الديوان » لبنان » أسعد خليل داغر » ألا فابشروا يا قوم ان الوغى الكبرى

عدد الابيات : 41

طباعة

ألا فابشروا يا قوم ان الوغى الكبرى

خبَت وكفينا من تسعرُّها الشَّرا

خبت نارهُا والحمد لله بعدما

ذكت ولظاها أحرق البرَّ والبحرا

وقد وضعت اوزارها بعد ما طغت

وسجَّلت الدنيا على المعتدي الوزرا

تقلص عن وجه البسيطة ظلها

وكان عليه ظلها باسطاً سترا

وبعد تمادي ليلها لاح فجرهُ

وكنا ظننا أنه عدمَ الفجرا

قضينا بها خمسين شهراً نعدُّها

وشهراً وكنا اليومَ نحسبه شهرا

وكنا نعد الشهرَ اطول من سني ال

مجاعةِ بل كنا نرى عامها دهرا

وفيها اصاب الكون ما إِنّ وصفهُ

ليستنفدُ الاقلامَ والصحفَ والحبرا

وقد مرَّ إلمامي به غير مرةٍ

فلست بمستحلٍ إعادة ما مرا

شعرتُ بما قاسي الورى من شرورها

شعوراً بدا لي أن أمثله شعرا

أجبتُ به نفسي على الفور إذ دعت

ولبيتها لم اعصِ فيها لها أمرا

واودعت وصفَ الحرب هذي القصائد ال

لتي اجتزأت باللبِّ لم تحتوِ القشرا

وأعددتها للطبع لما أن انطوت

على ما استحقَّ الطبع واستأهل النشرا

وقد بدئت بالحرب والآن تنتهي

بذكر النجا منها وتختم بالبشر

ببشرى رآها المسك إذ ضاع نشرها

على طيبه تسمو وتفضله نشرا

ولو انها بيعت وأُرخص سعرها

لكانت بأغلى مهجةس في الورى تشرى

خلاصتها أن الوغى قُل نعشها

والمانيا عضَّت اناملها العشرا

وان يدَ البغي التي امتد شرُّها

وطالت عراها القصر بل كسِرت كسرا

وان الذي بالامس علَّل نفسهُ

بربحٍ نراهُ اليوم مشتكياً خسرا

وذيالك العُسرَ الذي اشتد ضغطهُ

على الناس طرًّ ازال واستمتعوا اليُسرا

فيا حسنها بشرى ملا الارضَ بشرها

وكل امرءٍ في الخافقين بها سُرَّا

ولما تهاداها الورى كان فعلها

باذهانهم فعل الرحيق أيِ السكرا

فضجُّوا باصوات الهتاف وعربدوا

وجاؤُوا بما أعيا تصوُّره الفكرا

أقاموا لها الزيناتِ والنَّدواتِ في

جميع القرى والمدن حافلةً تترى

ولم يدعوا أمراً به يُعربون عن

مسرَّتهم الا أتوا ذلك الامرا

وان همُ في بعض الامور تجاوزوا

حدود المسرَّات التمسنا لهم عذرا

كفى الناسَ عذراً فيه قول مبشرٍ

لهم أبشروا قد احرز الحلفا النصرا

فتلكم بشرى لست وصف جمالها

بموفٍ ولو اني قضيت به العمرا

ولله كم نفسٍ بها يومَ أُعلنت

خلاصتها طابت وكم ناظرٍ قرَّا

وكم شنَّقت اذناً وكم برَّدت حشىً

وكم ابهجت قلباً وكم شرحت صدرا

وكم بسط الناس الا كفَّ وقدموا

لخالقهم من اجلها الحمد والشكرا

وبالحلفا خصُّوا جميل ثنائهم

وقد عمَّ حتى ما استطاعوا له حصرا

وأما ملايين الضحايا فرحمّوا

عليهم وأحيوا بالرثاءِ لهم ذكرا

مصائب هذي الحرب عمَّت بنى الورى

فلم يبقَ مَن لم يشك من نارها حرَّا

ولكنه قد يُنتج الخيرَ شرُّها

وربَّ مفيد نافعٍ يعقب الضَّرا

فان تمَّ ما يسعى له الحلفاءُ في

مجالسهم واستأصلوا للوغى الجذرا

وصارت كبار المشكلات باسرها

تحال على جمعية الامم الكبرى

ولم يبقَ خوفٌ من شعوبٍ كبيرةٍ

تجور على الصغرى وتحكمها قسرا

ولم يُهضم الشعبُ الضعيف حقوقه

وأصبح في الدنيا كما ينبغي حُرَّا

اذا تمّ هذا كلهُ والرجاءُ أن

يتمَّ وعمَّ الخيرُ منه الورى طرَّا

محا إثمَ هذي الحرب عنها ولم ترق

دماءُ الملايين التي سفُكت هدرا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسعد خليل داغر

avatar

أسعد خليل داغر حساب موثق

لبنان

poet-Assad-Khalil@

45

قصيدة

52

متابعين

أسعد خليل داغر اسعد بن خليل داغر: اديب لبناني. ولد في (كفر شيما) وتعلم في الجامعة الامريكية ببيروت. واشتغل بالتدريس في مدرسة للاميركيين باللاذقية، وانتقل إلى مصر فعمل في تحرير ...

المزيد عن أسعد خليل داغر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة