الديوان » لبنان » خليل الخوري » برد لظاك فقد شجاك المصرع

عدد الابيات : 19

طباعة

برِّد لَظاكَ فَقَد شَجاكَ المصرعُ

وَأَكفف بُكاكَ فَقَد كَفاكَ المدمَعُ

ماذا عركَ وَقَد عَهدتُكَ في المَلا

بَطَلاً عَظيم الجَأشِ لا يَتروَّعُ

فَلَقَد رَأَيتَكَ في الكَآبة وَالأَسى

ضُعفاً مِن البَلوى تَأَنُّ وَتَجزَعُ

مَهلاً عَلَيكَ بِما اِرتَعَدتَ بِهِ لَقَد

حكم الإِلَهُ فايّ شَيءٍ تَصنَعُ

وَأَرادَتِ الأَقدارُ أَمراً فَاِنقَضى

وَجَرى القَضا حَتماً فَمَن ذا يَدفَعُ

أَنتَ المُجَرِّبُ لِلرمانِ بِفكَرَةٍ

تَهدي الرَشادَ وَهِمَةٍ لا تَدفَعُ

إِن ضاقَتِ الدُنيا عَلَيكَ بِفَجعَةٍ

نَزَلَ الأَسى مَعَها فَصَدرُكَ أَوسَعُ

لَكنَّما أَنتَ الشفوق عَلى فَتىً

هُو ثَمرَةٌ حَنَّت عَلَيها الأَضلُعُ

وَفَقيدُكَ المَحبوبُ أَبهى دُرَّةٍ

سُلِبَت فَصاحبها الفوادُ يودِّعُ

قَمَرٌ بِبَطنِ دِمَشقِ غابَ محجَّباً

تَحتَ التُراب فأَيُّ شَمسٍ تَطلَعُ

وَأَحيرَتي إِنَّ الخُسوفَ أَصابَهُ

قَبلَ التَمامِ فَكَيفَ لا نَتَروَّعُ

وَقَد اِستَحالَ النور مِنهُ مَغيّراً

بَعدَ البَياض فَصارَ أَصفرَ يَفقعُ

وَتَراخَتِ الشَفتانِ تَحجُبُ تَحتَها

دُرَّ الكَلامِ وَدُرَّ ثَغرٍ يَسطَعُ

حَسدتُ عُيونُ الصُبح صُبحَ جَبينهِ

فَأَصابَهُ مِنها سِهامٌ تَصرَعُ

بُشرى لَهُ تركَ الخَيالات الَّتي

بِإزائِها رشد العُقول يُضيَّعُ

وَإِرتاحَ مِن دُنيا الشُرور وَلَم يَجزِ

وادي الغُرور فَسارَ وَهُوَ ممنَّعُ

لَم يَستملهُ علاكَ في هَذا المَلا

فَأَشاقَهُ ذاكَ العَلاءُ الأَرفَعُ

ما كانَ مِن بَشَرٍ فَسارَ إِلى السَما

حَيث المَلائِكُ بِالأَشعَّةِ نَلمَعُ

كانَ إِسمَهُ يَنبي عَلَيهِ فَإِنَّما

هُوَ في الأَعالي غالِبٌ يَتَمتَّعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل الخوري

avatar

خليل الخوري حساب موثق

لبنان

poet-Khalil-Khoury@

94

قصيدة

61

متابعين

خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل. شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها ...

المزيد عن خليل الخوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة