الديوان » مصر » أحمد الحملاوي » اليوم ضاع من الشبيبة مصطفى

عدد الابيات : 52

طباعة

اليوم ضاع من الشبيبة مصطفى

فابكوا وقولوا لا سرور ولا صفا

يا نخبة النجباء مات عميدكم

فتسربلوا ثوب الحداد مفوفا

يا معشر النفر الألى فجعوا به

حاشا لطول العهد ينسى مصطفى

يا مصر نوحى وارفى علم الأسى

قد مات من أحيا الشعور وما غفا

قد مات من غرس الثبات بحكمة

فينا وأخرج شطأه فاستحصفا

قد مات من رد المكايد عزمه

وعدا على جيش العداة فأوقفا

ما حاد عن سبل المعالى قصده

كلا ولا ركب الهوى متعسفا

ما كانا هيابا ولا نكسا ولا

هابت عزيمته لهول موقفا

ولدته مصر فأنجبت وغدا بها

كلفا وكان لعزها متشوفا

فسطا عليه الموت سطوة ضيغم

من قبل أن تجنى الثمار ويقطفا

تبكيك يا رب الشهامة أمة

ما كان أشفقها عليك وأرأفا

كل بين من المصيبة قائلا

قد عاش محبوبا ومات مشرفا

هذا هو المجد المؤثل والذي

قد كان منكورا فصار معرفا

يا خير من راض البراعة كفه

وأجاد في وصف المعاني احرفا

وأفاد أبناء البلاد بعلمه

لما تصدى للعلوم وصنفا

مصر الأسيفة بعد موتك أصبحت

ثكلى وأمست منك قاعا صفصفا

أدركت في وقت احتضارك حزنها

فجعلت توصى بالحقوق معرفا

تلك الشهامة ما علمنا مثلها

مذ كان جسمك للردى مستهدفا

يا معشر الإخوان بعد وفاته

قولوا على الدنيا وما فيها العفا

يا من ببطن اللحد أصبح ثاويا

وغدا بأثواب المنون ملففا

قد كنت في التحرير أنبه كاتب

قد كنت سيفا في الخطابة مرهفا

قد كنت روضا في الكياسة مزهرا

قد كنت غيثا في السياسة واكفا

قد كنت في شرخ الشببة ناضرا

ما بال غصنك قد ذوى متقصفا

قد كان صوتك في الممالك داويا

إن قلت قالوا قد سمعنا الأحنفا

هابتك أبطال السياسة والحجا

وطلبت إنصافا فقالوا أنصفا

عاهدتنا تحرير مصر وأهلها

هلا وفيت فإن شيمتك الوفا

تبكيك أعواد المنابر خشعا

وعليك ذابت حسرة وتأسفا

يا أيها المنطبق مالك ساكتا

حتى متى هذا السكوت أما كفى

قم وارق منبرك الذي عودته

حسن الخطابة فالنفوس على شفا

واصدع بأمرك يا همام فكلنا

مرضى وأنت لنا من المرض الشفا

يا بدر تم قد هوى من أفقه

ما آن أن يمحى ضياك ويخسفا

أسئمت فينا يا همام إقامة

أم شمت منا في المعاشرة الجفا

أم تداتتك من المثابر دعوة

لتقيم معوجا وترجع من هفا

أم شافهم منك الحديث فجئتهم

لتقوم فيهم واعظا متلطفا

أم روحك اشتقات إلى ملأ العلا

فدخلت فيه باحثا مستكشفا

إن كانت هذا ما تريد فوافنا

وارجع فحدثنا فقد برح الخفا

يا قوم مهلا أنصتوا فكأنني

بالجانب الشرقي أسمع هاتفا

قد قال يا قوم اهدءا واسترجعوا

كل يموت فلا هروب ولا اختفا

فثقوا بمولاكم ولا تتفرقوا

إن التفرق كم أذل واضعفا

وابنوا على ما قد بنيت وشيدوا

فالقطر يصبح إذ بنيتم مترفا

قد كنت فردا واحدا فحججت من

في الحكم جار على البلاد وأجحفا

واليوم كلكم رجال فافتقوا

أثرى وجدوا فالهمام من اقتفى

إن مات منكم مصطفى فجميعكم

من بعد موتى يا أفاضف مصطفى

واستعملوا يا آل حزبى حزمكم

فالحزم كم جمع القلوب وألفا

واستمسكوا بالعروة الوثقى وفوا

بالعهد إن العهد يسأل بالوفا

فاسترجعت نفسي وقلت لقبره

من بعد ما نثر الحديث وشنفا

يا قبر خبرني بحقك واشفني

أكرمت مثواه وقمت بالاحتفا

فأجابني هو في النعيم ممتع

وقد ارتقى قصر الهناء مزخرفا

والحور والولدان قامت حوله

كل يسائله الرضا مستعطفا

بالباقيات الصالحات لقد أتى

فجزاه مولاه النعيم وأنحفا

فحمدت عقبى أمره ومقامه

ودعوتع ربى أن يديم له الصفا

وزجرت دمعى ثم قلت لرفقتي

هذا النعيم هو المقيم فقد كفى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الحملاوي

avatar

أحمد الحملاوي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-El-Hamlawy@

99

قصيدة

374

متابعين

أحمد بن محمد الحملاوي. أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف ...

المزيد عن أحمد الحملاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة