الديوان » لبنان » خليل مطران » أنت مصر تستعطي بأعينها النجل

عدد الابيات : 199

طباعة

أَتَتْ مِصرَ تَسْتَعْطِي بِأَعْيُنِهَا النُّجْلِ

وَعرْضِ جمَالٍ لاَ يُقَاسُ إِلَى مِثْلِ

غَرِيبَة هَذِي الدَّارِ بادِيَة الذُّلِّ

جَلتْ طِفْلَةً عَنْ مَوْطِنٍ نَاضِبٍ قَحْل

فَلاَخِيَّةٌ مَا درَّهَا ثَدْيُ أُمهَا

سِوى ضَعْفِهَا البادِي علَيْهَا وهمِّها

وَلَمْ تَتَناوَلْ مِنْ أَبِيهَا سِوَى اسْمِهَا

وَمَا أَحْرزَتْ مِنْ أَهْلِهَا غَيْرَ يُتْمِهَا

فَكَانَت كَنَامِي الغَرْسِ يَزْكُو وَيَنْضُرُ

وَمَطْعَمُهُ طِينٌ وَمَسْقَاهُ أَكْدَرُ

يُحِيطُ بِهَا دَوْحَانِ شَيْخٌ مُعَمِّرٌ

وَأُمٌ عَجُوزُ القِشْرِ وَاللبُّ أَخْضَرُ

فَمِنْ صُبْحِها تَسْعى لِجَنْيٍ ومُكْتَدى

وفِي لَيْلِهَا تَقْضِي الَّذِي يُبتَغَى غَدَا

كَمَا كَانَ عَبْدُ الرِّقِّ جِنْحاً وَمُغْتَدَى

يُوَاصِلُ مَسْعَاهُ لِيَخْدُم سيِّدَا

قَضَتْ هَكَذَا بَيْنَ الأَسَى وَالمتَاعِبِ

صِباها وَلَمَّا تَغْدُ بين الكَوَاعِبِ

فَصَحَّتْ كَنَبْتِ الطَّوْدِ بَيْنَ المعَاطِبِ

وَمَدَّتْ إِلَى حيْثُ الثَّرى غَيْرُ نَاضب

فَيا لَقوَى التَّمْكِينِ فِي جِسْمِ سَالِمِ

يُقَاوِمْن دُونَ العُمْرِ كُلَّ مُقَاوِمِ

يُجَاذِبْنَ بِالأَوْرَاقِ دَرَّ الغَمَائِمِ

يُهَابِطْن بِالأَعْراقِ ذَرَّ المَنَاجِمِ

يَمُرُّ بِهَا عهْدُ الصِّبا وَالتَّدَلُّلِ

عَلَى شَظَفٍ فِي عيْشِهَا وَتَذَللِ

وَكَمْ جُرِّعَتْ مِنْ صَبْرِهَا كَأْس حَنْظَلِ

وَكَمْ نَالَهَا صَرْفٌ مِنْ الدَّهْرِ مُبْتَلي

وكَمْ ضَاجَعَ الجُوعُ الأَثِيمُ بَهَاءَهَا

فَقَبَّلَهَا حَتَّى أَجَفَّ دِمَاءَهَا

وكَم سَاعَفَ الحَر المُذِيب شَقَاءَهَا

وكَمْ نَازَعَ البَرْدُ الشَّدِيدُ بَقَاءَهَا

أَنَرْنَ نُهَاها فِي اعْتِكَارِ التَّجَارِبِ

بِنِيرَانِهِنَّ المُحْرِقَاتِ الثَّوَاقِبِ

صُغْنَ لَهَا مِنْ فَحم تِلْكَ الغَيَاهِبِ

ذَكَاءً مِن الماسِ المُضِيءِ الجَوَانِبِ

دَعاهَا بِلَيْلَى والِدَها لِتُنْكَرَا

وَهَلْ كَانَ صَوْناً لاسْمِهَا أَنْ يُغَيَّرَا

عَلَى أَنهَا كَانَتْ مِثَالاً مُصَوَّرَاً

تَصَوَّرَ مِنْ مَاءِ الجمَالِ مُقَطَّرا

يُسرُّ بِمرْأَى حُسْنِها كُلُّ سَابِلِ

فَينْفَحُهَا مِنْ مَالِهِ غَيْرَ بَاخِلِ

وكَمْ مُدْقِعٍ مِنْ شِدَّةِ الفَقْرِ سَائِلِ

يَرُدُّ يَدَيْهِ لا يَفوزُ بِنَائِلِ

تَحنُّ إِلى الصُّقْعِ الَّذِي لَمْ يَبَرَّهَا

وجَرَّعَهَا صَابَ الحَيَاةِ وَمُرَّهَا

نَأَتْ ونَأَى أَتْرَابُهَا عَنْهُ كُرَّهَا

وَلَكِنْ هِي الأَوْطَانُ نَحْمَدُ ضُرَّهَا

عَلَى أَنَّهُ صُقْعٌ شَحِيحُ الجدَاوِلِ

عَقِيمُ الثَّرَى لَكِنَّهُ جِدُّ آهِلِ

جَدِيبٌ خَصِيبٌ بِالبطُونِ الحَوَامِلِ

وَما تَقْذِفُ الأَمْوَاجُ فِي متْنِ سَاحِلِ

يُعِدُّ بَنِيهِ لِلتَّبَارِيحِ وَالفَنا

إِذَا لَمْ يَرُودُوا كُلَّ أُفْقٍ مِنَ الدُّنَى

فَيَتَّخِذُونَ التِّيهَ فِي الأَرْضِ مْوطِنَا

وَهُمْ كَالدَّبَى الغَرْثَى نُفُوساً وَأَبْطُنَا

فَلاَ تُنْكِرُ الأَزْوَاجُ بَغْيَ نِسائِهَا

وَلاَ تكْبِرُ الزَّوْجَاتُ خَلْع حيَائِها

ووُلْدٍ خَلَتْ آبَاؤُهَا عَنْ إِبَائِهَا

تُسَاوَمُ فِي حُسنِ الوُجُوهِ وَمَائِهَا

كَذَا أُدِّبَتْ لَيْلَى فَطِيماً وعَالَهَا

ذَوُوهَا لِيُضْحُوا بَعْدَ حِينٍ عِيَالَهَا

فَتُطْعِمِهُمُ مِنْ خِزْيِهَا مَا جُنَى لَهَا

وَتَكْسُوهُمُ مِمَّا تُعرِّي جَمالَها

ولَكِنّ فِي نَفْسِ الصَّغِيرِ المَسَاويَا

يُمَاثْلنَ بِالحُسْنِ الخِصالِ الزَّوَاهِيا

كَأَوَّلِ نَبْتِ الحَقْلِ يَجْمُلُ نَامِيَا

وَلاَ تَفْرُقُ العينُ الغَرِيب المُضَاهِيَا

فلَمْ يَكُ فِي لَيْلَى سِوَى مَا يُحَبِّبُ

بِهَا مِنْ مَعَانِيهَا الجِيَادِ وَيُعجِبُ

وَكَانَتْ علَى الأَيَّامِ تَنْمُو وَتَعذُبُ

كَمُثْمِرَةِ الأَغْصَانِ والصَّقْعُ طَيِّبُ

إلَى أَنْ غدَتْ فِي أَعيُنِ المُتَوسِّمِ

تنِيرُ كَنُورِ الشَّارِقِ المُتَبسِّمِ

مُنَعَّمةَ الأَعطَافِ لاَ عنْ تَنَعُّمِ

مُتَمَّمةٌ أَوْصَافُهَا لَمْ تُتَمَّمِ

ضرُوبُ جَمالٍ لَوْ رَأَتْهَا أَميرَةٌ

رَأَتْ كَيْف تَعْلُوهَا فَتَاةٌ حَقِيرةٌ

وَكَيْفَ حَوَتْ جَاهَ المُلُوكِ فَقِيرَةٌ

مُضَوَّرَةٌ مِمَّا تجُوعُ جدِيرةٌ

بَهَاءٌ بِهِ يَسْمُو عَلَى الجَاهِ فَقْرُها

وَعُرْيٌ بِهِ يُزْرِي الجَواهِرَ نَحْرُهَا

وثَوْبٌ عتِيقٌ إِنْ فَشَا مِنْهُ سِرُّهَا

أَبَاحَ لِلنَّوَاظِرِ صَدْرُهَا

ورَأْسٌ إِذَا مَا زَانَهُ تَاجُ شَعْرِهَا

فَأَشْرَفَ مِنْ عَرْشٍ غضَاضَةُ قَدْرِها

وقَدْ تَشْتَرِيهِ ذَاتُ تَاجٍ بِفَخْرِهَا

وتَرضَى بِهِ تَاجاً كَرِيماً لِفَقْرِها

وَقال أَبُوها يَوْمَ تَمَّ شَبَابُهَا

وَحِيكَ لَهَا مِنْ نُورِ فَجْرٍ إِهَابُهَا

أَيَا أُمَّ لَيْلَى حَسْبُ لَيْلَى عَذَابُهَا

تَوفَّرَ مَسْعَاهَا وَقَلَّ اكْتِسَابُهَا

أَراهَا أصحَّ الآنَ حسْماً وَأَجْمَلاَ

فَحَتَّامَ لاَ نَجْنِي جنَاهَا المُؤَمَّلاَ

نَمَتْ ونُمُوُّ الفَقرِ يَأْتِي مُعَجَّلاَ

وَلَمْ أَرَ فِي الإِعْسَارِ كَالحَانِ مَوْئِلاَ

فَقَالَتْ لَهَا أُمُّ شَدِيدٌ دَهاؤُها

سَخِيٌّ مآقِيهَا سَرِيعٌ بُكَاؤُهَا

بُنَيَّةٌ هَذِي الحَالُ أَعْضَلَ دَاؤُهَا

وَأَنْتِ لَنَا دُونَ الأَنَامِ دَوَاؤُهَا

فَقَالَتْ أَشِيرِي يَا أُمَيْمَةُ إِنَّنِي

