يُكَلِّفُني فُؤادي مِن هَواهُ
ظَعائِنَ يَجتَزِعنَ عَلى رُماحِ
ظَعائِنَ لَم يَدِنَّ مَعَ النَصارى
وَلا يَدرينَ ما سَمكُ القَراحِ
فغَرامي القديمُ فيكُمْ غرامي
ووِدادي كما عَهِدْتُمْ وِدَادِي
قد سَكَنْتُمْ منَ الفُؤادِ سُوَيْدَا
هُ ومنْ مُقْلَتي سواءَ السّوادِ
لا ذاقَ قلبي من طلولك سلوةً
فهو الذي أغناكِ عن مغناك
لولاه ما أضرمتُ نارَ جوانحي
ونحرتُ حمر مدامعي لقراك
أَطِعْ في حبيبك غِشّ الهوى
وعاصِ العذول إِذا ما نصح
بنفسي حبيبٌ لا يملّ قطيعتي
على أنَّه ما كان فهو حبيبُ
أَتَت نُوَبُ الأيام بيني وبينَه
وحالت عوادٍ دونَهُ وخطوبُ
يا من تغيَّرتِ الدنيا لِبُعدهم
فكُلُّ رَحبٍ فسيحٍ ضَيِّقٌ حَرِجُ
استودعُ الله عيشاً مرَّ لي بِكُمُ
يرتاحُ قلبي لذكراهُ ويبتهجُ
وقولا لها ليس الضلالُ أجازَنا
ولكنّنا جُزنا لنلقاكمُ عَمدا
تخيّرتُ من نعمان عودَ أراكةٍ
فهندٍ فمن هذا يُبلِّغه هِندا
إذا ما شكا العشّاقُ وجداً مبِّرحاً
فكلُّ الذي يشكونه بعضُ ما لَقِي
على أنّه لولا الرَّجاءُ لِأَوْبَة
تقرِّبُني من وصل سُعْداه ما بَقِي
مَلأَ الضُلوعَ وَفاضَ عَن أَحنائِها
قَلبٌ إِذا ذُكِرَ الحَبيبُ يَذوبُ
ما زالَ يَضرِبُ خافِقاً بِجَناحِهِ
يا لَيتَ شِعري هَل تَطير قُلوبُ
وما العِشْقُ إِلا موتُ نفسٍ إِذا دَعا
فإِنَّ نفوسَ العاشقِين جوابُ
ومَنْ صَحَّ مِنْ داءِ الصَّبابَةِ قَلْبُه
رَأَى أَنَّ رأْي العَاذِلينَ صَوابُ
قرِّب فؤَادَك من قلبي مُعَانَقَةً
لعلَّ رِقَّةَ ذاكَ القلبِ تُعديكا
ملكتَ قلبي فقُلْ لي كَيْفَ أَصْرِفه
وحزتَ نَفْسي فقُلْ لي كيْفَ أَفْدِيكا
لَيتهم لو سامَحوني ساعةً
بحبيبي فاِختَلستُ النَظَرا
ليس بَختي في الهوى البختَ الذي
أجتنى البرد به والزَهَرا
وَأبَى الهَوَى إلاَّ الحُلُولَ بِلَعلَعٍ
وَيحَ المَطَايَا أينَ مِنهَا لَعلَعُ
لَم أَدرِ أينَ نَوَوا فَلَم أَسال لَهُم
رِيحاً تَهُبُّ ولا بَرِيقاً يَلمَعُ
شجاني غرامٌ لو وَفيتم ببعضهِ
لقلبِ المعنَّى فيكمُ لشجاكم
أعيدوا لنا عيدَ الوصال على اللوى
سقى الله أيام اللوى وسقاكم
وَقَبَّلتُ رَسمَ الدارِ حُبّاً لِأَهلِها
وَمَن لَم يَجِد إِلّا صَعيداً تَيَمَّما
وَحَنَّت رِكابي وَالهَوى يَبعَثُ الهَوى
فَلَم أَرَ في تَيماءَ إِلّا مُتَيَّما
وَاللَهُ لا عَلِقَت نَفسي بِغَيرِكُمُ
وَلا اِتَّخَذتُ سِواكُم مِنكُمُ بَدَلا
ما أحْرَمَ النّومَ أجفاني وحرّمَهُ
إلّا تغَيُّبُكُمْ يا حاضِري الحرَمِ
غِبْتُمْ فغيّبْتُمُ صُبحي فلسْتُ أرى
إلّا بقايا ألمّتْ فيهِ منْ لِمَمي
فَقَضى حَقَّ هَواهُ إِذا قَضى
فَعَلَيهِ نادِ في الأَحياءِ حَي
هَكَذا إِن شِئتَ أَن تَحيا فَمُت
أَو فَعِش مِيتاً شَقِيّاً يا غُبَي
لي حَبيب فِداهُ كُل حَبيب
لَيسَ إِلّا بِهِ الحَياة تَطيب
قَد دَعاني مُتَيماً وَكَئيب
مَدداً يا أَنيس كُل غَريب
إِذا كُنتُ لَستَ مَعي فَالذِكرُ مِنكَ مَعي
يَراكَ قَلبي وَإِن غُيِّبتَ عَن بَصَري
العَينُ تُبصِرُ مَن تَهوى وَتَفقِدُهُ
وَناظِرُ القَلبِ لا يَخلو مِنَ النَظَرِ