت خوفا عليكِ

فجميلُ صبري قد تضامن مع حدِّةِ شغفي

وجنونُ شِعري قد تآلف مع حكمةِ عقلي

وكلُّ شىءٍ أراهُ أنتِ

يا حُلم عمري

ويا جملتي المفيدة

ويا بوحي ومنتهى القصيدة

وقصةّ فرحى وانشودة موَّالي.


هل تعلمين أنَّني كنتُ ولا زلتُ أحاولُ استجماع كل قواي

وكلَّ أفكاري حتى أرسم ملامحِك بفكرى؟

وحتى أرسمك على أوراق صدرى وفي دفتر شعري.

وأدَّعي دوما أنَّني وصلتُ إلى أعلى مراتب العشق

وبأنَّني فعلتُ بالهوى ما لم يفعلهُ مثلي

وحينما تتجلَّى رؤاكِ

أتيقَّنُ تماما بأنَّني

لا زلتُ بالسطرِ الأولِ في سطورِ العشق أحبو

وبأنَّ جميع ما فعلت

وما قُلتُ

وما ادَّعيت

قطرةٌ فى بحرِ هواكِ

ونغمةٌ في موسيقى الحنين

وبأنَّني لا زلتُ أبحثُ عنكِ

وواجبٌ علي أن أُطالع دروسي بضمير

وأجدَّ وأجتهد وأقرأ المزيد عن جمالِ عينيكِ

وعن كيفية الوصول إليكِ

يا فتنتي وجواب سؤالي.

 

ماذا أقولُ وفي حضرتكِ لفَّني صمتي

وماذا سأحكي..

إن كان لساني لا ينطق غير اسمك

فدعينى أهربُ من طينتي

وأسبحُ فى بحرِ نوركِ العظيم

وأرحلُ عن حداثةِ التيهِ

وأحضرُ لديكِ عند بابِ عشقكِ القديم

ودعيني أتقوَّى بضعفي أمام حُبَّكِ

وأرقصُ نشوانَ من هزيمتي أمام عينيكِ

وألصقُ خدَّي ببياض خدَّكِ

وأفنى بكِ كى يحلو عُمري

فيا عُمري

ويا شغفي

ويا لهفتي

ويا وجعي

ويا نعيمي

ويا عذابي

ضمِّدي لي جراح اشتياقي

وضمِّينى إليكِ

وامنحيني المودَّة والرحمة والسكن

وانزعي عنَّا حجاب العقل

ودعي الهوى يتلو آيات الانتشاء

ودعيني أموجُ ببحرِ هواكِ

وأنغمسُ بكِ يا أحلى ويا أغلى وطن

اللهُ.. كم أتمنَّاكِ

وكم أتمنَّى لو أهمس في أذنيك

بدفءِ ودَّي وحنيني

و"أوشوشها" بصدقِ شعري

وأنادي بصوتِ الواثقِ الرشيد:

" أُحبُّكِ "

وأريحُ كفِّي قليلا على بياض عُنُقِكِ

وأمسحُ بكفَّي الآخر فوق ظهركِ

وأجذبكِ لقلبي

وأضمُّكِ لمدائن صدري

وأصرُّ على أن يُقبِّل قلبي شفاهَ قلبكِ

وأتجاهلُ تماما جميع نداءاتِ الاستغاثةِ

الصادرةِ من نهدكِ الذى اعتصر من شدِّة ضمَّتي

والداعيةُ إلى فكَّ الحصار حينا

وإلى تضييقِ الخناقِ دوما

وأبقى هكذا مُعلَّقا بكِ

ومُعلَّقةً بكِ روحي

وأعلنها لكِ دوما بأنَّكِ حبيبة قلبي

وأنَّك دعائي ورجائي وقلبي ببعدكِ خال.

 

قالوا: من عشق الدنيا ستأتيه

ومن بذل الهوى سيُغنيه

ومن رام لذَّةً ستُفنيه

وحينما عشقتُكِ

حِيزت لى الدنيا بحذافيرها

وأتتني الدنيا راكعةً

وأغناني حُبَّكِ

وأفنيتني فيكِ

ولاحت بيننا الأسرارُ

واعتليتُ أعلى مناصب الهوى

فيا فراشتي التي فرشت لي دوما زند عشقها

وملأت جيوب روحي بحلوى ودِّها

إنَّي أُشهدُكِ الآن، وقلبي، أنَّني

سأبقى لكِ مدى الدهر يا قديستي الأولى

وسأبقى عاكفا عليكِ وراغبا فيكِ

ومصرَّا على التزلَّج على ثلج النهدين

وشُربِ الشهد من دفءِ الشفتين

وسائرا بلا ميلٍ ولا طيشٍ

نحو حدِّك الأزرق

يا مدامتي

ويا صحوي

ويا سكرتي

وعقلي

ومنطقي

وجنوني

ونشوتي قبل نشأتي

وسراج عقلي وبصيرتي

وفِكري، ومليكةَ شِعري وخيالي.

 

 

 

 

 

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. عمرو فرج لطيف

د. عمرو فرج لطيف

133

قصيدة

د. عمرو فرج لطيف طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد

المزيد عن د. عمرو فرج لطيف

أضف شرح او معلومة