يا هادي الضلال للدين القويم

بالصارم المسنون والذكر الحكيم

يا مصطفى لم يدركنه كماله

إلا الذي سماه بالرؤوف الرحيم

يا مطلع الأنوار يا قطب البها

يا مظهر الأسرار يا سر الحكيم

يا نقطة التقسيم يا خط المنى

يا روضة التنعيم يا عين النعيم

يا من زكا فلذاك لم يولد لا

دم مثله وبمثله حوا عقيم

يا خاتم الإرسال يا مبدا النهى

يا كوكب الإصباح في الليل البهيم

يا مرسلا للخلق قاطبة بما

في الذكر من جاء ومن كاف وميم

يا سلوة المحزون يا برء الضنى

يا منقذ المأسور يا مأوى الهزيم

أو لست رحمة ربه العظمى التي

عمت جميع الخلق حر أو لئيم

أو لست آية ربه الكبرى التي

بهرت عقول الخلق غمر أو فيهم

أو لست نعمته التي امتدت على

كل العوالم من عليم أو هضيم

أو لست من باهى الإله به الملا

وأحله في ذروة الشرف الجسيم

ألست من عزّت به العلياء إذ

أصبحت وسطا جوهر العقد النظيم

أو لست من سبق الورى في جلبة

أمسيت يا مختار فارسها الزعيم

أو لست من قد عز يوم الست

ت وامتطا العلا في ليلة الإسرا الوسيم

أو لست من ركب البراق وقد رقى الس

سبع الطباق وشاهد الوجه الكريم

أو لست من قد خص بالرؤيا التي

ما نالها إذ رامها موسى الكليم

أو لست من صلى بأملاك السما

والأنبيا والرسل اللباري العظيم

أو لست من نال الذي ما ناله

إلاه في الدارين من فضل عظيم

أو لست من داس البساط بنعله

في حضرة التقديس والمجد الصميم

أو لست من قرن آسمه مع اسمه

وبعمره قد أقسم البر العظيم

أو لست من ناداه قل يسمع وسل

واشفع تشفع في العصاة من الجحيم

أو لست من خلق الوجود لأجله

ولأجله أنشأه مولاه الحكيم

أو لست من لولاه ما اعتقب الضيا

ولا الظلام ولا الرطيب ولا الهشيم

أو لست من لولاه ما كان الوها

د ولا السماء ولا النعيم والا الجحيم

أو لست من لولاه ما كان العلا

والعرش والكرسي واللوح الرقيم

أو لست من لولاه ما هام السرى

إذ زمزم الحادي بزمزم والحطيم

أو لست من لاذ به الإرسال وال

أملاك يوم العرض والهول العظيم

أو لست من حاز الشفاعة في غد

عند الكريم المقسط الحكم الحكيم

أو لست من قال الإله لنوره

كن يا حبيب فكنت محبوب الكريم

فتولني يا خير من سن الهدى

ودعا الأنام إلى الصراط المستقيم

وقني مصاب الدين والرمد الذي

أهمى بصائب سهمه قلبي السليم

أو لسيت من نجى عليا إذ اشتكى

من حادث الرمد الملم به الأليم

أو لست من أرجعت عين قتادة

من بعد قلع يا شفا الداء السقيم

أو لست من جل العمى وروى الظما

ونفى الطوى وكفى الأذى وشفى السقيم

إني قصدتك يا حبيب ومن يلذ

بحماك كيف يخاف عادية المقيم

وأتيت ملتمسا بشفاعتك التي

حكمت بإنقاذ العصاة من الجحيم

أو ليس قلت شفاعتي أعددتها

لذوي الكبائر يوم يغدو الخلق هيم

فاشفع بجاهك لي وإن أسرفت في

فعل القبيح فأنت ذو جاه عظيم

فلقد أويت إلى حماك فرقني

صرح الحمى المحفوف بالكهف الرقيم

وخدمت مدحك فأجرني يا سيدي

فمن المكارم جائزة حسن الخديم

ومن الموفّى بامتداحك والذي

أحياك قد حياك في الذكر الحكيم

أو من يفي بعظيم قدرك بعدما

أثنى عليك الله بالخلق العظيم

لكنني وأنا المقصر لم أزل

أدلي بتطفيل على باب كريم

وأهيم في وادي جلاك وإنه

واد بسفه من يراه ولا يهيم

وأجيل طرف المدح فيك ولم أدن

ألا لحبك في الحديث وفي القديم

لأكون في دنياي من أهل التقى

وأكون في أخرايَ من أهل النعيم

يا رب يا ذو الجود يا مولى الجدا

حسبي من التسآل أنك بي عليم

ولئن سألت فأنت أنت المرتجي

ولئن شكوت فأنت للشاكي رحيم

يا ير يا رحمن يا حنان يا

منان يا ذا الطول والمن الجسيم

يا أول يا آخر يا ظاهر

يا باطن يا ذا الإغاثة يا كريم

يا مؤنسي في وحدتي يا عدّتي

في شدّتي يا أمن خوفي يا حطيم

يا حي يا قيوم يا الله يا

من جل عن زاء وعن واو وجيم

يا فرد يا من عز عن ولد ووا

لد أو مشير أو وزير أو قسيم

يا من تعالى مجده عن مشبه

أو مقعد لعلا علاه أو مقيم

يا من على العرش استوى بترفع

قد حار فيه كل ذي لب سليم

يا من على العرش استوى بترفع

قد حار فيه كل ذي لب سليم

يا من على الملك احتوى وأحاطه

كما وكيفا يا عليم يا حكيم

يا فالق الاصباح يا مرسي الدجى

يا مرسل الأمطار يا مجري النسيم

يا مبدع الكوان من غير احتيا

ج أو مثال يا بديع يا قديم

يا موجد الأشياء من عدم كما

قد شاء من معوج أو من سقيم

يا محكم التصوير في ظلم الحشا

خلقا وخلقا من جليل أو ذميم

يا محيي الانسان ثم مميته

ومعيده من بعد ما يمسي رميم

يا سامع الصوت القصي وعال

م السر الخفي وموضح الأمر البهيم

يا من يرى ما تحت أطباق الثرى

من ضاحك مستبشر أو من كظيم

يا من يدل النملة السوداء فو

ق الصخر تحت الأرض في الليل البهيم

يا محصي الأنفاس من أنس ومن

جن أو من ملك كريم أو بهيم

يا منجي المعتر يا غوث الندا

يا ملجأ المضطر يا ذخر العديم

يا صارف الداء الملم وضامن الرزق

المهم ومحيي العظم الرميم

يا راحم القلب القريح وساتر

الفعل القبيح وكاشف الكرب المقيم

ومغنى العافي الفقير وكافي الشيخ

الكبير وكافل الطفل اليتيم

يا منزل القرآن كيما نستمد

ومرسل الإرسال كيما نستقيم

يا خالق أفعال العباد ومن قضى

حتما عليهم بالنعيم أو الجحيم

إن كان لا يرجوك إلا طائع

فمن الذي يرجفوه ذو الفعل الذميم

أو لم تجب يا رب إلا محسنا

فمن المجيب لدى الإساءة يا كريم

فبجاه أحمد لا تخيبني وجد

بالعفو والغفران والفضل العميم

واغفر ذنوبي وآولني ما أرتجي

واستر عيوبي واكفني حر الجحيم

واكفف أكفّ البغي عنّي واحمني

من محنة الأهوا ومن كيد الرجيم

وأزج غشا بصري وجنبني أذى

ألم ألمّ لمؤلم المرمد الأليم

واكلا حواسي الخمس واحفظ صحتي

ما دمت بالترحال في الدنيا مقيم

وامنعن في سفري إلى دار البقا

من مورد موب ومن مرعى وخيم

وأنر بنور العلم قلبي وآجرا

له منطقي بتلاوة الذكر الحكيم

وآمنن بعود للمقام وزمزم

والحجر والبيت المعظم والحطيم

واسمح بزوة طيبة لتطيب أنفاسي

بنشق عبير واديها الشبيم

وأري المغاني الموضحات لمن يرى

غررا المعاني البارقات لمن يشيم

وأجيل طرفي في البقيع وحبذا

روض يروق العين موسمه الوسيم

وأشاهد القبر الذي في طيه

نشرت حلى أزكى سميع أو كليم

واغفر عظيم الذنب بالهادي وهل

يعفو عن الذنب العظيم سوى العظيم

وانصر أمير المؤمنين وكن له

واكفف بصارمه يد الباغي الزنيم

واحفظ ولي العهد وامنحه الرضا

وقه مكائد كل ذي حسد أثيم

واحرس حماة الدين وافر بينهم

مسودّ تضليل العدا قري الأديم

واغفر لآبائي وأشياخي وجد

للمسلمين بجود حلمك يا حليم

وأجر بني وإخوتي ومعارفي

من كل هاء تلاها حرف ميم

إني سألتك يا رحيم بجاهه

علما بأنك مهيمن بي رحيم

وبه قصدتك يا كريم وهل يرى

ذو حنّية بين المشفع والكريم

فاجب دعائي يا مجيب بسر من

أنجى البعير وخاطبته ظبا الصريم

واحسن ختام ابن الخلوف وكن له

في يوم لا يغنى حميم عن حميم

وأدم صلاتك والسلام عليه ما

دام البقاء لوجهك الباقي القديم

وعلى جميع الأنبياء والرسل

والأملاك أهل الفخر والمجد الصميم

وعلى القرابة والصحابة كلهم

والتابعين لهم على النهج القويم

ما قام في الأسحار يسأل ربه

مستوهب من فائض الفضل العميم