الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » بدور خدود ليلهن الضفائر

عدد الابيات : 107

طباعة

بُدُورُ خُدُودٍ لَيْلُهُنَّ الضَّفَائِرُ

وَبَان قُدُودٍ وَجْهُهُنَّ المَآزِرُ

وَغِيدُ رِيَاضٍ أبْرَزَت لَحَظَاتُهَا

أسُودَ عُيُونٍ غَابُهُنَّ المَحَاجِرُ

نَفَرنَ وَلاَ غَيْرَ العُيُونِ أوَانِسٌ

وَصَلْنَ وَلاَ غَيْرَ الجُفِونِ كَوَاسِرُ

وَطِبنَ وَلاَ غَيْرَ النُّهُودِ أزَاهِرٌ

وَلُحْنَ وَلاَ غَيْرَ القُدُودِ زَوَاهِرُ

مَهاً دُعَجٌ الأجْفَانِ ضَامِرَةُ الحَشَا

عِذَابُ اللَّمَى لُدنُ القٌدٌودٍ جًآذٍرٌ

جَاذِرُ تَصْطَادُ الأسُودَ حِبَالُهَا

وَيَا كَيْفَ تَصْطَادُ الأسُودَ الجَآذِرُ

نَوَافِرُ لَمْ يَأنَسْنَ يَوْماً لِرِيبَةٍ

وَلاَ عَجَبٌ إنَّ الظِّبَاءَ نَوَافِرُ

تَهَادَيْنَ لَمَّا أنْ هَدَتْهُنَّ غَادَةٌ

لَهَا النُّورُ جِسْمٌ وَالظَّلاَمُ غَدَائِرُ

هَضِيمَةُ بَحْرِ البُنْدِ أمَّا وِشَاحُها

فَصَادٍ وَأمَّا ردْفُهَا فَهْوَ صَادِرُ

مَحَا مِلَّةَ السُّلْوَانِ مَبْعَثُ حُسْنِهَا

فَكُلُّ لِدِينِ الحُبّ فِيهَا مُؤَازِرُ

لَهَا نَاظِرٌ كَالنَّرْجِسِ الغَضّ ذَابِلٌ

وَقَدٌّ كَغُصْنِ البَانِ رَيَّانُ نَاضِرُ

وَثَغْرٌ كَفَرقِ الصُّبْحِ أبْيَضُ نَاصِعٌ

وَشَعْرٌ كَفَرْعِ اللَّيْلِ أسْوَدُ عَاكِرُ

وَلَحْظٌ إذَا مَا جَالَ في صَرْحِ جَفْنِه

تَيَقَّنْتَ أنَّ اللَّيْثَ فِي الغَابِ كَاشِرُ

يُضْلُّ بِدَعْوَاهُ الوَرَى وَهْوَ مُنْذِرٌ

وَيَهْدِي إلَى دِينِ الهُدَى وهو سافِرُ

يَقُولُونَ جَانِبْ لَحْظَهَا فَهْوَ فَاتِكٌ

وَقَلْبُكَ خَفَّاقٌ وَصَبْرُكَ غَادِرُ

وَمَا عَلِمُوا أنَّ القُلُوبَ كَمَائِمُ

وَأنَّ العُيُونَ الفَاتِكَاتِ أزَاهِرُ

وَلاَحَتْ فَأخْفَى حُسْنُهَا كُلَّ نَيِّرٍ

وَقَدْ صَحَّ أنَّ النَّيِّرَيْنِ ضَرَائِرُ

إذا أعْجَرَت كَيْ تَخْتَفِي شَمْسُ حُسْنِهَا

نَمَمْنَ عَلَى مَا تَحْتَهُنَّ المَعَاجِرُ

وَإنْ سَفَرَتْ كَيْ يَهْتَدِي رَكْبُ حُبِّهَا

أضَلَّتْ مُحِبِّيهَا البُدُورُ السَّوَافِرُ

يَلُوحُ بِهَا بَدْرٌ وَيَلْحَظُ شَادِنٌ

وَيَخْطُرُ خُطَّافٌ وَيَصْدَحُ طَائِرُ

أكَلِّفُ ذِهْنِي وَصْفَهَا وَهْوَ حَائِرٌ

وَعَنْ بَعْضِ مَا كَلَّفْتُهُ الفّهْمَ قَاصِرُ

أجِيرَاننَا حَيَّا الرَّبِيعُ رُبُوعَكُمْ

وَإنْ بَعُدَ المَسْرَى وَغَابَ المُجَاوِرُ

وَحَيَّا الحَيَا تِلْكَ الرُّبُوعِ وَجَادَهَا

بِلَثً مِنَ الوَسْمِيّ هَامٍ وَهَادِرُ

رُبُوع إذَا مَا اللَّيْلُ أظْلَمَ أشْرَقَتْ

بِآفَاقِهَا تِلْكَ النُّجُومُ الزَّوَاهِرُ

كَأنَّ بِهَا نَبْلا وَهُنَّ كَنَائِنٌ

عَلَيْهِ وَالْحَاظاً وَهُنَّ مَحَاجِرُ

خَلِيلَيَّ قُومَا وَاسْمَعَا مَا أبُثُّهُ

فَإنِّي لِمَا يطْوِي الفُؤَادُ لَنَاشِرُ

وَلاَ تَسْأمَا طُولَ الحَدِيثِ فَإنَّمَا

يَطِيبُ إذَا طَابَ الخَلِيلُ المُسَافِرُ

وَلاَ تُوحِشَا طَيْفَ الخَيَالَ فَإنَّهُ

يَقَرُّ بِعَيْنَيَّ الخَيَالُ المُزَاوِرُ

وَلاَ تُنْكِرَا ذِكْرَ العَقِيقِ وَباَرِقٍ

فَإنِّي وَمَا أنْسِيتُ لِلشطّ ذَاكِرُ

وَلاَ تَيْأسَا مِنْ روْحِ عَهْدِ مَوَدَّةٍ

فَلاَ العَهْدُ مَنْسِيُّ وَلاَ الوُدُّ دَائِرُ

ألاَ سَبِيلِ الحُبّ قَلْبٌ تَركْتُهُ

عَشيَّةَ غَصَّتْ بِالْقُلُوبِ الحَنَاجِرُ

وَجَالَتْ رِيَاحُ الخَطّ وَهْيَ مَعَاطِفٌ

وَهَبَّت سُيُوفُ الهُدْبِ وَهْيَ نَوَاظِرُ

بِحَيْثُ أثَارَ الجَوُّ نَقْعَ دُجَائِهِ

وَقَدْ صَارَ زِنْجِيُّ الظَّلاَمِ المُغَاوِرُ

وَلاَ هُزِمَتْ لِلَّيْلِ فِي الغَرْبِ رَايَةٌ

وَلاَ قَام لِلإصْبَاحِ فِي الشَّرْقِ ثَائِرُ

أقَلِّبُ في الأفْلاَكِ طَرْفاً يَخَالُهَا

رِيَاضَ بَهاً وَهْيَ النُّجُومُ أزَاهِرُ

فَلاَ الشهْبُ فِي نَهْرِ المَجَرَّةِ تَنْطَفِي

بِرُغْمِي وَلاَ بَحْرُ المَجَرَّة غَائِرُ

وَقَدْ فَرَّ مِنْ جَفْنِي الكَرَى فَلأجْلِ ذَا

عَلَيْهِ جُفُونِي فِي الظَّلاَمِ دَوَائِرُ

أيَا كَوْكَبَ الصُّبْحِ الذِي بَهَرَ الوَرَى

وَبُرْهَانُ صِدْقِي أنَّ حُسْنَكَ بَاهِرُ

لَقَدْ أوْدَعَتْ عَيْنَاكَ قَلْبِي سَرَائِراً

وَحُكْمُ الهَوَى أنْ لا تُذَاعَ السَّرَائِرُ

بِرُوحِي رَبِيعاً مِنْ خُدُودِكَ أوَّلاً

تَلاَهُ رَبِيعٌ مِنْ عِذَارِكَ آخِرُ

أمَا وَعَقِيقٍ مِنْ دُمُوعٍ كَأنَّهَا

عَلَى صَحْنِ خَدّي لُؤْلُؤٌ مُتَنَاثِرُ

لَقَدْ شَاقَنِي فِي غَيْهَبِ الأفْقِ بَارِقٌ

كَمَا هَاجَنِي فِي مِنْبَرِ الأيْكِ طَائِرُ

لأوْقَاتِ أنْسٍ بَيْنَ شَادٍ وَشَادِنٍ

