جارتي مدت من الشرفة حبلاً من نغم نغم قاس رتيب الضرب منزوف القرار نغم كالنار نغم يقلع من قلبي السكينة نغم يورق في روحي أدغالاً حزينة بيننا يا جارتي بحر عميق بيننا بحر من العجز رهيب وعميق وأنا لست بقرصان، ولم أركب سفينة بيننا يا جارتي سبع صحارى وأنا لم أبرح القرية مذ كنت صبيا ألقيت في رجلَي الأصفاد مذ كنت صبيا أنت في القلعة تغفين على فرش الحرير وتذودين عن النفس السآمة بالمرايا الفارس الأشقر في الليل الأخير (أشرقي يا فتنتي) (مولاي !!) (أشواقي رمت بي) آه لا تقسم على حبي بوجه القمر ذلك الخداع في كل مساء يكتسب وجهاً جديد … جارتي ! لست أميراً لا، ولست المضحك الممراح في قصر الأمير سأريك العجب المعجب في شمس النهار أنا لا املك ما يملأ كفيّ طعاما وبخديك من النعمة تفاح وسكر فاضحكي يا جارتي للتعساء نغّمي صوتك في كل فضاء وإذا يولد في العتمة مصباح فريد فاذكريني … زيته نور عيوني وعيون الأصدقاء ورفاقي الطيبين ربما لا يملك الواحد منهم حشوَ فم ويمرون على الدنيا خفافاً كالنسم ووديعين كأفراخ حمامة وعلى كاهلهم عبء كبير وفريد عبء أن يولد في العتمة مصباح جديد
محمد صلاح الدين عبد الصبور يوسف الحواتكى، ولد في 3 مايو 1931 بمدينة الزقازيق. يعد صلاح عبد الصبور أحد أهم رواد حركة الشعر الحر العربي ومن رموز الحداثة العربية المتأثرة ...