فتـاةٌ تجيءُ من الياسمينِ لتنثرَ في الروحِ صبحَ يديها .. سلامٌ عليها. سلامٌ على العمرِ حينَ استراحَ على بابها واستدلَّ عليها.. سلامٌ على الشعرِ حينَ استظلَّ بنار هواها ، وقال شذاها ، وحين غفتْ قبّرات القصيدةِ في راحتيها .. لها شرفةٌ في أعالي الخيالِ، أعوذُ بزنبقها من خريفي ، ألوذُ بها إنْ رمتني البلادُ و حاصرَ طيرَ رؤايَ الزمانُ ، أرتلُ خُضرَتها كلّ شوقٍ و أعدو إليها ، فأغدو نسيماً، و أغفو كنهرٍ على ضفتيها... أحِبُّ بها حبَّها لجنوني و كُرهَ يديها لقيدِ القبيلةِ ، أعشقُ فيها اتساعَ السماءِ و عمقَ البحارِ، و صدقَ الفصولِ وأهوى الدروبَ التي ترتوي من رحيقِ خطاها وأحسِدُ بيتاً تُبعثِرُ فيه سنا مقلتيها... أنا ..منذُ جاءتْ .. خلعْتُ ظلاميْ .. ختَمْتُ جليدي.. و كنتُ استقلْتُ من النورِ قبل هطولِ ابتسامتِها في نشيدي .. و كنتُ خريفاً .. أضمُّ الحنينَ الحزينَ وأبكي إذا نجمةٌ غازلَتْها الليالي ، وإن نامَ عطرٌ بحضْنِ الورودِ.. وحين أتتْ صَّيرتْني ربيعاً وألقَتْ على مقلتيَّ صباها فضجَّ الهوى و استفاق الكلامُ ، و صارتْ حروف القصيدةِ نحلاً.. يطيرُ إليها .. سأبقى لها صوتَها حينَ تشدو.. وتبقى دمي.. ظلُّنا واحدٌ... نبضنا واحدٌ... و البلاد التي ضاق فيها الضياءُ ستصبحُ أبهى.. و سوف يصير الجمال الهاً . سأبقى أردّدُ قدسَ هواها و أشدو لصمت الزمان شذاها ليصرخَ طيرٌ.. وبرٌّ ..وبحرٌ سلامٌ.. سلامٌ... سلامٌ عليها.
ولد الشاعر سائر إبراهيم في الدريكيش – محافظة طرطوس عام 1976م يحمل شهادة في الهندسة المدنية .حصل على العديد من الجوائز العربية والمحلية أهمها جائزة الشاعر عمر أبو ريشة في ...