الديوان » لبنان » أسعد خليل داغر » لبيك يا وطني دعوت سميعا

عدد الابيات : 52

طباعة

لبيكَ يا وطني دعوتَ سميعا

ولئن أمرتَ فقد أمرت مطيعا

هذا شعارُ بنيك فيكَ وكلهم

فحواه ينشرُ حيث حلَّ مُذيعا

كلٌّ على حدةٍ يكرر قولهم

هذا وفيه يعملون جميعا

حاشى لهم وهم أبر بني الورى

ان يطمئنوا أن أبوهم ريعا

وأُعيذهم أن يذكروك ولا ارى

فلذات اكبدهم تذوب نزوعا

ذكراك ملءُ شفاههم وقلوبهم

لا يفرغون لغيرها موضوعا

تبتزُّ من جنب المناعم راحةً

وتسلُّ من جفن النؤوم هجوعا

ذكراك تقصينا عن الدنيا ولا

نبغي اليها في سواك رجُوعا

ذكراك تذكي في الجوانح لوعةً

وتشُبُّ ما بين الضلوع ولوعا

شوقاً وتحناناً اليك كلاهما

يهتاج فينا بالاسى متبوعا

شوقاً وتحناناً الى شيخٍ به

نَعنيك يا جبلاً أشم منيعا

لبنان طودك صرحِ عزٍّ رَوقهُ

يزداد رغمَ مُقاوميك متوعا

وبنوك اقمار الهدى أنى انتحت

يترقب الساري لهنَّ طلوعا

وعلى الإِقامة في أعز مراتع ال

دُّنيا نفضلُ في حماك رتوعا

لبنانَ من لي ان أراك فيشتفي

قلبٌ غدا بلظى النوى ملذوعا

لبنان تيمني هواك وسامني

في بعدك التبريح والتلويعا

أُرضعتهُ طفلاً واني لم أزل

فيه على رغم المشيب رضيعا

واظلُّ منك مدى حياتي عاشقاً

حُسناً تبارك مَن براه بديعا

حُسناً اراه فيك مطبوعاً وفي

ما دون وجهك زخرفاً مصنوعا

وعلى الشعور به طبعتُ فقل لمن

لم يدرهِ سَل شاعراً مطبوعا

في غير لبنان الحياة ربيعها

يمضي بفصل خريفها مشفوعا

لكنها فيه شبابٌ دائمٌ

وفصولها ابداً تظلّ ربيعا

يا أيها الجبل الذي يرضى الردى

عزاً ويأبى في الحياةِ خنوعا

اني أُطلُّ عليكَ يا لبنان من

جوّ التصوُّر ناظراً وسميعا

فأرى فيك ما أهوالهُ

تلقي على الصخر الاصم صدوعا

أجد الشقاءَ على الديار مخيماً

واليأسَ في عرصاتها مزروعا

والضنك يوهي الاقوياء فتفتك ال

أمراض فتكاً بالضعاف ذريعا

والجوعُ خلف الداءِ مكمنهُ فمن

لم تردِهِ الأدواءُ يقضي جوعا

وكلاهما قتلاهُ يا أسفي على

قتلاهُ يعيي عدهم مجموعا

ذا بعض ما عيني تراهُ وكلهُ

تلقاهُ أفظعَ ما تراهُ فظيعا

متصاعدٌ من كل فجٍّ حاملٌ

شكوى يرجعها الصدى ترجيعا

شكوى ألوفٍ فيكَ موردها الردى

إن لم يُغثها المنقذون سريعا

شكوى تعي الأنات والزفرات وال

حسرات والتعذيبَ والترويعا

أناتِ مرضى ينزعون ضنىً ولا

يجدون طباً يبرئُ الموجوعا

أنات من يتضورون ولا يروَ

ن لحرَّ ما يشكون منه نقوعا

وتنهدات الامهات يزيدها ال

أيتام والمترملات شيوعا

يبكين أبناءً وآباءً وأز

واجاً ويذرفن الدموعَ نجيعا

أما الزفير ففي حشاكَ يئزُّ يَا

شيخ الرُّبى ويحزُّ منك ضلوعا

حنقاً على من ضايقوك فاحرجوا

بالظلم صدراً منك كان وسيعاً

نكثوا العهودَ وقيدوك وما رعَوا

بوثيقة أستقلالك التوقيعا

وضعوك وهي خليقة الظلام ان

يضعوا الرفيع ويرفعوا الموضوعا

وعلى الخضوع لهم قسرت وكنت لا

تختارُ الاَّ للاله خضوعا

وعلى ربوعك والحدائق سلطوا ال

إزهاق والتدمير والتقليعا

والدور أخلوها وكنَّ أو اهلاً

والروض أذوَوه وكان مريعا

وأتوا فظائع تقشعرُّ لهولها ال

دنيا ويضطرب الجمادُ هلوعا

أفبعد هذا كله يصفو لنا

عيشٌ وقلبك مفعم تفجيعا

أم هل تلين لنا بمصر مضاجعٌ

ونراكَ للنوب الشداد ضجيعا

كلا وليس لنا الشراب بسائغٍ

أبداً ونأبى للطعام نجوعا

إِلاَّ إِذا الظلماتُ عنك تقشعت

ووردتَ من بعد الاوام نقيعا

فينال حينئذ بنوك مرادهم

ويكفكفون من العيون دموعا

ويرون فيك لواءَ عزك مثلما

عهدوه قبلاً خافقاً مرفوعا

واللهَ ندعو ان يكون لسؤلنا

هذا مجيباً للدعاء سميعا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسعد خليل داغر

avatar

أسعد خليل داغر حساب موثق

لبنان

poet-Assad-Khalil@

45

قصيدة

52

متابعين

أسعد خليل داغر اسعد بن خليل داغر: اديب لبناني. ولد في (كفر شيما) وتعلم في الجامعة الامريكية ببيروت. واشتغل بالتدريس في مدرسة للاميركيين باللاذقية، وانتقل إلى مصر فعمل في تحرير ...

المزيد عن أسعد خليل داغر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة