الديوان » تونس » أبو بكر التونسي » كفى الشعب عسفا ما يلاقي من القهر

عدد الابيات : 40

طباعة

كَفى الشعب عسفا ما يُلاقي من القهر

وَجبنا لدى الشكوى التَحاشي من الجهر

صبرنا عَلى مس الاذى لجسومنا

وَمذ ادرك الأَرواح ملنا عَن الصبر

وَلما درينا الواجب اليوم ظننا

بنو الغرب ذاك الواجب اليوم لا نَدري

رمينا بسهم في الحَياة وانما

رايناه مَرشوقا لديهم عَلى الصدر

فَقاموا قيام الناقمين وَزمجروا

وَصبوا علينا وابل الرعب وَالزجر

فَشَعشَع في افق السياسة كوكب

ببنزرت باق للشقا خالد الذكر

نَرى حادِث الجلاز فيه مجسما

وَنهر دماء الابرياء به يَجري

وَقَد فاتنا انا نشاهد بعده

نظيرا وان الدهر اشبه بالدهر

إِلى ان تعاصى القوت عَن كل عامل

باطفاله كم انشب الجوع من ظفر

تَراهم اذا حلوا المازر هَيكَلا

تَداعَت به الاركان للوقع وَالخر

يَمدون كَفا ايبس الفاس غضها

الى الاجر لكن لا سَبيل الى الاجر

لِذا اِعتَصَبوا والاعتصاب مطية

الى الحق لا تَدري التَباطؤ في السير

فارعد راس المال واشتد غيظه

واصبح في ثوب من العجب وَالكبر

والقى لاذان الحكومة امره

واني لها الاغضاء من ذلك الأمر

فالقت يد الفولاذ عنهم وَسولت

لها نَفسها اخضاعهم بيد الجبر

واملت عَلى من يحفظ الامن وحيها

بتذليلهم فاهتز من شدة البشر

وَسرعان ما كانَ الركاب مهيا

وَسرعان ما ام البلاد عَلى الفور

هناك رأى ان الهدو مخيم

عليها وَلكن ظنه شدة الذعر

فَحاول ان ينهي الخلاف مسيطرا

عليهم فَلَم يظفر بمنشوده القسري

فاعمل فيهم طيشه باشارة

لاعوانه كانَت مجالب للشر

فَلَم يلبثوا أَن اشعلوا النار رغم ما

راوا من جنوح الاشقياء الى القر

وَكانَت رحى حرب تدور وانما

عليهم وَكانَ الأَمر من افظع الامر

وَقَد مزقت اجسامهم بِبَنادق

اعدت لهم من دون ذنب وَلا وزر

وَقد جندلوا فوق البَسيطة بعضهم

جَريح وَبعض قَد اصابوه بالكسر

واخر مغلول اليَدين مصيره

الى السجن مَرفوعا بسلسلة الجر

يصيحون لكن لَيسَ يجدي صياحهم

وَيستَنجدون القوم وَالقَلب من صخر

ومن بينهم من انزع الروح تاركا

صغارا له لا ينقصون عَلى عشر

اكبوا عليه ينظرون كلومه

وَقَد ادركت شبرا واكثر من شبر

وَنادوا وَلكن لَم يجبهم فانزلوا

عَلى جسمه دمعا أَتاحوه من طهر

وَقالوا ابانا من لساعة عسرنا

وانت الَّذي نَلقاك في ساعة العسر

عهدناك ذا حرص علينا تضمنا

اليك وايات السرور عَلى الثغر

وَها نحن نَمشي خلفك اليوم عندما

راينا عَلى الايدي مسيرك للقبر

وَفي كل قَلب من مصابك حرقة

وَفي صفحة التاريخ سطر عَلى سطر

أَنَشكو إِلى من ام نمد اكفنا

باوطاننا ذلا الى الحنظل المر

ومن كدنا تبنى القصور لسادة

اوامرهم لا تقربوا ساحة القصر

أَلَم يَعلَموا انا نظرنا الى الثَرى

كَثيرا وانا ننظر اليوم للبدر

وان الالى بالامس كانوا عبيدهم

قَد اِنقَلَبوا للشهم في صورة الحر

الا فَليَكونوا كيف شاؤوا فاننا

عرفنا سَبيل الشر من سبل الخير

فَلا النار تَثنينا وَلا الجمر صالح

لاخماد نار ان اضافوه للجمر

وَيَكفي لتطمين النفوس وَثوقها

بمستقبل بين الرياحين والزهر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو بكر التونسي

avatar

أبو بكر التونسي حساب موثق

تونس

poet-Abu-Bakr-al-Tunisi@

97

قصيدة

53

متابعين

سعيد أبو بكر التونسي الساحلي المكني. والمكنين بلاد في تونس. تربى في تونس ونشأ وسمع وبصر وتعلم وفقه وأشعر فكان شعره مرآة ما تأثرت به نفسه من أحداث في مطلع ...

المزيد عن أبو بكر التونسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة