الديوان » د. عمرو فرج لطيف » عيدي يوم القاك* من ديوان منحوتة إغريقية

العيدُ هو..
أن أصحوَ من نومي على حنينِ صوتٍ

يأتيني من جانب ِعشقكِ الأيمن
وأن أغمس رأس أشواقي بدفءِ صدرِكِ
وأن تغنيني من الأشعارِ ما رقَّ

فتُطربي لي أذن سمعي واستمتاعي
وأفيق لأجدني..
طفلا قد جَرَحَتْ خدَّهُ عَبرُةُ الفقد
وأوجَعَتْ صدرَهُ أنَّةُ الوجد
ويصبح كما يمسي مُكتئبا

لا يعرفُ غيرَ أغنيةٍ واحدة تقول:
" اشتقتُ إليك فعلِّمني ألَّا أشتاق "

العيدُ هو..
أن أفتح عيني على نور وجهك
وأن أتعوَّد عليكِ لتصبحي عادتي اليومية
وأفقتُ لأجدني
طفلا باكيا يبحث عن أمِّه
ويطوفُ بأركان بيتِ الهوى علَّه يلقاها
ويُبعثِرُ أثاث داخِلهِ ويُفتِّشُ عنها في كلِّ مكان
ويسألُ هذه وتلك ويعودُ

ليس كما ذهب باللهفةِ والشوقِ فحسب
وإنما بحنين هائمٍ
وضجرٍ يهتكُ كلَّ أثوابِ صبرِه
وأصابعٍ كادت تُمزِّقُ جبين فِكْرِه
والتي تجرُّهُ جرَّا لمعاودةِ البحثِ
ومعاودة السؤال
ومعاودة وضعِ الافتراضات
علَّها تخرجُ لهُ من بين أحلامِ يقظته
أو تأتيه لتمسح عنه وحشة الفراق

وتمسح فوق صدره
وتقرأ على رأسهِ المعوذتين

وتعيدُ إليه السكون والسكن والسكينة.
العيدُ هو..
أن أرتدي جديد غَزَلي
وأتعطَّر بأنفاسكِ

وأصبغ وجهي بحُمرة الخجلِ
وأتزيَّن بكِ أمام الجميع
وأحاول بكافةِ الطُرقِ إظهار ذاتي
علَّني أفوزُ منكِ بنظرةِ أعجابٍ

أو بسمةٍ ولو مُجاملة
فتخذُلني كلماتي
ولا يشفعُ لي عشقي ولا عطوري
ويشمتُ بي الجميع

وأموتُ من فرطِ محبَّتي ورجائي.
العيدُ هو..
أن "اُحنِّي" شفاهي بترنيمةِ اسمك
وأُحلِّي أوقاتي بترديد حرفك
وأملأُ جيوب روحي بحلوى ودَّك
واُزيَّن ضلوع صدري برسوم عشقك
وأذوب وجدا حينما اسمعُ همسك
وأرشّ على قلبي "كريز" هواك

واُصنع منه كعكة

تقضمينها على حين ودٍّ ولهفة
وأعودُ غريبا امتطي ظُلمة الليلِ
أشكو برد النوى وحُمَّى الشكِّ
خاوية جيوب روحي
مخنوقة شفاهي
وليس معي سوى تنهيدة تحترق
وقلبي مفطورٌ من هولِ الموقف.
العيدُ هو..
أن أتمادى في تزيين ذاتي
وأقف طويلا أمام مرآةِ عينيكِ
وأُبدِّل أثوابي بدفئك
ورابطةُ عُنقي بغِيرَتك
وأطرُق أبواب الحنين
وأستجدي صوت المحبَّة
وأرتجي منك الوسيلة
وأبتغي لديكِ الفضيلة
فلا البابُ يفتحُ لي
ولا حتى يُنادي مَن خلف الباب

أن اذهب ولا تعد
فأظلّ واقفا كمسكينٍ على بابِك الموصد
ومخنوقا برباط الصدِّ
وآملا فيك، ورافعا كفَّ لهفتي
ومُستندا على ما بيني وبينكِ
فتباغِتُني انكسارةٌ وعَبْرَة

وتجرَّني يدُ الخذلانِ
ونظرةُ اليُتمِ بعيني
وغصَّةُ القلبِ
لأعود من حيث جئت
وتجعَلُكِ هُناك ساكنة

 حيثُ شئتِ وارتضيتِ .
العيدُ هو ..
أن أُمنِّيَّ نفسي بلقاء
وبرقصة على أثير هواكِ
وورقةِ شوقٍ تسطُرُها أناملكِ لحروف شفاهي
ومشاكَسَةٍ تُعانقين بها سحابات قلبي
فـيصعقني جليدُ الانتظار
ويعلو صوتُ النشاز
وتُرعبُني نظراتُ الامتعاض
وأصبح عاشقا حنَّ لكل شيء

ولم ينل أي شيء

العيدُ هو..
أن ألتقيكِ على غير انتظار
وأُمرِّر بصري ليخترق بؤبؤ العينين  
وأُغازلك على مذهبي
فأهيمُ على وجهِ عشقي
وأسافرُ في دُنياكِ

فوجدتني..
مفلوق الرأس من حرِّ الهجر
وتائها في صحراء النوى
ولاعقا غبار السراب
وكعابري السبيل..

أقضمُ خبز التمنِّي على حينِ انتظار
وعلى أمل الرجوع.
العيدُ هو..
هو أن أُعلنَ للجميعِ أنَّكِ أنتِ حبيبتي
وأنَّكِ مثلي تماما تُبادلينني الغرام
وأنَّني.. جميعُ ما ترغبين
وأنت جميعُ ما أرغب
وأنَّك جوابُ سؤالي
وأنَّني الوحيدُ صاحب الحقَّ في
وضعِ أحمرِ الشفاهِ لكِ بشفاهي
وأنَّك الوحيدةُ الراقصة على وتر شعوري
وأعودُ من كُلِّ هذا لألقي....
أنَّ جميع ما رأيتُ وتمنَّيت ليس إلاَّ
أضغاثُ أحلامٍ من فرطِ حُبِّي ورغبتي فيكِ.
العيدُ هو..
أن أسموَ بكِ فوق مستوى الذات
وأجعلكِ المُفضلة لدى

من بين جميعِ الخلائق والعادات
وأرسمك بلونك المُفضَّل على زجاجِ قلبي
وأنقش ألوان حُبكِ على جدرانِ روحي
وأرجع..
مخنوقا بالعادات
ومحبوسا بالذات
ومجروحا بزجاجِ القلبِ
وقتيلا من أثرِ سقوط جدار روحي .
فيا من لا يأتي العيدُ عندي

إلاَّ بعدما يتجلَّى هلالها في سمائي
ويا من بضحكتها تورق دُنيا يومي
وتدنو منِّي الفرحة
يا من جمَّعت شمل طموحاتي
وشملتِ جميع رغباتي
عودي..
فعيدي يوم ألقاكِ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. عمرو فرج لطيف

د. عمرو فرج لطيف

133

قصيدة

د. عمرو فرج لطيف طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد

المزيد عن د. عمرو فرج لطيف

أضف شرح او معلومة