جاءنا ، في غفلةٍ من قطرات المطر الأولى ، نديفُ الثلجِ ... قرصٌ أشهبُ استخفى وما كان سحاباً صار صحراءَ من الماءِ ولوناً للسماءِ، الريحُ هبّتْ فجأةً والثلجُ في الريحِ يُذَرِّيها هنا ، أو ههنا حلَّقَ طيرٌ واحدٌ من آخر المبنى خفيفاً عجِلاً ضخمَ الجناحَينِ ... لماذا أقفرتْ ساحتُنا ؟ كانت زهورُ الثلجِ قطناً ، ياسميناً ، نعمةً سابغةً تصبغُ هذي الأرضَ باللونِ الذي ليس له لونٌ ؛ لماذا أقفرتْ ساحتُنا ؟ *** لكنْ ، سأبقى أنا في الساحةِ : شَعري الثلجُ والسترةُ ثلجٌ والممرّاتُ هي الثلجُ ... سلاماً ، أيها الثابتُ في الساحةِ يا ظلَّ الغريبْ ...
سعدي يوسف شهاب،ولد عام 1934 بالبصرة.وتخرج في دار المعلمين العالية ببغداد 1954.عمل سعدي مدرساً ومستشاراً إعلامياً, ومستشارا ثقافياً, ثم رئيساً لتحرير مجلة (المدى) الدمشقية, ثم تفرغ للشعر. غادر العراق في ...