الديوان » د. عمرو فرج لطيف » هذيان عاشقة* من ديوان منحوتة إغريقية

يا سيِّدي

لا تلمني حين أنثُرُ لؤلؤ كلماتي

على قارعةِ الشعور

كحانةِ عشقٍ يقصدها سُكارى الغرام

فأنت نبي الهوى

وتدرك أن الكتمان رُتبة العارفين

وأنا ما زلتُ فى زُمرةِ السالكين

إلى كعبةِ الهوى وزمزم اللقاء.


يا سيِّدي

لا تُحرِّض عليَّ ثوَّار اللهفة

ولا تُجنِّد ضد وجعي الأحرف والكلمات

ولا تُلِّوح لي من بعيد بأصابعِ الذكريات

كي لا تتأوه خلاياي طالبة اللجوء

إلى دفء الأمان وحلوى الحُضن.


يا سيِّدي

ساعدني

كي أُعتِّق حبَّك كحبَّاتِ العنب

ليسيل كالنبيذ على فمي

ساعدني

كي أقوى عليك يا أيها الحبُّ المهاجر

كالعواصف والحرائق في دمي

ساعدني

كي أطفىء نيران صولة الجسد

بشهدِ الرضاب وبجوف كفِّك أحتمي.

ساعدني

كي أكتُبك بأحمر الطُهر

وأزرق المِداد بين أزقِّة الورق

وعلى جدران الكلام.


يا سيِّدي

ثقِّفني

كي أتعلَّم فن الرعشةِ والهذيان

حين تساقط عَرَق الهزل

كي أتداوى بدفء الحضن

حين تُباغت لهفة روحي حُمى الوصل

يا رجلا يُتقن فن العدو

وفن الزحف بغابات الجسم

والتكيف مع تقلبَّات مناخي

وكيف يجيد اللجوء إلى شمس عشقي

ليدفئ أطراف قلبِه المرتعدة

من شتاء تمنُّعي بليل القُرب.

يا رجلا يُدرك في أي فصول العام

يمطر على صحراء روحي

وفي أي مساء يطلبني للرقص

وفي كل وقت يُتوِّجني مليكة التقاليد العتيقة

يا رجلا يُتقن فن الوقوف المرهف

على التفاصيل الصغيرة

يا رجلا احتَّل الحرف وأنهك اللغة

يا رجلا لم يمر بذاكرة الزمن.


يا سيدي

أعشق فيك طفل الشغفِ

وطفل البراءة

طفل "الشقاوة"

طفل الخروج عن المألوف

حين يمارس فن الشغَب

وحين يشبُّ على أطراف أصابعه

ليطلَّ من شباك رجولتك

يا رجلي الأوحد

يا معين شوقي الذي لا ينضب.


يا سيِّدي

بخفِّةِ راقصاتِ الأرض جميعا سأثبتُ لك

"لم تلدها أُمها بعد من ستعشق روحك مثلي

ومن ستؤمن برسالة عشقك مثلي

ومن سترقص لك مثلي

ولن تأتي"

 

يا سيِّدي

رحلت عنِّي

ولا يزال جُرح الفقد مفتوحا

ينزُّ الشوق بنزف الأنين..

فيدمعُ قلبي وتهفو الروح ُ لتمر الوصال

وتذبلُ عيني وأصحبُ يُتمي

برُكنِ الفقدِ وثوبِ الحنين.

أحبسُ الضوء في ذاتي

لأهرب من عتمةِ الجوعِ لدفء صدر الحُضنِ

وأركبُ سفينةِ نَوْحِى؛

علَّها تُنجِّيني من طوفانِ اللهفةِ لتقبيل جنَّةِ القدمين.

تراودني أنَّةً هيمان تقلعُ أظافر شعوري

وتسحقُ روحي

حَنَّةَ مُشتاق تهتكُ كل كيانات الصبر بضجر السنين.

ولا تأتي..

آهِ.. لو كُنتُ أمتِلكُ الصدف

لغزلتُ عُمرى صُدْفَةً كى ألتقيك..

 

يا سيِّدي

ويا سيِّد السهرات

ويا سيِّد شياطين الشعر

وسُدَّة جوعِي

وسدَّ مأربي

وصاحب تعويذاتي المُقدَّسة

والعارفُ جداً بمسام جلدى

والحارس الأمين على سنين العمر

لك من أحبَّتك بكُلِّها

وكل حنينٍ وأنت دعوتي ورجائي.

 

يا سيِّدي

بشحوب الوجه

ولَهَفِ الفقد

تصرخُ روحي

"بقلبي فراغ كان ذات رجفة لرجل بمثابة وطن"


يا سيِّدي

" بكُلِّ أنوثتى بكيتُك"

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. عمرو فرج لطيف

د. عمرو فرج لطيف

133

قصيدة

د. عمرو فرج لطيف طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد

المزيد عن د. عمرو فرج لطيف

أضف شرح او معلومة