الديوان » سوريا » خليل شيبوب » ولي ولم يشعر به أحد

عدد الابيات : 54

طباعة

ولي ولم يشعر به أحدُ

عامٌ كأمس مضى به الأبدُ

اليومُ أَطولُ منكَ ضائقةً

بالوجد مثل الجمر يتَّقد

لما أَذنتَ بفرقةٍ بقيت

فينا المصائبُ عنك والكمد

حتى م يُغرينا الزمانُ ولا

سلوى تجيءُ بما يجيءُ غَدُ

تتعاقب السنواتُ تاليةً

والعمر لا يألو به الجهد

والنفس ترغب والمنى عِدةٌ

والدهر ليس يفي بما يعد

دنيا تبكينا وتضحكنا

منا وجامعة النهى بدد

يا عامُ ما نصل الظلامُ ولا

غنّى الصباحَ البلبلُ الغرد

جلَّت حوادثك الطوالُ كما

جلَّ الأسى والبؤسُ والنكد

والدهر أجفل منك تذعره

تلك الجيوشُ وهذه العُدد

الأرضُ توقد للورى حمماً

تفني الرجال بكل ما وقدوا

طال القتالُ وتلك مجزرةٌ

فيها يضل العقلُ والرشد

يشكو الثرى شُربَ الدماء وقد

هدرت ولا ديةٌ ولا قود

إن أبطأ النصرُ الذي طلبوا

وتباعد الذي قصدوا

لا بد من يومٍ يحقُّ لهم

نصرُ الإله وعيشةٌ رغد

ما في الحجى سلمٌ تعود على

هذا الورى حرباً فتطَّرد

ودفاعهم فتح الإله لهم

قاموا به للحق واجتهدوا

لا يتباح حمى له خفرٌ

ويموت دون عرينه الأسد

رَحِّب بأعظم دولةٍ نهضت

للعدل تعدله فلا أود

نَبتِ الزمانِ جديدةٍ جملت

تيهاً بها أثوابها الجدد

للعلم في ساحاتها عملٌ

يمشي بها فهما بها أحد

أخذوا القديم وجدَّدوه بما

اخترعوا وزادوا فيه وانتقدوا

بنشاط مضمون النجاح له

من علمه ونشاطه سند

ولسانه وفؤاده شَرَعٌ

فكأنما هذا لذا عضد

أَغنى الأنامِ فكل ما ملكوا

بذلوا انتصارَ الحق واعتمدوا

قل لعدوِّ غداً تصبحكم

بنتُ البحار ببأسها تفد

جيشٌ يضيق البر منه فما

لرجاله وخيوله عَدَد

ووراءَهم في البحر ما خرةٌ

هَضَباتُ عزٍّ سيرُها وخد

وعليهم سربُ النسور إذا

ما أبرقت نيرانهم رعدوا

هل عندكم مدد وقد وصلوا

يصلونكم سقراً وهم مدد

يا عام رَوَّعك الزمان وقد

أودى بملك وهو منتضد

عرشان في الدنيا بربهما

سقطا وقد خانتهما العمد

صَغُر الذي خان العمودَ فلم

يخلعه إلا الأبيضُ الحرد

في جنب أكرم هامةٍ رفعت

للَه يرفعها فيقتصد

رب الديانة في رعيته

بعد الإله لذكره سجدوا

يوليهم شرّاً إذا كفروا

وينيلهم خيراً إذا حمدوا

رب الولاية والهدى بهم

قد كاد يعبد في الذي عبدوا

رب الجيوش كأنَّ مربضها

موجُ البحار حديدُها الزبد

رب المعالي لو يمد يداً

لَمَسَت سماءَ اللَه منه يد

قد حُطَّ عنه التاجُ منعقداً

اليوم لا تاجٌ فينعقد

واليوم قد كفروا به وهم

في الدين قد نسخوا الذي اعتقدوا

واليوم قد دفعوا مواهبه

عنهم وبعد الشكر قد جحدوا

واليوم في الدركات أنزله

صببُ القضاءِ فما له صعد

عظةُ الليالي أنها اِتَّأَدَت

بالخلق لو في الخلق متَّئِد

يا عامُ والأيامُ ذاهبةٌ

هلا توقَّف دونك الأمد

تمضي وما بردت لوعجُنا

صبراً ولا شفيت لنا كبد

إنّا وردنا العمر فيك فما

في العمر فيك على البلا نرد

أما الحياة فبارقٌ وعلى

أكنافها الظلماتُ ترتعد

والناس فوضى في الحياة ولا

يألو اجتهاداً فيهم الحسد

يمشي الفَناءُ بهم وجاذبه

رَغَباتُهم والروحُ والجسد

حتى يُقرَّهم بخاويةٍ

فيها تساوى الشيخ والولد

ويجيءُ يومٌ لا السنون لها

معنى ولا رقمٌ ولا عدد

والكون يمسي ليس تعمره

إلا زعازعُ فيه تطَّرد

تفني الحياةُ وكل ذي نسمٍ

فيه ويبقى الواحد الصمد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل شيبوب

avatar

خليل شيبوب حساب موثق

سوريا

poet-Khalil-Shayboub@

95

قصيدة

88

متابعين

خليل بن إبراهيم بن عبد الخالق شيبوب. شاعر من أدباء الكتاب، من طائفة الروم الأرثوذكس. سوري الأصل، ولد بالاذقية، واشتهر وتوفي بالإسكندرية. له (الفجر الأول-ط) وهو الجزء الأول من ديوان ...

المزيد عن خليل شيبوب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة