يا سائق الأظعان من نجد

أعلم أحيبابي الأولى في عدن

بأن جسمي في يد الوجد

مأسور قلبي عندهم مرتهن

أبات سهران في الدّجا وحدي

يحرم على جفني لذيذ الوسن

إلا أصبّ الدمع في خدّي

دمعاً غزيراً مثل وبل المزن

اطلب جوابي أيها الصادر

من ظبي طرفه فاتن فاتر

ونور وجهه للقمر قامر

وقل له ما حاله بعدي

فان جسمي قد براه الشجن

أما أنا فأنا على العهد

ما زادني ذا البعد إلا حزن

فليت شعري يا سواد العين

هل عاد محبوبك بقلبك خطر

أو قد نسيته حين طال البين

ولم يكن عندك من أجله خبر

فأين ما بينك وبينه أين

من العهود السالفة يا قمر

فكيف تخفي غير ما تبدى

ماذا الرحى فيك يا صويفي البدن

حاشاك من ذا يا هلال شعبان

يا أدعج الألحان يا فتان

يا من قوامه مثل غصن البان

تفديك روحي يا رشا تفدى

فطرفك الساحي لها قد غبن

يا حسرتاه لي من ضنا الفقد

فأين مني من لقلبي فتن

يا قرب ما أملته من وصله

هو في عدن وأنا بأعلى الجبل

لكن رجائي في الذي فضله

لكلّ من تحت الثريا شمل

بأن يعيد الفرع إلى أصله

بوصل سامي الجيد عذب القبل

راعي الأثيث الفاحم الجعد

الشادن الخشف الغزير الأغن

بخ بخ يوم أجتلى بدره

وأجتنى من وجنتيه زهره

وأرشف زلال الريق من ثغره

والصق بباهي خدّه خدّي

لعلّ يسلى خاطري الممتحن

سعدي اذا نلت ذا سعدي

فانه عندي أجلّ المنن

وحق رأسك يا امام الحور

يا مخمص الخصر التريف الدقيق

يا من براه خالقه من نور

ويا أخا الدرّ ظبي العقيق

ان الهوى عليك من مقصور

ومهجتي من عشقتك لا تفيق

وانني في خدّك الوردي

هائم وما غيرك بقلبي سكن

يا لؤلؤي الجسم والمبسم

ويا مريض الناظر الأحوم

سرّ الهوى إياك لا يفهم

بحرمة التأليف والودى

بيني وبينك على كلّ فنّ

وأنا عقب الطرس في الوجد

وقد أذن بالعزم ملك اليمن

الباسل العادل السلطان

الأريحي اللوذعي الامام

ومن حوى الدين والايمان

وفاق في الجود كلّ الكرام

وعمّ بالبرّ والاحسان

والفضل والعدل كلّ الأنام

المنتقى غالي الجدّ

الصالح الطاهر المؤتمن

اللَه يعمرك يا عامر

حيثك لدين النبي ناصر

وللعدا لم تزل قاهر

دم في نعيم وفي سعد

وفي المسرّات طول الزمن

وألفى صلاة على المهدي

المصطفى البدر جدّ الحسن