الديوان » مصر » أحمد الحملاوي » نور النبي على العوالم أسفرا

عدد الابيات : 41

طباعة

نور النبي على العوالم أسفرا

فأبان أسباب الرشاد وأظهرا

وبحسن طلعته الشريفة قد بدا

نور السعادة والسيادة مقمرا

وشريعة الإسلام راق رواوّها

والكفر اصبح جيشه متقهقرا

لما أتى خير الأنام بدينه

وانحل ما عقد الغواة من الفرى

هاموا جميعا بالنبي ودينه

والكفر بعد العرف صار منكرا

واستبشروا بالمصطفى وبنوره

والكل صاح مهللا ومكبرا

والأمن بعد الخوف أصبح ضاربا

أطنابه بين المهامه والقرى

والخصب قد عم الأنام فوجه

قد كان ميمون النقيبة أنضرا

كم ىية ظهرت لمولده وكم

خرت إلى الأذقان أصنام الورى

وارتج إيوان لكسرى رجّة

جعلته من بعد الثبات مكسرا

نيرانهم خمدت وزال لهيبها

وغدت هباء في القضاء مبعثرا

وغدت ملوك الأرض تخشى بأسهُ

وأخاف كسرى ما رآه وقيصرا

وتخوف الرهبان يوم ولاده

إذ عزهم بعد التقدم أدبرا

لله ليلة مولد فيها بدا

من كان في نفس العوالم مضمرا

فالكون ما ست بالهنا أعطافه

فرحا وأصبح بالعبير معطرا

هذا النبي المصطفى من معشر

كانوا الأفق المجد بدرا نيرا

سادوا الأنام فكل فرد دونهم

في المكرمات ولو رقى أعلى الذرا

سبحان من أسرى به ليلا إلى

حرم بأرض الشام ظل مطهرا

صلى بكل الأنبياء جماعة

إن الوفود يقدمون الأكبرا

ثم ارتقى نحو السماء لمستوى

فيه رأى المجد الأثيل موفرا

فحباه مولاه بأكبر نعمة

وأمده كرما بأنواع القرى

ورأى الإله جماله وجلاله

أما سواه فقد أجيب بلن ترى

وعليه قد فرض الصلاة وبعد ذا

آوى الفراش كأنه ما قد سرى

قد كان هذا السر أكبر آية

كانت لخير الخلق أكبر مظهرا

كم معجزات أفحمت أعداءه

حاشى علاها أن يعد ويحصرا

في الغار قد نسجت عليه عناكبٌ

والورق عشّش والعدوّ تحيرا

قد ظللته في الهجير سحابة

والجزع حن لبعده وتأثرا

والضب سلم والبعير قد اشتكى

تعبا وجوعا منهما الجسم انبرى

وبه استجارت في الفلاة غزالة

فأجاره وأجارها مما جرى

وأشار للأشجار جاءت سجدا

ودنا له العرجون شوقا مثمرا

والماء فاض زلاله من كفه

فسقى المئين بل الألوف فأكثرا

وانشق بدر في السماء وقدرا

الناس في شرق وغرب نيرا

وأجلّ معجزة هي القرآن إذ

بقيت مدى الأزمان لن تتغيرا

خرّوا إلى الأذقان طرا سجدا

لما رأوه معجزا ومحيرا

هذا النبي له الفخار فدينه

لمكارم الأخلاق جاء مقررا

نسخ الشرائع قبله فجميعها

بشريعة الإسلام صار مدهورا

يا سيد الرسل الكرام وخير من

ركب البراق وخير من وطىء الثرى

امنن علينا بالشفاعة في غد

واجعل لنا عزّا يدوم ومظهرا

يا ربّ ممتنا برؤية نوره

والطف بنا في كل أمر قدّرا

واجعل ختام المسلمين جميعهم

مسكا يفوح شذا شذاه وعنبرا

وأدم صلاتك والسلام على الذي

ختم الرسالة منذرا ومبشرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الحملاوي

avatar

أحمد الحملاوي حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-El-Hamlawy@

99

قصيدة

371

متابعين

أحمد بن محمد الحملاوي. أديب، مدرس مصري، له نظم. تخرج بدار العلوم ثم بالأزهر. وزاول المحاماة الشرعية مدة. وعمل في التدريس إلى سنة 1928 ووضع كتباً مدرسية، منها (شذا العرف ...

المزيد عن أحمد الحملاوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة