الديوان » لبنان » خليل الخوري » لا تشك ليلك لا تراه طويلا

عدد الابيات : 36

طباعة

لا تَشك لَيلكَ لا تَراهُ طَويلا

حانَ الصَباحُ فَخُذ إِلَيهِ سَبيلا

تَشكو الفُراقَ لِمَن شَكَوت مَذاقَهُ

يا ذا الجَريح لَقَد دَعَوتَ قَتيلا

وَفَدت رَبيبتكَ الَّتي سَيرتها

تُبدي إِليَّ صَبابَةً وَغَليلا

قَد خِلتَها خَجلت فَقُمتُ مُلاطفاً

حَتّى أَزلتُ حِجابِها المَسدولا

فَوَجَدتَها غَراءَ تَفتكُ بِالدُجى

تَجلّى فَتنتَثِرُ النُجوم أَفولا

وَهَمَمتُ أَرفَع عَن مَحيّاها الحَيا

وَإِذا بِها سَكرى تَجُرُّ ذُيولا

ضَمنتَها مِن راحِ حُبِكَ نَشَأةً

فَاتَت مرنحةً تَميل مَميلا

انهلتها مِن ماءِ لُطفِكَ فَاهِتَدت

مِن مصر زائِرَةً لِتَهدي النيلا

فَكَأَنَّها طَرحت نَدى أَنفاسِها

أَو طارَحَت سَيل الدُموع عَليلا

فَرويت لَكن ما رويتُ تَحرقاً

هَل مِن زُلالٍ يُنعِشُ المَقتولا

نَشَرَت عَليَّ بِنَشرِها نَشر الشَذا

ما العَطر عِندَ مجرَّحٍ مَقبولا

مالي وَلِلأَثر المَزيد تحرُّقي

العَين قَصدي لا أُريد بَديلا

نحلت شِكايتها كُلطفكَ رقَّةً

إِذ قُمتت تَبعَث لِلنَحيل نَحيلا

لَو لَم يَرقّصها هيامكَ لَاِختَفَت

عَني وَهَل يَجد الضَليل ضَليلا

مَصريَةٌ قَبلت أَزهرها وَما

قبلتهُ حَتّى لَمَحتُ ذُبولا

فَكَأنَّ حَر الوَجد لاعب زَهرَها

عِندَ الصَبوح فَهبَّ فيهِ مَحيلا

اَتَظُنُني مِمَن يَحول عَن الوَفا

أَتَظُن في غَير الخَليل خَليلا

طَبع العِباد عَلى الفَساد عَلى الأَذى

فَاِترُك إِن أَسطَعتَ العَزيز ذَليلا

جَبَلوا عَلى التَمليق فَاِحذَر غَيَهُم

لا سِيما إِن أَكثَروا التَبجيلا

إِن كُنت قَد تَجد الصحاب كَثيرَةً

فَاَنظُر تَرى أَهل الوَفاء قَليلا

أَنا لَستُ أَفرق بَينَ حُبٍ أَو قَلىً

وَأَرى بِكُلٍ باطِلاً وَالإِكليلا

فَكَما أَنام عَلى جَناح نعامَةٍ

في مَنزل الأَفعى أَبيتُ نَزيلا

مالي سِواكَ وَلا سِوايَ تَرى بِهِ

خِلاً صَدوقاً بِالوَفا مَجبولا

عَظمت محبتنا فَكانَت لامةً

تَرَكَت بِسَيف العاذِلين فَلولا

حالَ التَفَرُق بِينا فاذابَنا

لَو لَم نَأمل قَربنا المسئولا

ما العاصِفات العارِضات عَلى الصَفا

إِلّا لِترجعهُ إِلَيكَ صَقيلا

إِن جار جَيش البين في أَحكامِهِ

رفع اللِقاء حُسامُهُ المَسلولا

وَعَلى العِباد العيد عادَ فَلأم يَعد

فكراً بِعَودة غَيرِهِ مَشغولا

عيدي بِرُؤياكَ البَهجة أَنَّها

أَملي وَلَيسَ سواءَها المَأمولا

فَاسأل فُؤادكَ عَن اليفك طالَما

كانَ الفُؤاد عَلى الفُؤاد دَليلا

أَصبو إِلَيكَ عَلى السُرور عَلى الأَسى

أَشدو بِذكركَ بُكرَةً وَأَصيلا

سَلبت مَعانيك الرَقيقة مُهجَتي

فكَأنَّها سِرُّ الغَرام نحولا

بَهرت صفاتك بِالأَشعة ناظِري

فَغَضَضتُ طَرفاً عَن سَناكَ كَليلا

إِسكَندَرٌ أَحيي خَليلكَ بِاللُقا

وَإِذا ظَنَنتَ فَلا تَكون خَليلا

عُد لِلحِما فَلَقد دَعاكَ هزارهُ

شَوقاً يسعّرُ في القُلوبِ غَليلا

وَاِترُك رُبوعَ النيلِ مُنتَزِحاً فَما

سَكَبَت عَلَيكَ العَسجَد المَحلولا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل الخوري

avatar

خليل الخوري حساب موثق

لبنان

poet-Khalil-Khoury@

94

قصيدة

61

متابعين

خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل. شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها ...

المزيد عن خليل الخوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة