إنك من الزرّنيخ يا سيّدي، أفتح فمي كلَّ صباح وابتلعُ جزءاً منك ولم تنته. قلت سيأتي يوم أتوحّش فيه وأفترسُك ثم أستريح. جميع أدوية العالم لن تمنحني تلك الفرصة، لا أُشنة البحار ولا بخور الأولياء. وأديان العالم؟ هل نسيتك حقًا؟ نسيت بغالك وسياطك، نسيت ذلك المسلخ العظيم التاريخ الذي يقال له شرفاتي؟ قرأت مجدك، وبالسياط رُدّت الصفحات أطعمتُ كنوزك لحمي وعظمي، فلم تشب. وليلي ليل، ومصابيحي عجفاء. قلت، أنهب الزيوت المقدّسة علّها تعيد أبصارنا لكنك امتطيت جوادك وطرت إلى الصحراء
سنية صالح، كاتبة وشاعرة سورية، ولدت سنة ١٩٣٥. عاشت بين بيروت ودمشق. بلبنان حيت تعيش أختها خالدة سعيد زوجة الشاعر أدونيس، تعرفت على زوجها محمد الماغوط، الشاعر الكبير. أنجبوا ابنتين ...