كَمَا اقْتَرَحَ اللَّذَّاتِ صَاغٍ وَنَاظِرُ

قَضَيْتُ بِهَا أوْطَارَ لَهْوٍ كَأنَّمَا

غَفَا الدَّهْرُ عَنْهَا فَهْوَ وَسْنَانُ سَاهِرُ

لَدَى رَوْضَةٍ وَشَّى السَّحَابُ رُبُوعَهَا

بِوَشْيِ رَبِيعٍ دَبَّجَتْهُ الأزَاهِرُ

بِحَيْثُ نَجَاشِيُّ الدُّجَى سَلَّ سَيْفَهُ

وَقَدْ جَالَ خَاقَانُ الصَّبَاحِ المُفَاخِرُ

وَحَيْثُ الضّيَا دُقَّتْ بَشَائِرُ وَفْدِهِ

وَقَدْ أعْلَنَتْ بِالبِشْرِ تِلْكَ البَشَائِرُ

وَحَيْثُ أمَالَ الرِيحُ أعْرَافَ بَانِهِ

عَلَى مِثْلِهَا فَهْيَ القُلُوبُ طَوَائِرُ

وَحَيْثُ حَمَامُ الأيْكِ أفْصَحُ خَاطِبٍ

تَحِنُّ لِفَحْوَى النُّطْقِ مِنْهُ المَنَابِرُ

وَحَيْثُ عُيُونُ النَّرْجسِ الغَضّ نُظَّرٌ

تَجُولُ وَأفْوَاهُ الأقَاحِ فَوَاغِرُ

وَحَيْثُ اطِّرَادُ النَّهْرِ قَدْ سَلَّ مُرْهَفاً

كَمَا سُلَّ لِلْمَسْعُودِ في النَّقْعِ بَاتِرُ

مَلِيكٌ عَلاَ فَوْقَ المَعَالِي بِرُتْبَةٍ

لِعِزَّتِهَا ذَلَّ المُلُوكُ الأكَابِرُ

وَمَوْلىً صِفَاتُ العَدْلِ فِيهِ تَطَابَقَتْ

عَلَى الشَرّ نَاهٍ وَهْوَ بِالخَيْرِ آمِرُ

وَبَدْرٌ بِآفَاقِ السَّعَادَةِ طَالِعٌ

وَغَيْثٌ بِأرْزَاقِ البَرِيَّةِ مَاطِرُ

وَحَبْرٌ تُرِيهِ قَبْلَ مَا هُوَ كَائِنٌ

بَصِيرَتُهُ أضْعَافَ مَا هُوَ بَاصِرُ

وَبَحْرٌ صَفَا لِلْعَيْنِ جَوْهَرُ ذَاتِهِ

وَلاَ بِدْعَ إذْ في البَحْرِ تَصْفُو الجَوَاهِرُ

سَبِيلُ هُدىً يُهْدَى بهِ كُلُّ مُبْصِرِ

إذَا عَمِيَتْ بالْمُصِرِينَ البَصَائِرُ

أخُو البَأسِ وَالنُّعْمَى فَإمَّا حَمَاسَةٌ

وَإمَّا سَمَاحٌ وَارِفُ الظِّلّ وَافِرُ

أقَامَ بِأفْقِ المُلْكِ نَجْماً لِسَعْدِهِ

وَأوْصَافُهُ فِي الخَافِقَيْنِ سَوَائِرُ

وَسَادَ حِمَى العَلْيَاءِ بِالبِيضِ وَالْقَنَا

وَبِالبِيضِ وَالخِطِّيّ تُبْنَى المَفَاخِرُ

سَلِ الحَرْبَ عَنْهُ وَالسُّيُوفُ بَوَارِقٌ

تَألَّقُ وَالأرْمَاحُ رُقْشٌ نَوَاشِرُ

وَبِالأفْقِ للِنَّقْعِ المُثَارِ سَحَائِبٌ

هَوْامِلُ لَكِنْ بِالدّمَاءِ هَوَامِرُ

وَلِلرُّمْحِ أمْرٌ فِي الكَتَائِبِ عَادِلٌ

وَللِسَّيْفِ حُكْمٌ في المَقَاسِمِ جَائِرُ

وَمِنْ حَوْلِهِ مِنْ آلِ حَفْصٍ عِصَابَةٌ

أسُودُ وَغىً فَوْقَ الجِيَادِ كَوَاسِرُ

إذَا مَا أقَامُوا العَضْبَ في الحَرْبِ خَاطِباً

فَهَامَاتُ أبْطَالِ الكُمَاةِ مَنَابِرُ

هُمُ القَوْمُ حَازُوا حَوْزَةَ الفَخْرِ وَالْعُلَى

ألَيْسَ لَهُمْ تُعْزَى العُلَى وَالمَفَاخِرُ

مَطَاعِيمُ إنْ حَلَّتْ بِمَغْنَاهُمُ السُّرَى

مَطَاعِينُ إنْ حَثَّ القِنَاءَ المُشَاجِرُ

عَلَوْا حَيْثُ سَارُوا في المَعَالِي وَأدْلَجُوا

وَأعْرَاضُهُمْ مَوْفُورَةٌ لاَ الذَّخَائِرُ

إذَا أدْلَجُوا قُلْنَا نُجُومٌ ثَوَاقبٌ

وَإنْ أسْفَرُوا قُلْنَا شُمُوسٌ بَوَاهِرُ

يَضُوعُ شَذَاهُمْ كَالعَبِيرِ وَإنَّهُ

لَعَرْفُ نَسِيمٍ صَافَحَتْهُ الأزَاهِرُ

ليُوثٌ إذَا مَا النَّقْعَ هَاجَتْ بحُورُهُ

تَسِيرُ بِهِمْ تَحْتَ السُّرُوجِ الجَزَائِرُ

يَؤُمُّهُمُ لَيْثٌ إذَا الخَطْبُ غَالَهُمْ

جَلاَهُ وَنَابُ الخَطْبِ بِالخَطْبِ كَاشِرُ

إذَا الْتَهَبَتْ فِي لَحْظِهِ نَارُ غَيْظِهِ

رَأيْتَ المَنَايَا لِلنُّفُوسِ تُزَاوِرُ

تَرُوُعُهُمُ شَمْسُ السَّمَاءِ وَبَرْقُهَا

وَمَا هِيَ إلا سُمْرُهُ وَالْبَوَاتِرُ

تَغِيبُ المَنَايَا عَنْهُمُ وَهْوَ غَائِبٌ

وَتَحْضُرُ فِي أسْيَافِهِ وَهْوَ حَاضِرُ

وَيَسْتَهْجِنُ الأقْيَالَ وَهْيَ ضَرَاغِمٌ

وَيَسْتَصْغِرُ الأبْطَالَ وَهْيَ أكَابِرُ

أذَلَّ العِدَى مِنْ بَعْد عِزّ وَطَالَمَا

أُذِلَّ بِهِ البَاغِي وَعَزَّ المُجَاوِرُ

فَلاَ تَكْسِرُ الأيَّامُ مَنْ هُوَ جَابِرٌ

وَلاَ تَجْبُرُ الأيَّامُ مَنْ هُوَ كَاسِرُ

وَلاَ تَنْصُرُ الأقْدَارُ مَنْ هُوَ خَاذِلٌ

وَلاَ تَخْذُلُ الأقْدَارُ مَنْ هُوَ نَاصِرُ

فَعَافِيهِ فِي ثَوْبِ السَّعَادَةِ رَافِلٌ

وَعَادِيهِ فِي ذَيْلِ الشَّقَاوَةِ عَاثِرُ

حِمَايَتُهُ دِرْعٌ عَلَيْنَا حَصِينَةٌ

وَبَيْنَ حِمَاهُ وَالْحَوَادِثِ زَاجِرُ

لَهُ مَذْهَبٌ في المَكْرُمَاتِ تَسَابَقَتْ

أوَائِلُهُ إذْ لاَحَقَتْهَا الأوَاخِرُ

فَغَيْثُ النَّدَى يُحْيَى بِخَالِدِ فَضْلِهِ

وَتُنْسَى بِمَا تُولِي يَدَاهُ الجَعَافِرُ

وَلَوْ لَمْ يَكُنْ في الجُودِ لِلنَّاسِ خَاتِماً

لَمَا انْعَقَدَتْ مِنَّا عَلَيْهِ الخَنَاصِرُ

هُوَ البَحْرُ إلاَّ أنَّ مَنْهَلَ جُودِهِ

مَوَارِدُهُ رَاقَتْ بِهِ وَالْمَصَادِرُ

سَخَاءٌ يَشِفُّ البِشْرُ مِنْ جَنَبَاتِهِ

وَبِشْرٌ عَلَيْهِ لِلسَّخَاءِ أمَائِرُ

وَحَزْمٌ عَلَى سَمْكِ السَّمَاءِ مُسَامِرٌ

وَعَزْمٌ عَلَى نَجْمِ النُّجُومِ مُحَاوِرُ

عَلَى كُلّ نَادٍ لِلنَّدَى مِنْهُ مَيْسَمٌ

وَفِي كُلّ حَيّ لِلْوَلاَ مِنْهُ زَاهِرُ

فَمَا البَدْرُ إلاَّ مِنْ مُحَيَّاهُ زَاهِرٌ

وَمَا البَحْرُ إلاَّ مِنْ أيَادِيهِ زَاخِرُ

لَهُ سَابِقٌ فِي المَكْرُمَاتِ وَلاَحِقٌ

وَبَاطِنُ مَجْدٍ فِي المَعَالِي وَظَاهِرُ

إذَا ذُكِرَتْ أوْصَافُ مَدُحِ عُلاَئِهِ

لِذِي مَعْشَرٍ أثْنَتْ عَلَيْهِ العَشَائِرُ

فَلِلَّهِ سِرُّ فِي مَعَالِيهِ ظَاهِرٌ

وكُلٌّ بِمَعْنَى ذَلِكَ السِّرّ حَائِرُ

فَوَاعَجَباً مِنِّي أحَاوِلُ مَدْحَهُ

وَفِي مَدْحِ عَلْيَاهُ تَحَارُ الخَوَاطِرُ

أيَا مَالِكاً غَمرَ الوَرَى بِمَكَارِمٍ

تَسَاوَى البَوَادِي عِنْدَهَا وَالحَوَاضِرُ

أبُوكَ لِجِسْمِ المَجْدِ رَأسٌ وَمُقْلَةٌ

وَأنْتَ لِيُمْنَى العَيْنِ فِي الرَّأسِ نَاصِرُ

تَلُمُّ بِكَ الآمَالُ مَوْقُورَةَ الذُّرَى

فَتُوسِعُهَا رِفْداً وَرِفْدُكَ وَافِرُ

وَتُضْحِي المَعَالِي عَنْ عُلاَكَ أبِيَّةً

فَيَغْتَادُهَا عَنْكَ النَّدَى المُتَوَاتِرُ

فَلاَ حَزْمُكَ اليَقْظَانُ عَنْهُنَّ نَائِمٌ

وَلاَ عَزْمُكَ المِقْدَامُ عَنْهُنَّ قَاصِرُ

مَدَحْتُكَ تَشْرِيفاً لِنَظْنِيَ فَاغْتَدَى

بِمَدْحِكَ نَظْمِي فِي المَعَالِي يُفَاخِرُ

وَأقْسِمُ بِالْبَيْتِ الَّذِي أنْتَ رُكْنُهُ

وَمَا قَدْ حَكَتْ تِلْكَ العُلَى وَالمَشَاعِرُ

لَئِنْ قَصَّرَ النُّظَّامُ فِي مَدْحِكَ الذِي

أسَاهِمُ فِي تَطْوِيلِهِ وَأشَاطِرُ

لأنْظُم فِي عَلْيَاكَ عقدَ مَدَائِحٍ

تُرَابِطُ فِي بَذْلِ الثَّنَا وَتُشَاعِرُ

وَأبْرِزُ مِنْ حِرْزِ المَعَانِي عَرَائِساً

عَلَيْهَا مِنَ اللَّفْظِ الرَّقِيقِ سَتَائِرُ

وَأنْتَ الَّذِي لَوْلاهُ مَا فَاهَ لِي فَمٌ

وَلاَ كَتَبَتْ كَفُّ وَلاَ جَالَ خَاطِرُ

فَجُدْ بِالوَفَا لابْنِ الخلُوف فَإنَّهُ

عَلَى فِعْلِكَ المَحْمُودِ آلٍ وَشَاكِرُ

وَدُمْ في عُلاَ عَلْيَاكَ يَا نَجْمَ سَعْدِهِ

فَمَجْدُكَ مَنْصُورٌ وَجَدُّكَ نَاصِرُ

لِيَحْدُو بِكَ السُّفَّارُ مَا شُدَّ رَاحِلٌ

وَيَحْيَا بِكَ السُّمَّارُ مَا لاَحَ سَامِرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة