الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » أيا رب يا الله يا بارئ النسيم

عدد الابيات : 84

طباعة

أيا رب يا الله يا بارئ النسيم

ويا رب يا وهاب يا مجري القسم

ويا دائم المعروف يا مجزل العطا

ويا مولى النعما ويا دافع النعم

ويا عدل يا ديان يا ملك الورى

ويا حي يا قيوم يا حق يا حكم

ويا نور يا قدوس يا من جلاله

تقدس عمن شبه أو عطل أو رسم

ويا بر يا معبود يا من كماله

تنزه عما في الخواطر يرتسم

ويا ذا الجلال المحض والعز والبقا

ويا ذا النوال الجم والجود والكرم

ويا مبدع الأكوان من غير علة

ويا موجد الأشياء من عدم العدم

ويا خالق الإنسان من فيض نطفة

ومبدعه في ظلمة الرحم الأحم

ويا رازق الحيتان والطير في الهوى

ووحش الفلا والإنس والجن والنعم

ويا باسط الأرضين يا رافع السما

ويا منبت المرعى ويا مرسل الديم

ويا ملجم البحر المحيط بما يشا

ويا مرسي الأرض البسيطة بالأكم

ويا خالق الاصباح يا مسبل الدجى

ويا مرشد الأعمى ويا مفهم الأصم

ويا محمى الأنفاس يا منشىء الحجى

ويا منعش الأرواح يا محيي الرمم

ويا من يرى الذر المهين إذا حشا

على الصخرة الصما في حالة الظلم

ويا سامع الصوات يا من ببابه

أناخ دووا الحاجات واستمطروا النعم

ويا عالم الأسرار يا موضح الهدى

ويا منزل القرآن يا مظهر الحكم

ويا من أجاب البر آدم إذ دعا

وتاب عليه وارتضاه أب الأمم

ويا من رعى في الفلك نوحا وآله

وأغرق بالطوفان من عبد الصنم

ويا من أعاد النار بردا لعبد

الخليل ورقى جسمه من لظى الضرم

ويا من فدى بالذبح نجل خليله

ويا من جلى عن قلب يعقوبه الغمم

ويا من كفى في الجب يوسفا باسه

ويا من شفى أيوب من معضل السقم

ويا من وقى ذا النون في بطن حوته

ويا من كفى داود ما عز من ألم

ويا من وقى موسى الكليم من الردى

ويا من كفى عيسى بن مريم كل هم

ويا من حمى في الغار طه من العدا

وأنقذه من كيد من جار واحتكم

ويا ملجأ المضطر يا عون من دعا

ويا من نجا المعتز يا غوث ذي الأمم

ويا منهل الرواد يا مروي الظما

ويا مقصد الضيفان يا سابغ النعم

ببابك عبد واقف يبتغي القرى

فهل من قرى للضيف فالضيف قد ألم

ولو لا أولى الانعام والجود ما نجا

أخو العدم المأسور في رفقة النقم

فأحسن قراي يا كريم فإنني

تطفلت والتطفيل حيلة ذي العدم

وحاش الكريم البر أن يطرد امرىءا

أقام على التطفيل في ساحة الكرم

ولم أعتمد الا شفاعة أحمد

وهل خاب من يرجو المشفع في الأمم

وكيف يخيب القصد في من لأجله

برى الله ما في الكون من سائر النسم

فلا تخزني يا رب واقبل توسلي

بجاه الحبيب المصطفى الأشرف الهمم

فلي بامتداحي فيه ذمة مادح

ومن شيم الأشراف رعي ذوي الذمم

وقد صرت مشهورا بمدح جنابه

ومن يمدح الأجواد يكرم ويحترم

وما ذاك من حولي ولا هو قوتي

ولكنه من فضل من قدر القسم

أفاض بقلبي نور مدح حبيبه

وانطقني فيه بدر قد انتظم

ورد لساني آلة لمديحه

وألوم قلبي حرفة الحب فالتزم

وذلك فضل الله يؤتيه من يشا

ويا لك فضلا لا يقال له بكم

فبالشعب بالمسعى بمرورة بالصفا

وبالحجر بالأركان بالبيت يالحرم

وبالطور بالأقصى بيثرب بالحمى

يغار حرا بالخيف بالسفح بالعلم

وبالبدر وبالديجور بالنجم بالعلا

وبالعرش بالكرسي باللوح بالقلم

وبالملك وبالأفلاك بالشمس بالضحى

وبالوعد ثم الريح بالبرق بالديم

فسل عنه أحزابا وبدرا وخيبرا

وسل أحدا واحك الوقائع عنهم

أبان للعصاة ببدر مصارعا

فما لبثوا أن جاوزوها ودمدموا

وقال وجدت الوعد حقا فهل كما

وجدناه يا أهل القليب وجدتم

فعاديه في نار الجحيم معذب

وعافيه في دار النعيم منعم

أقام صلاة الحرب قائم سيفه

فصلوا صلاة الخائفين وسلموا

ومدهم سوق الحتوف ليشتروا

بسمر هوان سعرته جهنم

وذوقهم سم الطعان بأسمر

وأسمره في الحرب لا شك أرقم

رمى كل شيطان بشهب نباله

ولا بدع فالشيطان بالشهب يرجم

جلا الزيغ والأهوا بأبيض سيفه

وللشرك طرف في وفي البغي أدهم

وللرمح كف بالنجيع مخضب

وللسيف ثغر بالدماء ملثم

وللجو فرق بالأسنة أشيب

وللنقع فرع بالعجاجة أسحم

بكى بالدما هنديه وهو ضاحك

ومن عجب يبكي الدما وهو يبسم

وخط بوقع البيض في أوجه العدا

حروف حتوف بالأسنة تعجم

ووارى عن الأعداء سلم فوزهم

فليس لهم نحو المفاوز سلم

وفي ساحة البلوى أضاف جموعهم

بعامل خفض فعله ليس يحزم

فليس لهم إلا الرزية مشرب

وليس لهم إلا المبنة مطعم

وأثخنهم ضربا وطعنا فأهلكوا

ومن ذا الذي مما قضى الله يسلم

أتته مفاتيح الكنوز فردها

وآب بخزي وجهها المتجهم

ولم يله علياه تزخرف حسنها

وهل هي إلا جيفة تتجسم

وزفت له الدنيا عروس حلابها

فقال لها ميلي فحلك يحرم

فيا طالب الدنيا يجمع حطامها

ستترك ما جمعته يوم تحكم

ألم تر أن الناس غفل عن الردى

وأن المنايا بينهم تتوسم

أيحسب دهري أنني خاضع له

وأنت ملاذي ساء ما يتوهم

وقد ضمني سامي حماك وحبذا

مناخ على الإحسان والبر يوسم

فلا تقصيني يا رب وارحم تذللي

فإنك رحمن تولى وترحم

ولا تخز وجهي يا كريم وجازني

مفضلك أزكى والمواهب أكرم

تحملت أوزارا ثقالا حمولها

بأيسرها الظهر الممتن يقصم

وسودت وجهي بالذنوب وكيف لي

بعذر وقد أصبحت بالذنب ألجم

وإن أك قد جئت العظائم كلها

فعفوك عن تلك العظائم أعظم

فيا رب يا الله كن لي ولا تكن

علي إذا ضاق الفضا المتعتم

فحقق رجاء ابن الخلوف فقلبه

سليم وحسن الظن فيك أسلم

ويسر لي الذكرى وسهل مذاهبي

لخير به عني المكاره تحسم

ونور بنور العلم قلبي وعشني

بنعماك علي بالنعيم أنعم

وخلص علي خير وجد لي بتوبة

تحط بها الأوزار عني وتحطم

وسلم ووف الدين عني ونجني

من الكيد والأهوان فأنت المسلم

وديم على الأشياخ ديموم رحمة

تخصص آبائي بها وتعمم

وكرم أصيحابي ونسلي واخوتي

فأنت الكريم المستماح المكرم

وكن لجميع المسلمين وجازهم

بعدن وجنبهم لظى تتطرم

وخذ بيدي أخذا كريما حلني

بخاتم إحسان به أتختم

وصل وسلم ثم بارك موصلا

على المصطفى ما عظم الله مسلم

وصلى على الأملاك والرسل كلهم

وآل التقى ما جنب الحل محرم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة