يا لها من حربٍ عوانٍ زبونِ في البرايا تدورُ كالمجنونِ انها كالرحى وهم كالطحينِ كلّ يوم حديثها ذو شجونِ مُضرمٌ في الورى سعيرَ الشجونِ لا يني بحرها الخضمُّ يعجُّ بهديرٍ للارض رجاً يرجُّ ولظاها في الخافقين يئجُّ وألوف الالوف فيه تزَجُ كهشيمٍ يُزَجُّ في أتونِ واليها الأحلافُ سيقوا اضطرارا ليس فيهم من رَامها مختارا أكرهتهم المانيا والنارا أضرمت والشرارُ منها استطارا من أوربا الى بلاد الصينِ غَشيَ الأرضَ مارجُ الهجاءِ وتلظى ضرامهُا في الهواءِ وعلى الماءِ ثم تحت الماءِ عمَّ قتل الورى وسفك الدماءِ وعلى الكون مُد زيجُ المنون خاضَها الورس عن بنى الاعمامِ تيوخوَّن صد سيلٍ طامِ ولهم منذ سالف الأيامِ شهرةٌ في الإنقاذ للمستضامِ حين يدعو يا روسيا انقذيني عبأوا للوغى جيوشاً تترى وانبروا يزحفون براً وبحرا وأداروا في الترك طعناً نترا وأذاقوا النمسا عصيراً أمرا من مزيج الزقوم والغسلينِ وعليهم معوَّل الحلفاءِ كان في نيل الانتصار النهائي أمّلوا انهم بلا إبطاءِ يضربون العدوّ في الهيجاءِ ضربةً تفري عنه عرق الوتينِ هكذا أملوا ولكن دهاهم ما رأوه مخيباً لمناهم وجدوا الروس قصروا واعتراهم طارئٌ باغتٌ فخارت قواهم رغم سبق التشديد والتمكينِ عصفت بينهم رياح الشقاقِ فاصماتٍ منهم عُرى الاتفاقِ فنظرنا وإِذا بنا لا نلاقي بعد ماضي الوئام غير أنشقاقِ عابثٍ بالنظام والقانونِ بدأوا بالكفاح بدءاً مجيدا واغاروا على الاعادى أسودا كلهم كرَّ باسلاً صنديدا ربّ عزمس ماضٍ يفلُّ الحديدا واقتحامٍ يروع ليث العرينِ واذ أستسلموا الى الانقسامِ صار إقدامهم الى إِحجامِ ثم قفَّوا إِحجامهم بانهزامِ وانتهى بدءهم بشرِ ختامش وغدوا بعد عزهم في هونِ بينما كان الجيش في الميدان يتفانى ذوداً عن الاوطانِ كان بعضٌ من زمرة الاعيانِ في ائتمارٍ على أطراح الطعانِ والتآخي مع العدو الخؤونِ كان هذا الامر الفظيع المنكر غاشياً في الخفاءِ قصرَ القيصر دبَّرتهُ ام الدهاءِ الاكبر فهي كانت للشر اكبر مصدر وهي اصل الداءِ العياء الدفين لم تزل منذ شبت الحرب تسعى بانكسار لروسيا سعيَ افعى مع بني جنسها امالت ضلعا واصاخت لما دعوها سمعا طوع امر الموسوس المفتونِ ونقولا المسكين ظن عروسه مَلكاً في الاخلاص او قديسه وهي كانت من اصلها إبليسه ثم صارت في قصره جاسوسه من جنود الطاغوت رسبوتين فتمادت في النزع عرضاً وطولا وبني الروس أشبعت تضليلا ثم لما زادت بهم تنكيلا عُدَّ عنها قرينها مسؤولا فاتقَوا شرَّها بخلع القرينِ بعدما اسقطوه شادوا وزاره أسمعونا عنها أسرّ بشاره أمَّلوا أنها تكون مناره وبها روسيا تعُاضُ خساره كابدتها من رسبتين اللعينِ واذا قوة الوزارة خارت والى الضعف والتراخي صارت ثم مادت اركانها وانهارت وعلى إِثر ذاك فوضى ثارت ثورانَ الخضمِ في كانونِ كان عنها كرنسكي المسؤولا واليه تعزَى الرزايا الأولى فهو قد كان للوزارة غولا وبه بات عقدها محلولا وبه انهد صرحها عن يقينِ واليه الجنودَ والعمالا كَان بالمكر والدهاءِ استمالا ولهم زيَّن الخبيثُ المحالا وعليهم كما اراد احتالا وسباهم بسحر لطف ولينِ وبهم في جهاده شدَّ ازره فاتمُّوا على اعاديه نصره وله في الورى استطارت شهره وغدا الامر في بني الروس امره يقتضيهِ بلفظ كاف ونونِ فتن الجيشَ واشترى الفلاحا إذ له نهبَ الاغنياءِ اباحا وعلى الفور ذاك ألقى السلاحا وتلاه هذا فعاث وجاحا وابتلى الناسَ بالمعني المهينِ كل هذا والمستبدُّ الغاصب رائغ بينهم رواغَ الثعالب ولذيل الرخاءِ والرغد ساحب آخذاً بالشمال اهل المناصب وعلى الجيش قابضاً باليمينِ حاد عن منهج الصواب الصريحِ عامداً مطلقاً عنانَ الجموحِ وازدرى رأى كرنلوفَ النصوحِ وتمادى مسترسلاً في الطموحِ معُرضاً عن ذاك الحكيم الامين لم يُعر نصحَ كرنلوفَ اهتماما وعلى غيه أصرّ وداملا وعن الفوضى في البلاد تعامَى وأخيراً لما التلافي راما لم يَسعه ولا رأى من مُعينِ وعليه لنين ثار وكرا وله البلشفيك شدُّوا أزرا وأذاقواه في الهجوم الأمرا فتخلى عن الدفاعِ وفرَّا كبغاثٍ يفرُّ من شاهينِ وخلا الجوُّ ثم للاوغادِ يستبدوُّن أيما استبدادِ فتمادَوا في العيث والافسادِ واستلاب الورى وقتل العبادِ واقتفوا خُطةِ الرجيم لنينِ جاهروا بالاخاءِ للأعداءِ وقضَوا بالعداء للحلفاءِ وعلى نكثهم عهود الولاءِ أجمعوا راغبين عن إِيفاء ما على روسيا لهم من ديونِ وبهم روسيا العزيزة ذلت وبها اكبر المصائبِ حلت فتلاشت قواتها واضمحلت ثم خارت اعضاؤها وانحلَّت وحكت في الخريف أوراق تينِ عقدوا صلحهم مع الالمانِ بهوان ما بعدهُ من هوان فيهِ خروُّا لهم الى الاذقانِ واستطابوا الخنوع كالعبُدانِ طمعاً في الرضوان من نيرونِ هكذا البلشفيك كادوا الروسا وعليهم جرُّوا الشقا والبوسا ومن الذلّ جرعوهم كؤوسا وإِذا ما الأذنابُ صارت رؤوسا فاجلسي يا اقدام فوق العيونِ
أسعد خليل داغر اسعد بن خليل داغر: اديب لبناني. ولد في (كفر شيما) وتعلم في الجامعة الامريكية ببيروت. واشتغل بالتدريس في مدرسة للاميركيين باللاذقية، وانتقل إلى مصر فعمل في تحرير ...