الديوان » د. عمرو فرج لطيف » منحوتة اغريقية* من ديوان منحوتة إغريقية

فى هذا الجوِّ الماطرِ بالأحداث

فى هذا  العُمر العامر بالأنفاس

وبهذا القلب المُولَعِ

بِكُلِّ ألوانِ المحبةِ والحنين

في عُمرِي هذا

وبجمالك هذا

دعيني أُشرق على جانب جسمكِ الأيمن

وأهتدي بنارِ شوقي إليكِ

وأمحو كُلَّ تصميماتي، وكُلَّ علاقاتي

وكُلَّ نزواتي

وكُلَّ عاداتي

لأستبقيكِ أنتِ .


سألتُكِ بحولِ الخصرِ ونحولِ الجسمِ

وبتلك الشعرةِ الوحيدةِ النابتةِ كتاجٍ إغريقىٍّ

فوق رأسِ سُرَّتِكِ المُثلّثةِ التدوير

المدفونةِ فى جوفِ لحْمِكِ المثير

المُعطَّرةِ بماء وردِ الخجل

والناعمةِ بتأثير زيتِ اللوز المُرِّ

والمبلَّلةِ دوما

كما لو كانت خارجةً للتوِّ من حمامٍ مغربي

سألتُكِ أن ألقي بنفسي إليكِ

أُمارسُ طقوسَ لوعتي وانبهاري

وأن أُقبِّل حدك الأزرق

وأُلملم كُلَّ "فتافيتِ السكر" على ضفتيهِ

فأسكر بكِ ومعكِ

وأفيق على صوتِ العشقِ النابع من ذاك القلبِ

الساكنِ بجوف صبري

والمُختنق مثلي برباطِ العاداتِ

والمشنوقِ إلى حدِّ الصلب بحبلِ التقاليد العقيمة.

فهلِّ لي أن أتناسى جميع ما يفصلني عنكِ

وما يمنعني عنكِ

وما يزيدُ معدلات إرهاقي وضياعي بالبعدِ عنكِ؟

فحُمرة بحرٍ

وبرد صحارى وجبال صد

ونهرٌ من الدموع

وشعرةُ ودٍّ تكادُ من فرطِ طراوتها أن تنقطع

ومن طول صبرها أن تملَّ

فدعيني أعودُ إليكِ

وإلى فطرتي الأولى على يديكِ.


مُغرمٌ أنا بكُلِّ تفاصيلك

مفتونٌ بكِ حدَّ الولع

حدَّ التسكُّعِ على قارعة المشاعر

علَّني ألتقيكِ

آهٍ لو تحتَّلني لغات الكون للحظات

لتُنجب ما عجزت مفرداتي العقيمة عنه

والتي لا يمرُّ بها أحدٌ سواي.

سأجهرُ بالنداءِ العظيمِ

وأنفخُ باُذنكِ اليمنى وكذلك اليسرى

كما لو كُنتِ مولودة

من رحمِ شعوري وغابات شِعري

وأردِّدُ تسابيحِ الهوى

من أولِ الشعرِ وإلى آخرِ الحنين

من مُنتصفِ العُمر إلى سويداء القلب

من أعلى شجرةِ الودِّ إلى جميعِ أذيال الهوى

وأنقرُعلى قيثارةِ الكفِّين

وأوتار الأصابع

ومقاماتِ الصدرِ

"طيرى جوَّاً

غوصي بحراً

سيري برَّاً

لن أتنازل عنكِ شبراً!
لن أتخلَّى سنتيمتراً!

كوني روحاً

كوني راحاً

كوني قلباً يرعى قلبي

زيدي صبري فيكِ صبراً.

كوني أنتِ

كوني أنتِ

كي ما يبقى نبضُ حنيني ينزفُ شِعراً".


دعينى أظهرُ من جانبِ اللهفةِ  

وألعبُ كالأطفالِ بغاباتِ الشعر

المصبوغ بحنَّاء الولعِ

بشمعِ الوجهِ الذائبِ في دُنيا فمي

أشربُ على حين شغفٍ بُهاراتِ الشفاهِ

فتحمرُّ منها خدودى

ويشتعلُ الرأسُ تيها

تشتدُّ شمسُ عيني عليكِ

تدقُّ ساعاتُ جسمِكِ بحلولِ قيلولةِ الهوى

أنسابُ مع ذاك الثلج الذائب

من فوق تلك التلال

إلى حيثُ الظلِّ الساكنِ بين النهدين

وخلف النهدين

لأسبح وحدي ببحرِ فتنتكِ القديم الساري

والحديثِ العهد المملوءِ الجاري

أضربُ بعصا ودي على أحجارِ الروح

لتسيل منها ينابيع الفرحة والبسمات

وتمتلىء سحابات النهدين

"أنتِ الوحيدةُ التي صنعتها على عيني

واصطفيتها لذاتي وقلبي

ولو اجتمعنا لكان اللهُ ثالثنا

والأربعة أحرف لغتنا

ولنا خمسٌ  

دمنا واحد

صوتنا واحد

روحنا واحدة

وبيننا لهفة وشوقٌ

لم يحظ بهما أحدٌ من العالمين.

يا سادسة أيامِ صومي

وثامنة العجائبِ السبعة

ووقفة التاسع

وعيدي العاشر.

 
في هذا الوقتِ الكامنِ خلف الوقت،
في هذا الوقتِ النازحِ نحو الغيمِ ونحو الكَبْت،
في هذا الوقتِ السابحِ نحو الجَدْبِ،
ونحو القهرِ ونحو ضياعِ العُمْر..
أقولُ،
أنادى،
بكُلِّ اللهفةِ، كلِّ الشجنٍ، بكلِّ الشِعر..
أخذتِ العُمرَ بوضعِ اليد،
شِغافَ اليومِ وروحَ الغد،
وشَمَلتِ جموعَ معانى الضد،
فكيف أُناجيكِ بالبُعد؟
ورُغم جميعِ ما قد قيل،
ورغم جميع ما قد قلت،
يتيهُ الفِكْرُ،
فكيف أرد ؟!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. عمرو فرج لطيف

د. عمرو فرج لطيف

133

قصيدة

د. عمرو فرج لطيف طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد

المزيد عن د. عمرو فرج لطيف

أضف شرح او معلومة