لَفَاعِلَةٌ مَا شِئْتِهِ فَأْمُرَنَّنِي

وَما تُؤْثِرِيهِ أَحْتَرِفْهُ وَأُتْقِن

وَكُلُّ الَّذِي فِيهِ رِضَاكِ يَسُرُّنِي

فَقَالَتْ لَهَا إِنَّا نَرَى لَكِ مِهْنَةً

تُعِيدُ عَلَيْنَا نِقْمَةَ العيشِ مِنَّةً

تَكُونِينَ فِيهَا لِلنَّوَاظِرِ جَنَّةً

وَلِلشَّارِبِينَ المُسْتَهَامِينَ فِتْنَةً

لَخَيْرٌ لَهَا يَا أُمَّهَا العُدْمُ وَالطَّوى

مِن السَّعْدِ تُهْدِيهِ إِلَيْهَا يدُ الهَوَى

وَأَوْلَى بِهَا مِنْ أَنْ تُذَالَ فَتَصْفُوَا

مُعانَاةُ هَمِّ نَاصِبٍ يُوهِنُ الْقُوى

كَذَلِكَ نَاجَاهَا الضَّمِيرِ مُؤَنِّباً

وَلَكِنَّ جُوعَ النَّفْسِ فِيهَا تَغَلَّبَا

فَرَدَّ إِلى الصَّمْتِ الضَّمِيرِ مُخَيَّبَا

وَأَلْقَى بِتِلْكَ البِنْتِ فِي أَوَّلِ الصِّبَا

فَمَرَّ بِهَا فِي حَانَةٍ نَفَرٌ أُولُو

مُجُونٍ دَعَتْهُمْ بِالرُموزِ فَأَقْبَلُوا

وَحَيَّوا فَحَيَّتْهُمْ وَفِيهَا تَدَللُ

فَقَالَ فَتىً ما لِلْمَلِيحَةِ تخْجَلُ

تَسَمَّينَ يَا حَسْنَاءُ قَالَتْ تَحَبُّباً

أَنَا اسْمِيَ لَيْلَى هَلْ تَرَى اسْمِيَ مُعْجِبَا

فَقَالَ لَئِنْ أَنْشَدْتِهِ الصَّخْرَ أَطْرَبا

بِرِقَّةِ هَذَا الصَّوْتِ أَوْ رَاهِباً صبا

وَقَالَ فَتىً مَا شَاءَ رَبُّكِ أَحْكَمَا

جَمَالَكِ يَا لَيْلَى فَجَاءَ مُتَمَّمَا

رأَيْتُ وَلَكِنْ لاَ كَثَغْرِكِ مَبْسِمَا

وَلاَ مِثْلَ هَذِي العَيْنِ تُرْوِي عَلَى ظَمَا

فَلَمَّا سَقَتْهُمْ قَالَ نَشْوَانُ يَمْزَحُ

أَتَسْقِينَنَا رَوْحاً وَجَفْنُكِ يَذْبَحُ

وَمَدَّ يَداً مِنْهُمْ فَتًى مُتَوَقِّحُ

إِلَيْهَا فَجَافَتْ ثُمْ صَافَتْ لِيَسْمَحُوا

وَقَالَتْ بِتُولٌ فَارْقُبُوا اللهَ وَاتَّقُوا

وَلَكِنْ أَشَارَ اللَّحْظُ أَنْ لاَ تُصَدِّقُوا

فَأَضْحَكَهُمْ هَذَا العَفَافُ المُلَفَّقُ

وَقَالَ فَتًى شَأُنُ الرَّحِيقِ يُعَتَّقُ

فَتَابَعَهُ ثَانٍ وَقَالَ تَفَنُّنَا

أَمَا زِلْتِ بِكْراً بِئْسَمَا الدَّيْرُ هَهُنَا

وَلَكِنَّهَا الأَثْمَارُ تُخْلَقُ لِلْجَنَى

وَإِلاَّ فَغُبْنٌ أَنْ تَطِيبَ وَتَحْسُنَا

وَعَقَّبَ مَزَّاحٌ بِأَدْهَى وَأَغْرَب

أَأُخْبِركُمْ ما البكْرُ فِي خَيرِ مَذْهَبِ

هِيَ الكَأْسُ فَارْشِفْ مَا تَشَاءُ وَقَلِّبِ

فإِنْ هِيَ لَمْ تُعْطَبْ فَلَسْتَ بِمُذْنِبِ

وَكَانَ رَفِيقٌ مِنْهُمُ مُتَأَلِّمَا

يَرَى آسِفاً ذَاكَ الدِّعَابَ المُذَمَّمَا

وَتِلْكَ الفَتَاةَ البِكْرَ خلَقاً مُثَلَّمَا

وَعِرْضاً غَدَا تَثْلِيمُهُ مُتَحَتِّمَا

لَئِنْ جَازَ مَسُّ البِكْرِ أَوْ سَاغَ لَثْمُها

بِلاَ حَرَجٍ مَا دَامَ يُؤْمَنُ ثَلْمُهَا

فَلِمْ زَهْرَةُ الرَّوْضِ الَّتِي هِيَ رَسْمُهَا

إِذَا ابْتُذِلَتْ جَفَّتْ وَلَوْ صِينَ كِمُّهَا

أَيَا لَيلُ هَلْ تَصْفُو وَتَطْلُعُ أَنْجُمَا

لِتُقْذَى بِأَرْجَاسِ الوَرَى أَعْيُنُ السَّما

وَيَا زَمَناً قَالُوا بِهِ الرِّقُّ حُرمَا

عَلامَ أُبِيحَ الطِّفْلُ لِلْجُوعِ وَالظَّمَا

أُصَيْبِيَةٌ جَاؤُوا المَكَانَ لِيَسْهَرُوا

وَقَدْ أَجْلَسُوهَا يَسْكَرُونَ وَتَسكَرُ

فَلَمَّا نَفَى اللُّبَّ الشَّرَابُ المُخَمَّرُ

تَمَادَوْا بِهَا فِي غَيِّهِمْ وَتَهَوَّرُوا

فَهَذَا مُعاطِيَهَا وَذَاكَ مُدَاعِبُ

وَهَذَا مُدَاجِيهَا وَذَاكَ مُشَاغِبُ

وَهَذَا مُرَاضِيَهَا وَذَاكَ مُغَاضِبٌ

وَهَذَا مُبَاكِيهَا وَذَاكَ مُلاَعِبُ

يُحَاوِلُ كُلٌّ أَنْ يَزِيغَ فؤَادُهَا

وَكلُّ يُرَجِّي أَنْ يَضلَّ رَشَادُهَا

يَرُومُونَ مِنْهَا أَنْ تُبِيحَ وِسَادَهَا

وَيَبْغُونَ طُرّاً بَغْيَهَا وَفَسَادَهَا

ذِئَابٌ تُدَاجِي نَعْجَةً لافْتِرَاسِهَا

وَتَرْقُبُ مِنْهَا فُرْصَةً لاخْتِلاَسِهَا

وَلَكِنَّهَا رَدَّتْهُمُ عَنْ مِسَاسِهَا

تُبَالِغُ فِي تَشْوِيقِهِمْ بِاخْتِبَاسِها

فَمَا هِيَ مِنْهَا فِي الطَّهَارَةِ رَغْبَةٌ

وَلاَ هِيَ مِنْ فَقْدِ البَكَارَةِ رَهْبةٌ

وَلَكِنَّهُ عِلْمٌ لَدَيْهَا وَدُرْبةٌ

كَمَا أَبَوَاهَا أَدَّبَاهَا وَعُصْبَةٌ

تَصِيدُ لُهَى عُشَّاقِهَا بِاخْتِيَالَهَا

وَتَبْتَزُّ مِنْهَا أُمُّهَا فَضْلَ مَالِهَا

فَتُنْفِقُهُ فِي رَوْحِهَا وَدَلاَلِهَا

وَتَقْنِي الحِلَى مُعَتَاضَةً عَنْ جَمَالِهَا

أَعَدْلاً يُبَاهِي عَصْرُنَا زَمَناً خَلاَ

وَقَدْ عُوِّدَ الأَطْفَالُ فِيهِ التَّسَوَّلاَ

وَسِيمَتْ بِهِ الأَبْكَارُ سَوْماً مُحَلَّلاَ

وَبَاعَتْ نِسَاءٌ وُلْدَهَا وَاشْتَرَتْ حِلَى

عَلَى هَذِهِ الحَالِ الشَّدِيدِ نَكِيرُهَا

نَمَا الحُسْنُ فِي لَيْلَى وَمَاتَ ضَمِيرُهَا

فَجِسْمٌ كَمِشْكَاة يَعِزُّ نَظِيرُهَا

بِإِتْقَانِهَا لَكِنْ خَبَا الدَّهْرَ نُورُهَا

فَلَمَا اسْتَوَى شَكْلاً رَبِيعُ الصَّبَا بِهَا

وَشَبَّ عَنِ الأَكْمَامِ زَهْرُ شَبَابِهَا

وَأَنْكَرَ زَهواً مَا مَضَى مِنْ عَذَابِهَا

وَمَا هِيَ إِلاَّ دِمْنَةٌ لَكِنِ اكْتَسَى

ثَرَاهَا مِنَ النَّبْتِ المُزَوَّرِ مَلْبَسَا

وَيَسْطَعُ مِنْهَا الطِّيبُ لَكِنْ مُدَنَّسَا

وَفِي نَوْرِهَا تَنْمُو الرَّذَائِلُ وَالأَسَى

تَكَامَلَ فِيهَا الحُسْنُ وَالمَكْر أَجْمَعَا

كَأَنَّهُمَا صِنْوَانِ قَدْ وُلِدَا معا

وَدَرَّهُما ثَديٌ لأُمٍ فَأُرْضِعَا

وَشَبَّا بِحِجْرٍ وَاحِدٍ وَتَرَعْرَعَا

فَلَوْ زُرْتَهَا مَمْلُوءَةَ النَّهْدِ مُعْصِرَا

لأَبْكَاكَ مَا سَاءَتْ خِصَالاً وَمخْبَرَا

وَسَرِّكَ مَا شَاقَتْ جَمالاً وَمَنْظَزَا

وَقُلْتَ أَلَيْلَى هَذِهِ وَبِهَا أَرَى

نَعَمْ هِيَ لَيْلَى لَكْنِ الآنَ تَكْذِبُ

وَيَكْذِبُ مِنْهَا الحَاجِبُ المُتَحَدِّبُ

وَيَكْذِبُ فِيهَا قَلْبُهَا المُتَقَلِّبُ

وَيَكْذِبُ مِنْ بُعْدٍ شَذَاهَا المُطَيَّبُ

وَتَكْذِبُ فِي مِيْلاَدِهَا وَوَلاَئِها

وَتَكْذِبُ فِي مِيعَادِهَا وَرَجَائِهَا

وَزُرْقَةِ عَيْنَيْهَا وَبَرْدِ صَفَائِهَا

وَحُمْرَةِ خَدَّيْهَا وَوَرْدِ حَيَائِهَا

وُتُخْلُقُ زُوراً فِي المَحَاجِرِ أَدْمُعَا

وَتُنْشِيءُ لَوْناً لِلْحَيَاءِ مُصَنِّعَا

وَتَنْسُجُ لِلتْمْوِيهِ فِي الوَجْهِ بُرْقُعَا

وَتَبْكِي كَمَا تَفْتَرُّ فِي لَحْظَةٍ مَعَا

تخَاطِبُ كُلاًّ بِالَّذِي فِي ضَمِيرِهِ

لِمَا هِيَ تَدْرِي مِن خَفِيِّ أُمُورِهِ

وتُعْجِبُهُ فِي حُزْنِهِ وَسُرُورِهِ

وَتَصْطَادُهُ لُطْفاً بِفَخً غُرُورِهِ

حَوَى سِيَراً مِنْ كُلِّ ضَرْبٍ فُؤَادُهَا

بِهَا يَهْتَدِي سُبْلَ الخِدَاعِ رَشادُهَا

وَيَقوَى عَلى ضَعْفِ القُلُوبِ وِدَادُهَا

فَلا تَنْثَنِي حَتَّى يَتِمّ مُرَادُهَا

يُحَدِّثُهَا كُلٌّ بِأَمْرٍ تَجَدَّدَا

وَيُفْشِي لَهَا أَسْرَارَهُ مُتَوَدِّدَا

وَمَا يَكْشِفْ البَدْرُ الظَّلاَمَ إِذَا بَدَا

كَمَا تَكْشِفُ الأَسْرَارَ لَيْلَى وَمَا الصَّدَى

وَكَمْ تَصْطَبِي ذَا غِرَّةٍ لا يَخَالُهَا

مُحَصَّنَةً بِكْراً وَذِي الحَالُ حَالُهَا

فَيُغْوِيهِ فِيهَا أُنْسُهَا وَابْتِذَالُهَا

وَيَسْخُو عَلَيْهَا مَا يَشَاءُ احْتِيَالهَا

أَلَيْسَ صَفَاءُ البِكْرِ فِي أَوَّلِ الصبا

كَقَطْرِ النَّدَى يَحْلَى بِهِ زَهْرُ الرُّبَى

فَإِنْ يَسْتَحِلْ ذَاكَ الصَّفَاءُ تَلَهبا

فَلاَ عَجَبٌ أَنْ تُحْسَبَ البِكْرُ ثَيِّبَا

وَكَمْ مِنْ سَرِيٍّ مُولَعٍ بِالتَّعَفَّفِ

سَبَتْ بِالحَيَاءِ الكَاذِبِ المُتَكِلَّف

وَدَاجَتْ فَصَادَتْ بِالمَقَالِ المُلَطَّفِ

وَبِالتِّيهِ حَيْثُ التِّيهُ مَحْضُ تَزَلُّفِ

إِذَا مَا البَغِيَّاتُ احْتَشَمْنَ ظَوَاهَرا

وَجَارَيْنَ فِي آدَابِهِنَّ الحَرَائِرَا

وَكُنَّ جَمِيعاً كَالنُّجُومِ سَوَافِرَا

فَأَيُّ حَكِيمٍ يَسْتَبِينُ السَّرَائِرَا

عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَرْضَ عَنْ مُسْتَقَرِّهَا

وَكَانَتْ تُنَاجِيهَا أَمَانِيُّ سِرِّهَا

بِأَنْ تَتَوَلَّى عَاجِلاً فَكَّ أَسْرِهَا

فَإِنْ وُفِّقَتْ بِإِعْلاءِ قَدْرِها

وَكَانَ فَتىً طَلْقُ المُحَيَّا جَمِيلُهُ

وَلَكِنَّهُ نَذْلُ الفُؤَادِ ذَلِيلُه

يَمِيلُ إِلَيْهَا وَهْيَ لاَ تَسْتَمِيلُهُ

فَيَزْدَادُ فِيهِ غَيْظُهُ وَغَلِيلُهُ

وَكَانَ كَثِيراً مَا يَوَد خِطَابَهَا

فَتُصْغِي إِليْهِ وَهْيَ تَحسُو شَرَابَهَا

فَإِنْ مَلأَتْ مِمَّا يَقُولُ وِطَابَهَا

تَوَلَّتْ وَكَانَ الصَّدُّ عَنْهُ جَوَابَها

وَظَلَّ يُوَافِي فِي المَوَاعِيدِ زَائِرَاً

فَيَحْسُوا الظِّلَى جَمْراً وَيُرْوِي النَّوَاظِرَا

يُخَالِسُهَا نِيَّانِهَا وَالسَّرَائِرَا

لَطِيفاً لِمَا يَبْغِي عَلَى الذُّلِّ صَابِرَا

فَآلَى لَهَا يَوْماً بِأَنْ يَتَأَهَّلاَ

بِهَا فَأَصَابَ الوَعْدَ مِنْهَا المُؤَمَّلاَ

فَقَالَتْ كَفَانِي خِدْمَةً وَتَبَتُّلاَ

وَذِي نِعْمَةٌ أَرْقَى بِهَا سُلَّمَ العُلَى

فَأَبْدَتْ لَهُ الإِقْبَالَ بَعْدَ التَّبَرُّمِ

وَلَكِنْ أَطَالَتْ خُبْرَهُ خَوْفَ مَنْدَمِ

فَقَالَتْ لَهَا النَفْسُ الطَّمُوعُ إِلى كَمِ

تَظَلاَّنِ فِي مُشْقٍ مِنَ الرَّيْبِ مُؤِلمِ

فَلَمْ أَرَ أَهوَى مِنْ جَمِيل وَأَطْوَعَا

فًؤَاداً وَلاَ وَجْهاً أَحَبَّ وَأَبْدَعَا

فَتّى لَكِ يًهْدِي قَلْبَهً وَاسْمَهُ مَعَا

فَإِنْ طَالَ المَطْلُ مِنْكِ تَطَلَّعَا

فَخَامَرَ لَيْلَى الخَوْفُ ثُمَّ تَحَوَّلاَ

إِلى غَيْرَةٍ وَالغَيْرَةُ انْقَلَبتْ إِلى

غَرَامٍ فَمَا تَلْوِي عَلَى أَحَدٍ وَلاَ

تُكَاشِفُ بِالحُبِّ النَّزِيهِ مُؤَمِّلاَ

وَمِنْ نَكَدِ المَخْدُوعِ أَنَّ زَمَانَهُ

يُسَخِّرُ لِلَّخِلِّ المُدَاجِي أَمَانَهُ

فَإِذْ يَرْعَوِي المُغْرَى وَيَلْوِي عِنَانَهُ

يَكُونُ المُدَاجِي قَدْ أَذَاهُ وَخَانَهُ

أَصَمَّ الهَوَى لَيْلَى وَأَعْمَى ذَكَاءَهَا

وَرَدَّ عَلَيْهَا كَيْدَهَا ودَهَاءَهَا

فَمِنْ نَفْسِهَا نَالَتْ وَشِيكاً جَزَاءَهَا

وَمُشْقِي الوَرَى مِنْهَا أَنَمَّ شَقَاءَهَا

وَلَيْلَةً أُنْسٍ زَارَهَا مِنْ صِحَابِهَا

فَرِيقٌ بَغَوْا أَنْ يَكْشِفُوا سِرَّ مَا بِهَا

فَدَارَ حَدِيثٌ بَيْنَهُمْ فِي عِتَابِهَا

لإِعْرَاضِهَا عَنْ صَحْبِهَا وَانْقِلاَبِهَا

فَخَالَتْهُمُ يَهْجُونَهُ لِمَارِبِ

وَيُتْهَمُ مَحْضُ النُّصْحِ في فَمِ ثَالِب

أَتَى يَتَهَادَى بَيْنَ جَيْشِ مَعَايِبِ

فَفَارَقَتِ الحُضَّارَ طُرَّاً وَأَقْبَلَتْ

عَلَيْهِ وَفِي أَحْشَائِهَا غِلَّةٌ غلَتْ

وَفِي وَجْنَتَيْهَا حُمْرَةٌ كَاللَّظَى عَلَتْ

فَحَيَّتْهُ بِالبِشْرِ الطَّلِيقِ وَأَغْفَلَتْ

أَهَذَا الَّذِي فِيهِ المَلاَمُ يَرِيبُهَا

وَفِي حُبِّهِ سَعْدُ الحَيَاةِ وَطِيبُهَا

هُمُ بُغْضَاءٌ وَالحَبِيبُ حَبِيبُهَا

وَهُمْ بُلَهَاءٌ لا جَمِيلَ خَطِيبُهَا

وَكَانَ مِنَ الجُلاَّسِ أَشْيَبُ مُغْرَمُ

تَصَبَّتْهُ عِشْقاً وَهْوَ قَدْ كَادَ يَهْرَمُ

فَقَالَ إِلى كَمْ نَحْنُ نُعْطِي وَنُنْعِمُ

لِيَحْظَى بِهَا قَوْمٌ سِوَانَا وَيَنْعَمُوا

دَعَاهَا فَجَاءَتْهُ تجِيبُ تَلَمظَا

فَأَنْحَى عَلَيْها بِالمَلاَمِ وَأَغْلَظَا

إلَى أَنْ جَرَتْ مِنْهَا الشُّؤُونُ تَغَيُّظا

فَثَارَ جَمِيلٌ يَقْذِفُ السمَّ وَاللَّظَى

وَبَارَزَهُ حَتَّى التُّرَابُ تَخَضَّبَا

فَفَازَ عَلَى الشَّيْخِ الفَتَى مُتَغَلِّبَا

وَأَشْبَعَهُ ذُلاًّ لِكَيْ يَتَأَدَّبَا

وَعلَّمَهُ أَيْنَ التَّصَابِي مِنَ الصِّبَا

فَلَمَّا رَأَتْ تِلْكَ الحَمِيَّةَ سُرَّتِ

وَفُرِّجَ عَنْهَا غَيْمُ حِقْدٍ وَحَسْرَةِ

بَلِ انْكَشَفَتْ غَمَّاؤُهَا عَنْ مَسَرَّةٍ

وَنَادَتْ جَمِيلاً يَا مَلاَذِي وَنُصْرَتِي

وَأَلْقَتْ عَيَاءً رَأْسَهَا فَوْقَ صَدْرِهِ

فَزَانَ سَوَادُ الشَّعْرِ أَبْيَضَ نَحْرِهِ

مِثَالاَنِ قَامَا لِلشَّبَابِ وَنَصْرِهِ

وَلِلْحُسْنِ تَجْلُو شَمْسُهُ وَجْهَ بَدْرِهِ

فَأَلْوَى عَلَيْهَا عَاكِفاً مُتَدَانِياً

يُخَاصِرُ أُمْلُوداً مِنَ القَدِّ وَاهِيَا

وَيَرْشُفُ مِنْ أَجْفَانِهَا الدَّمْعَ جَارِيَا

عَلَى وَرْدِ خَدّ يُخْجِلُ الوَرْدَ زَاهِيَا

كَأَنَّ جَمِيلاً بِارْتِشَافِ شُؤُونِهَا

سَقَى ورْدَةً مَحْرُورَةً مِنْ عُيُونِهَا

كَأَنَّ النَّدَى المَنْثُورَ فَوْقَ جَيِبنِهَا

مَدَامِعُ فَجْرٍ أُفْرِغَتْ فِي هَتُونِهَا

وَأَوْحَى إِلَيْهِ المَكْرُ أَنْ يَتَعَجَّلاَ

لِيُدْرِكَ مِنْ لَيْلَى المَرَامَ المُؤَمَّلاَ

فَإِنْ أُمْهِلَتْ حَتَّى تَفِيقَ وَتَعْقَلا

يَظَلُّ بِأَيْدِيهَا مَقُوداً مُذَلَّلا

فَرَاغَ بِهَا فِي جُنْحِ أَلْيَلَ أَهْيَمِ

كَهَمٍ عَلَى صَدْرِ الوُجُودِ مُخَيِّمِ

إِلَى رَبَضٍ قَفْرٍ المَسَالِكِ مُظْلِمِ

مُعَدٍّ لِيُؤْتَى فِيهِ كُلُّ مُحَرَّم

فَطَارَتْ بِهِ نَفْسُ الفَتَاةِ تَرَوُّعَا

فَرَاوَدَهَا عَنْ نَفْسِهَا مُتَضَرِّعَا

فَعَفَّتْ فَمَنَّاهَا فَزَادَتْ تَمَنُّعَا

فَأَقْسَمَ إِلاَّ أَنْ يَمُوتَا إِذاً مَعَا

وَبَالَغَ فِي إِغْرَائِهَا مُقْسِماً لَهَا

بِأَنَّ فَتَاهَا مِنْ غَد صَارَ بَعْلَهَا

وَيَرْفَعُها شَأْناً وَيَكْفُلُ أَهلَهَا

وَيَجْعَلُ فِي أَسْمَى الصُّرُوحِ مَحَلَّهَا

وَكَانَ الدُّجَى قَدْ رَقَّ حَتَّى تَصَدَّعَا

وَهَبَّ بَشِيرُ الصُّبْحِ يَرْتَادُ مَطْلَعَا

فَمَا زَالَ يَجْلُو خَافِياً وَمُقَنَّعَاً

إلى أَنْ نَضَا أَدْنَى السُّتُورِ وَقَدْ وَعَى

دَمٌ كَانَ سِرّاً فِي البَتُولِ مُقَدَّسا

فَلَمَّا أَرَاقَتْهُ ابْتِذَالاً تَدَنَّسَا

أَفِي لَحْظَةٍ تَغُدو المَصُونَةُ مُوِمَساً

وَتُضْحِي عَرُوسُ البَغْيِ إِكْلِيلُهَا الأَسَى

فَمَا الكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ زَلَّ وَأَعْتَمَا

وَلاَ المَلَكُ الهَاوِي طَرِيداً ومِنَ السَّمَا

بِأَعْجَلَ مِنْ لَيْلَى سُقُوطاً وَأَعْظَمَا

فَلَوْ رَضيَتْ بِالمَوْتِ بَعْلاً وَإِنَّمَا

مَضَتْ سَنَةٌ تَصْفُو اللَّيَالِي وَتَعْذُبُ

مِراراً وَلَيْلَى دَائِماً تَتعَذبُ

صَبُورٌ عَلَى جَمْرِ الغَضَا تَتَقَلَّبُ

جَفَاهَا الأُولَى قِدْماً إِلَيْهَا تَقَرَّبُوا

وَكَانَ جَمِيل كَالنِّسَاءِ لَهُ حِلَى

وَيُكْسَى جَلاَبِيبَ الحِريرِ تَبَذُّلاً

تُسَلِّفُهُ ليْلَى جَنَى خزْيِهَا وَلاَ

تَضَنُّ عَلَيْهِ خَوْفَ أَنْ يَتَحَوَّلاَ

فَيأْخُذ مالَ السحْتِِ وَالعيْبِ رُشْوةً

ويَسخو كَما لَوْ كَانَ يَملِك ثَرْوةً

يُشَارِكَ فِيهِ وَالِديها وَإِخوةً

تَعُولُهُمُ أَكلاً وَمَأْوىً وَكِسْوةً

وَكَمْ سَافِلٍ مِنْ مِثْلِهِ رَقِيَ الذرَى

وتَاهَ عَلَى القَوْمِ الكِرَامِ تَكَبرا

بِمُرتَزَقٍ يَاتِيهِ مِنْ حَيْثُ لاَ يُرَى

كَأَنَّ لَهُ كَنْزاً خَفِيّاً عنِ الوَرى

أَقَامَ زماناً غَيْرَ وافٍ بِوَعْدِهِ

وَلَيْلَى ثَبُوتٌ فِي صِيانَةِ عهْدِهِ

وتَهْوَاهُ حتى فِي إِساءَةِ قَصْدِهِ

وتَحْمِلُ مِنْهُ المَطْلَ خَشْيةَ بُعْدِهِ

مَصائِبُها بَرَّأنَها مِنْ خَظَائِهَا

وحَزَّزْنَها مِنْ خُبْثِها ورِيائِها

عَفَا ربهَا عَنْها لِصِدُقِ وَلائِها

وأَخْلَصها حَرْقاً بِنَارِ شَقائِها

فَلَمَّا قَضَتْ مِنْ عِدَّةِ الحمْلِ أَشْهُرا

شَكَتْ أَلَماً يسْتْنفِدُ الصبرَ مُنْكَرا

وكَانَتْ علَى المأْلوفِ تَشْربُ مُسْكِراً

وَتَتْعبُ حَتَّى يطْلُع الفَجْرُ مُسْفِرَا

فَقَالَتْ لِمَنْ تَهْوَى أََرانِي ضَئِيلَةً

فَإِنْ تَفنِي مَالِي يكُنْ لِي وَسِيلَةً

لأَشْفَى وإِلاَّ مُتُّ حُبْلَى عِليلَة

فَفَرَّحها بِالوعْدِ إِفكاً وَحِيلة

وطَال عَلَيْهَا يَوْمُهَا فِي التَّوَقُّعِ

وَمرَّ زَمانٌ بعْدَهُ فِي التَّوَجُّعِ

وتُصْبِحُ فِي يأْسٍ أَلِيمٍ مُصَدِّعِ

أَيَهْتِكُ عِرْضَ البِكْرِ وَهْوَ مُخَاتِلُ

ويسْرِقُ مَا تَجْنِيهِ ما زَلاَّءُ حَامِلُ

وَيُرْدِي ابْنَهُ المِسْكِين والعَدْلُ غَافِلٌ

فَوَا خَجْلَتَا زَانٍ ولِصٌ وقَاتِلُ

وَليْلٍ أَشَد الدَّاءِ أَيْسرُ خَطْبِهِ

بَطِيءٍ كَأَنً الموْت فُرْجَةُ كَرْبِهِ

تَجَنَّى علَى لَيْلَى بِأَنْواعِ حربِهِ

وَمدَّ لَها شَوْكاً بِأَنْوَارِ شهْبِهِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل مطران

avatar

خليل مطران حساب موثق

لبنان

poet-khalil-mtaran@

144

قصيدة

2

الاقتباسات

492

متابعين

خليل مطران (شاعر القطرين) (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان ...

المزيد عن خليل مطران

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة