(إلى الصديق عبد العزيز المقالح، حاشية على كلام الحاشية) كان عليّ أن أسدّ الماءْ بظلها؟ أن أكتب الأسماءْ ثانيةً، حُسنى؟ وأن أقيلَ التيهَ من سريرتي وأن أكوّنَ الأشياءْ من خيبتي وأعلنَ العزاءْ؟ كان عليّ أن أجمّل التجويد في القصيدةْ وأنقش الأسماءْ في إطارها وأعلنَ المكيدةْ كان عليّ أن أكون واحداً ووحدي وأن أقومَ كالمسيح عن صليبي وأستضيء ضدي أغسله بالطيب والغفرانْ وأعلنَ البهتانْ. كان عليّ أن أغني في قفر صوتِ الحق والتأويلْ أن أكتبَ الإنجيلْ ثانيةً أن أكسر اليقينْ لأن من ينام في سريرتي أيقظني كي أخلقَ التضليلْ! كان عليّ أن أفصل الحاكمَ من محكومه؟ وأعلنَ الجُذام شافياً مجذومه؟ وأجمع الأضدادْ رضيّةً؟ كأنها في الضادْ قبيلةً؟ وأعلنَ الفسادْ؟ كان عليّ أن أسيرَ فوق النارْ مضطرباً وحافياً وواقفاً في سرها وخافياً مدّعياً نبوءة الخسرانْ وخيبة الإنسانْ. كان عليّ أن أفصلَ الأشياءْ من أسمالها وأن أهندس اكتئابي أن أرتضي الرضا وأن أنام في ثيابي ضبعاً أليفاً خائراً كالورق المقوى شيخاً جليلاً نائماً في التقوى أن أعلنَ الفراغ مسكني وبابي وأنسجَ البلوى وأن أصيحَ باليقين: ما بي؟
إبراهيم الجرادي شاعر وناقد أدبي سوري، ولد في تل أبيض في محافظة الرّقّة السورية سنة 1951م ودرس فيها. عمل مدرّسًا وحرّر في عدد من الصحف السورية، ثم نال شهادة ...