الديوان » لبنان » أسعد خليل داغر » قم انظر تجد شارب الليل طر

عدد الابيات : 65

طباعة

قم انظر تجد شارب الليل طرّ

فأدرك مما ابتغاه الوطر

وبزّ أخاهُ النهار المتوعَ

وكالليث صال عليهِ وكر

وبالطول باهي وتاهَ على ال

نَّهار الذي يشكو القِصَر

وهذا يدلُّك أنَّ أنَّ الخريفَ

على الصيف شدَّ الهجوم ففر

أجل حلَّ ضيف الخريف الثقيل

فلم يبق للصيف الا السفر

وكالصيف عصرُ الشباب الذي

يغيب اذا ما المشيب حضر

أجل جاءَ فصل الخريف وما

عليهِ يدلك مثل الشجر

ألستَ ترى شمل أوراقها

تشتتَ والعقد منها انتثر

وحفَّت بها وحشة لم تدع

لأنس خمائلها من أثر

وحدَّت على الصيف فاقدةً

له فقدَ سارٍ ضياءَ القمر

رأت في وجوهِ الطيورِ انقباضاً

بهِ كلُّ حيّ سواها شعر

نذيراً بضنكِ الشتاءِ الذي

لنيرانهِ في الخريف شرر

طليعتهُ ظلمة ان دجت

فللنور من أثرٍ لا تذر

يمدُّ يديهِ بها مدلجٌ

تلمُّسَ أعمى شديد الحذر

ورعدٌ يزمجرُ من حولهِ

وبرقٌ يلي خاطفاً للبصر

وودقٌ يسحُّ بأغزر ما

يقال لهُ في الشتاء مطر

وللزمهرير المنيخ على ال

أضالع وخزٌ كوخز الابر

ومن ذا وذاك وذلك في

فلسطينَ شعبٌ يقاسي الأمرّ

يهددهُ خطرُ الموتِ جوعاً

وما من رغيفٍ يذود الخطر

وشكواه من دائهِ حيثُ لا

دواءَ تفتتُ قلب الحجر

ويرهقهُ ظلم قومٍ غدوا

بهِ مثلاً سائراً في البشر

فلو جاءَ فصل الشتاءِ ولم

يمدُّ اليهِ يديهِ القدر

لأردتهُ هذي الرزايا وما

على أَن يجوز مداها قدر

وقبل الشتاءِ هلالُ الرجاءِ

لهم من خلال القنوط ظهر

بدا خلفَ غزَّةَ مستعرضاً

ودُريئه بئر سبع بهر

تألق في القفر يجلو الدجى

كما يفعل الفجرُ عند السحر

أضاءَ بنورٍ بديع السنى

لألبابهم حينَ لاحَ سحر

تصدَّى الظلام لإِخمادهِ

فأعياهُ ما رامهُ فانتحر

أغارَ عليهِ الخميسُ الذي

لهُ من مفاوز سينا دحر

جلا التركُ عنها وجيش مَري

تدفق في إِثرهم وأنهمر

فأغرقهم سيلهُ ولهم

بطوفان فتكٍ وبطشٍ غمر

وفي بئر سبعٍ وغزةَ ألقَوا

عصا فرهم واستخاروا المقرّ

ولموا هنالك شعث الرجال ال

أُلى مَلَكُ الموت عنهم عبر

وزادوا عليهم كتائبَ هبَّت

من الشام مسرعةً بالسفر

وشادوا المتاريس من خلفها ال

خنادقُ موصولةً بالحُفر

وفيها أقاموا وهم مستعدُّو

نَ أن يدفعوا الخطر المنتظر

ولكنَّ هذا التحوُّط لم

يكن كافياً لقضاءِ الوطر

وهذي المعدَّاتُ لم تجدِهم

فتيلاً ولا جبرَت ما انكسر

ولم يستطيعوا توَقي ضربٍ

عليهم كالصاعقات انحدر

رماهم اللنبي بهِ فأصاب ال

محزَّ وعزّ بنيل الظفر

من الغرب ناجزهم موهماً

لهم أن غزَّة غضو النظر

وكرَّ اللنبي على بئر سبعٍ

ومن حولها منطق الحصر زرّ

ومن قبل أن ينجدوها رأوهُ

عليها لوا الانتصار نشر

وعن ساعدِ الجد والسعي في

مطاردة الهاربين حسر

وخفَّ شمالاً وغرباً لكي

يبلغ غزَّة صدقَ الخبر

وطوَّقها بالاسود ومن

جميع الجهات عليها زأر

من البر شرقاً طما وجنوباً

ببحرٍ بموج الكماة هدَر

وغرباً من البحر كرَّت جوار

رواسٍ كأنّ بها البحرَ بر

وحاكت على غزَّة النارُ منها

ومن ذلك الجيش نارَ سقر

ومقذوفها حول غزَّةَ دكَّ ال

جبال وقلب الصخور فطر

شكا التركُ من ضربها أيَّ حرٍ

ومن طعناتِ الجيوشِ أحر

ولما رأوا أنهم بعد هذا

بغزة ليس لهم من مقر

الى الريح سيقانهم أطلقوا

وراموا سلامتهم بالمفر

وجيش اللنبي جرى خلفهم

فأردى وأثأى بهم وأسر

وأمعنَ في فتحهِ منُقذاً

فلسطين من ظالميها التتر

ومنه لسكانها فيضُ أمنٍ

شمالاً وشرقاً وغرباً صدر

وفي يده سيفَ بطشٍ وفتكٍ

على الخانة الغادرين شهر

الى أن اتى القدس فاحتلها

ومن قبلها تخمَ يافا عبر

وباتت فلسطين آمنةً

عدوًّا طغى وبغى وفجر

وعاد اليها الذين نفاهم

جمالٌ وواصلها من هجر

وفارق فيها الوجى قلب مَن

على جرع مرّ العذاب صبر

وعنها تقلَّص ظلُّ الذين أس

تبدُّوا قروناً بها واندثر

وهذا أَخفُّ عقابٍ لمن

عتا وعصا الله في ما أمر

ولم يذكر نعمة الله بل

تعمد إِنكارها وكفر

ويا ويلَ من لم يراع عهود ال

أمانة بل خانها وغدر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسعد خليل داغر

avatar

أسعد خليل داغر حساب موثق

لبنان

poet-Assad-Khalil@

45

قصيدة

52

متابعين

أسعد خليل داغر اسعد بن خليل داغر: اديب لبناني. ولد في (كفر شيما) وتعلم في الجامعة الامريكية ببيروت. واشتغل بالتدريس في مدرسة للاميركيين باللاذقية، وانتقل إلى مصر فعمل في تحرير ...

المزيد عن أسعد خليل داغر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة