الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » أضرم الدمع في الحشاشة نارا

عدد الابيات : 27

طباعة

أضْرَمَ الدَّمْعُ فِي الحُشَاشَةِ نَارَا

حِين قَالُوا شَطَّ الحَبِيبُ وسَارا

سَارَ عَنِّي وَلَمْ أجِدْ لِيَ صَبْراً

كَيْفَ حَالِي وَلَمْ أجِدْ لِي اصطِبَارا

طَيَّرَ العَقْلَ ثُمَّ قَصَّ جَنَاحِي

وَقَصَا مَنْزِلاً وَشَطَّ مَزَارَا

وَيْحَ قَلْبِي وَوَيْحَ كُلّ مُحِبّ

فَقَدَ الْعَيْنَ فَاقْتَفَى الآثَارَا

يَرْقُبُ النَّجْمَ فِي الظَّلاَمِ وَمَهْمَا

لَمَعَ البَرْقُ فِي الغَمَامِ اسْتَطَارَا

وَإذَا نَاحَ فِي الغُصُونِ حَمَامٌ

مَزَّقَ القَلْبَ ثُمَّ شَقَّ الإزَارَا

وَإذَا زَارَ لِلأحَبَّةِ طَيْفٌ

نَكَّسَ اَلرَّأْسَ ذِلَّة وَصَغَارَا

لاَزَمَ السُّهْدَ وَالأسَى فَلِهَذاَ

عَلَّمَ النَّوْحَ وَالبُكَا الأطْيَاراَ

فَقَدَ الصَّبْرَ وَالسُّلُوَّ فَأضْحَى

يُظْهِرُ الحُبَّ لَوْعَةً وَاسْتِعَارَا

وَكَسَا جِسْمَهُ السَقَامُ فَأمْسَى

سُهْدُ عَيْنَيْهِ لِلْجُفُونِ شِعَاراَ

يَا لَقَوْمِي أمَا مَعِينٌ مُعِينٌ

غَيْرَ دَمْعٍ أفَاضَ مِنْهُ البِحَارَا

أوْ شَقِيقٌ بَرِقُّ لِي أوْ رَفِيقٌ

يَحْفَظُ الجَارَ أوْ يُرَاعِي الجِوَارَا

أوْ صَدِيقٌ صَدُوقُ وَعْدٍ يُبَارِي

نَقْضَ عَهْدِي وَيَكْتُمُ الأسْرَارَا

أوْ سَمِيرٌ يُصْغِي إلَى شَرْحِ حَالِي

فَحَدِيثِي لَيُطْرِبُ السُّمَّارَا

كَانَ مَا كَانَ يَا فُؤَادِي فَدَعْهُ

فَالَّذِي كُنْتُ أخْتَشِي مِنْهُ صَارَا

قُضِيَ الأمْرُ فَاقْضِ مَا أنْتَ قَاضٍ

فَلَكُ الوَصْلِ بِالقَطِيعَةِ دَارَا

آهِ مِنْ فُرْقَةٍ وَفَيْضِ جُفُونٍ

صَيَّرَ الطَّرْفَ وَالْفُؤَادَ حَيَارَى

مَنْ نَصِيرِي وَلَيْسَ غَيْرُ فُؤَادٍ

مَاتَ شَوْقًا وَمَا دَرَى الإنْتِصَارَا

وَيْحَ أهْلِ الهَوَى يُرَوْنَ سُكَارَى

بِهَوَاهِمْ وَمَا هُمُ بِسُكَارَى

صَيَّرُوا الذُّل شِرْعَةً لأنَاسٍ

أنِفُوا الذُّلَّ فِي الهَوَى وَالصَّغَارَا

يَا قُسَاةَ القُلُوبِ رِفْقًا بِقَلْبٍ

لَمْ يَكُنْ قَطُّ يَألَفُ الأحْجَارَا

قَدْ نَسِيتُم عُهُودَنَا وَفُؤَادِي

لَمْ يَزِدْهُ البُعَادُ إلاَّ إذِّكَارَا

كَمْ جُفُونٍ كَسَوْتُمُوهَا سُهَاداً

وَقُلُوب سَلَبْتُمُوهَا القَرَارَا

كُلَّ يَوْمٍ يَسُومُنِي الحُبُّ حَتْفاً

بِنَوًى شَبَّ فِي الأضَالِعِ نَارَا

وَإذَا مَا الظَّلاَمُ جَنَّ رَمَانِي

سَهْمُ وَجْدٍ يُهَيِّجُ الأفْكَارَا

طَالَ لَيْلِي وَلَمْ يَلُحْ وَجْهُ صُبْحِي

يَا تُرَى هَلْ أرَى الظَّلاَمَ يُوَارَى

لَوْ يَكُونُ الصَّبَاحُ حَيَّا يُرَجَّى

لَمْ تَرَ الزُّهْرَ فِي السَّمَاءِ حَيَارَى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة