الديوان » لبنان » خليل الخوري » أهلال العيد حيانا وقد لاح

عدد الابيات : 35

طباعة

أَهلالُ العيدِ حَيّانا وَقَد لاحَ

بِالنورِ فَأَبهى وَوَقد

أَم سَنى بَدرِ العُلى نَجمِ الهُدى

راشِدِ الفكرِ عَلى الأُفقِ اِتَقَد

قَد مَضى الصَوم فَعادَ العيدُ في

مَنظَرٍ باهٍ وَأَيامٍ جُدد

أَيُّها المَولى الَّذي ضاءَ بِهِ

كَوكَبُ السَعدِ عَلَينا لا خمد

لَكَ بِالإِفطار عيدٌ وَلَنا كُلّ

يَومٍ بِكَ عيدٌ يَستَجد

إِن سَعى الناسُ لِأَجرٍ أَو تُقىً

نَلتَقي شَخصَكَ بِالأَجرِ اِستَبَد

كُلأُّ فعلٍ لَكَ فيهِ بِالمَلا فَضلُ

مَن صامَ وَصَلى وَسَجَد

لَكَ بِالإِفضالِ صيتٌ ذاعَ مِن بَلَدٍ

في الكَون يَسري لِبَلَد

وَلَدى العَلياءِ فَخرٌ ثابِتٌ يَرسُمُ

الذِكرَ عَلى فَرقِ الأَبَد

لطفكَ الفائض في الكَون إِذا

لامَسَ العَينُ شفاها مِن رَمَد

فيهِ مَن كانَ مَريضاً أَو عَلى

سَفَرٍ مِنا لَهُ عَونٌ يَعد

أَيُّها الراشِدُ في أَعمالِهِ

أَنتَ في الأَكوان رُوحٌ لِلرُشد

أَنتَ لِلحلم مدارٌ جامِع

أَنتَ لِلفهمِ مَنارٌ مُتَقد

أَنتَ لِلحِكمَةِ نورٌ ساطِعٌ محقَ

الجَهل وَقَد كانَ اِنعَقَد

إِن سُوريا الَّتي أَنعشتَها

مِثلَما يُنعِش بِالروحِ الجَسَد

أَصبَحَت تَختال في أَفراحِها

وَصِفاها بَينَ مَيسٍ وَمَبَد

وَغَدا بِهَمي عَلى كُثبانِها

اللؤلؤُ الرَطبُ مُذاباً لا البَرد

جئتَ بَر الشام تَحيي أَهلَهُ

فَغَدا رَوضاً بِهِ يَشفي الكَمد

جَنَّةً مِن تَحتَها الأَنهار قَد

أَجرَيت لِلناس تَحيي مِن وَرَد

قَد حَلَلتَ اليَوم في دار الوَلا

كَحُلولِ الشَمس في بُرجِ الأَسَد

وَسَهَرتَ الآن يا راعي المَلا

تَحرُس القُطر مُصاناً فَهجد

سَكَبَ الإِلهامُ في العليا عَلى فكرَكَ

العالي سَناهُ فَاِتَقَد

وَلَكَ الأَمر مُباحٌ فَاقضِ ما أَنتَ

قاضٍ فيهِ وَأحكم لا مُرَد

لَكَ يا مَولاي أَبهى رِقَةٍ

تَسلُبُ القَلبَ وَلا تَبقي نَكد

وَوَقارٌ وَنُفوذٌ باسِطٌ

يُرهِبُ النسرَ فَلا يُؤذي الصَرد

وَصِفاتٌ صافِياتٌ لِو سَرَت

في عَباب البَحر ما أَلقى الزَبد

أَنتَ وَإِلَينا الَّذي أَبدى لَنا

بَهجَة الأَوقاتِ وَالعَيش الرَغد

عزنا فيك اِنجَلى فَوقَ العَلى

وَعَلا الفَخرُ عَلى كُل أَحَد

وَلَنا مِنكَ عِناياتٌ بِها

نَستَعيز الآن مِن شَرِّ الحَسَد

أَنتَ يا حامي حِما الآداب يا

صاحب الحَزمِ وَأراءِ السَدَد

لَكَ في الإِنشاءِ باعٌ دونَهُ

قَصرت بَينَ البَرايا كُلُّ يَد

يا بَليغاً كُل لَفظٍ مِنهُ قَد

ضَمنت فيهِ مَعانٍ لا تَعد

جانِبُ الشعرِ قَد اِعتَّزَ بِما

جِدتَ تَهديهِ فَأَثنى وَحَمد

جيدَهُ طَوّقَ إِذ صُغتَ لَهُ

دُرَر الأَلفاظ عَقداً فَإِنسَرَد

أَنتَ فَردٌ في المَعالي مَن لَهُ

طَلَبَ الدَهرَ مَثيلاً ما وَجَد

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل الخوري

avatar

خليل الخوري حساب موثق

لبنان

poet-Khalil-Khoury@

94

قصيدة

61

متابعين

خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل. شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها ...

المزيد عن خليل الخوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة