وأُرجوحةٌ بينَ نَخلِ العِراقِ – القَمرْ أشْتَهي صِغَري لأَنامَ بِها أرضعتني النجومُ ودِجلةُ تَجري كطَعمِ النِّساءِ أبوحُ يدي عِندَهُنَّ وأذرِفُ ريقي بإحدى السُّرَرْ وأرمي اشتِهائي شِباكاً مُقطَّعةً لا تَصيدُ لأنِّيَ مُتَّهمٌ بالنَّهَرْ أرجَحَتني على الكونِ أمِّي كحُلمِ النَّوارسِ فالتَبَسَ اللهُ عِندي بِكُلِّ البَشَرْ أيُّ شيءٍ أحبُّ إلى الله ممّن قد اصطادَ بحراً وأرجَعَهُ للبَحَرْ للصبايا روينَ الجرارَ بدجلةَ أشياءُ لا ترتوي زهرةٌ جامعت نفسَها بانتصاب العَبَقْ ما ألذَّ الشَّمولَ وقد فلقَ الفجَرَ ربُّ الفَلَقْ ربما استغفرت لي رعونةُ غطشي الطفوليّ أظهرُ من تحت أثوابهنّ أرى قُبَّةَ الكونِ قد فاضَ عنها الشبقْ آه لو أنني لا أزالُ بتلك الخيامِ أنامُ على شاطئٍ من أريجٍ وأصحو على ثورةٍ من حَبَقْ عالمٌ أخذتهُ المياهُ وما عادَ يمكنُ إرجاعه كلّما جنّني الليلُ تأتي زوارقُ من ورقٍ مثقلاتٌ بدمعي أشدُّ زوارقَ هذا الوجودِ مقاومةً زورقٌ من وَرَقْ يا رعى الله تلك الزوارقَ كنّا ننامُ بأحضانها فإذا انقلبتْ ويقالُ غرقنا، فمن قدرةِ الله يطفو الغَرَقْ وكبرنا وظلّت زوارقنا في الطفولة يوماً أعودُ وأدفعُها ضدّ مجرى الزمانِ وأبلغُ بدءَ الوجودِ وأوّلَ حيٍّ صغيرٍ من الكائنات وعى نفسَهُ واعتراهُ القَلَقْ كيف لا يولدُ الناسُ في الرافدينِ سُكارى وكلُّ الذي في العراقِ يُقَطَّرُ منه العَرَقْ ارمِ ربَّ الحَجَرْ ارمِ شُلَّتْ مُدَرَّعَةٌ تحت طليات عينيكَ تلتفُّ نابضَ نارٍ فما حجرٌ طاشَ من أين هذي الرشاقةُ للقدرِ الضخمِ أم أنتَ مما صبرتَ نحتَّ القَدَرْ كأنّكَ أنتَ تزلزلُ ظهرَ الزمانِ بمقلاعِكَ الأرضُ ناراً تدورُ بها في دخان الدواليبِ صحوَ المحيّا كأنَّ اكتمالَ القَمَرْ ارمِ قبّلتُ كفّكَ وجهاً وظهراً جرائدنا لم تزل تتثاءبُ لا سيّما انتشرَ الآنَ داءُ البَقَرْ ارمِ، أنتَ يدُ الله أيقظْ حجارَ الجحيم تآمرهم ضد وعي الحجارة لا يُغتَفَرْ
ولد مظفر النواب في بغداد عام 1934 لعائلة شيعية أرستقراطية ذات أصول هندية وكانت تهتم للغاية بالفنون والآداب والشعر والموسيقى، وكثيراً ما كان قصر العائلة المطل على نهر دجلة مقراً ...