الديوان » د. عمرو فرج لطيف » طفلة الهوى

لا تحسبي أنِّي يسوعٌ طيِّبٌ ،
سأُديرُ خدِّي كُلما أوْجَعْتِني ،
وأقولُ تبقي طفلةً ربَّيتُها ،
وأقولُ كانت ذات يومٍ موطني .
لا تحسبي أنِّي سأبقي واقفاً ،
وكأنَّني طفلٌ على بابِ الهوى ،
أرجو قَبُولاً طامعاً في عطفِ مَنْ ،
أَخَذَتْ مفاتيحَ الغرام بكفِّها حين النوى .
لا تحسبي أنِّي لديكِ سأنحني ،
في لُجِّ بحرِكِ غارقاً ،
ليكون لي مَنْزِلاً ؛ فأهوى المنزِلا...
إن شئتِ عودي للغرامِ كما مضي ،
أو فاهجري ليكون عشقاً وانقضي ،
يا ربَّةَ الوجهِ الكذوبِ ، كتبتُها:
فلتقرئيها في هدوءٍ صاخبٍ ،
قلبي تعوَّدَ أن يكون الأوَّلا ...
إن سِرْتُ يوْماً في هواْكِ بلاْ هُدى ،
أو بُحْتُ يوْماً عنْ حنيْني للْمدى ،
وكشفْتُ أوْراقي إليكِ وجوهري ،
وفرشْتُ أعْماقي إليكِ لتنظُري ،
فلتسْتفيْقي من غُروْرِكِ لحْظةً ،
ولْتعْلمي أنَّ الْمُحبَّ إذا هوي ،
تَهْوِي سماءُ العشقِ من هولِ الجوي ،
ويصيرُ في الدنيا يتيماً سائلا .
أرجوكِ كُفِّي عن هُرائكِ إنَّني ،
لا زلتُ صَلْباً في غرامي باقيا .
لا زال عندي بعضُ أخلاق الهوى ،
لا زلتُ من يومي بحُبِّي عاليا .
ما كان قلبى فى غرامك خَاتِماً،
لو تَفْرُكِيِهِ بالأصابع غِيِرّةً؛
لبَّى النداء مُكبِّراُ ومُهلِّلا.
لا تحسبي أنِّي سأفرُشُ قامتي ،
كي تستحلِّي يا أميرة حُرمتي .
أو أنَّني سأصيرُ مَوْلاً ضائعاً،
جاءَ الديار تذلُّلاً يا حُلوتي .
إن شئتِ توبي من ضلالكِ مرَّةً ،
أو شئتِ عودي نحو دارِكِ دون أن ،
تتردَّدي في جَعْلِ بابِكِ مائلا .
فلسوف آتي دونما أن تشعُري ،
ولسوف أُلقيكِ بنارِ مشاعري ،
وسترجعين ليمَّحى ما قد مضي ،
ويسيلُ دَمْعَكِ عاجلاً أو آجلا .
توَّجتُ وجْهَكِ فى الهوى سُلطانةً ،
تتحكمين بخطِّ سيرِ عواطفي .
وملكتُ منكِ زمامَ قلبِكِ قادراً،
أصدرتُ أمرى الآن أن تتوقفي ،
وغداً سأتلْو الشعرَ فيكِ مُفَصَّلا .
إن تنظُري نحْوي فسوف ترينني ،
بدَّلتُ أثوابي بأوجاعِ البعاد .
وشربتُ كأس الصبرِ مُرَّاً علقما ،
من دَفْترِ الأحقادِ من نارِ العناد .
فبداخلي مَلَكٌ وديعٌ طيِّعٌ ،
ينسابُ من أحداقِ عيني بالدموع .
ويهزُّهُ شيطانُ شِعْري مُرْغَماً ،
فيعاودُ الإحساس فى جوفِ الضلوع.
فبلحظةٍ سأكونُ طفلاً  فى ربوعك عابثاً ،
وبلحظةِ سأكونُ درويشاً بحبلِكِ واثقاً؛
كى أدخل المعنى اليكِ تَسلُّلا.
لا تحسبيني طائشاً ،
في أن أحيك مشاعري،
أو مُسرفاً أو جاهلا .
لكنما ذاك الحنينُ أعادنى ،
والقلبُ يسعى  فى الغرامِ مُهَرْوِلا.
هذى كتاباتي إليكِ بعثتها ،
فلتحفظي ماءَ الوجوهِ لأهْلِهِ ،
واستغفري لله ممَّا قد مضي ،
فلسوف يبقى الحبُّ دوماً أولا ،
ولسوف يبقي الله دوماً عادلا.
 
 
 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن د. عمرو فرج لطيف

د. عمرو فرج لطيف

133

قصيدة

د. عمرو فرج لطيف طبيب بشري وشاعر وعضو اتحاد كُتَّاب مصر ولي عدد ٤ دواوين شعرية مطبوعة (منحوتة اغريقية، هلاوس ايقاعية، الجسور المعلَّقة، المدائن الحمراء) مع ديوان تحت الطبع ( قمر) ولي العديد

المزيد عن د. عمرو فرج لطيف

أضف شرح او معلومة