مَنَحْتُكِ ما خَصَّني به اللهُ من حريقٍ ومن بهجةٍ
منحتُكِ الحلمَ وقَرينَه
فَمِنْ أينَ أتيتِ تجدينَ أبناءَكِ في التَرْكِ
تجدينَهم بأطرافٍ حاسرةٍ
وأحداقٍ ذاهلةْ
مَفْؤودِينَ
ولَهُمْ في كل جنازةٍ نحيبٌ
وفي كل مرثيةٍ شهقةُ الثواكلِ
منحتكِ كلَّ هذا اليأس
لأنَّ اللهَ خَصَّنِي بهِ
وخَصَّ به الشخصَ المفقودَ في مكانه.
2
سيدةُ الجنةِ الوشيكةِ
تُشعلينَ الجحيمَ في أعضائي
فلا ينطفئُ الحبُ
ولا يهدأ غبارُ الطلعِ في أسمائي
لكلمتكِ الوحيدة مكانةُ الُحلمِ في النومْ
مكانُكِ في المقامِ الأعلى
مكانُكِ في الشاهقِ من الروحِ
مكانكِ في التاجِ و التجربةِ
وللشعوبِ في يقظةِ القلبِ شغفٌ بكِ
مَنْ يُضاهِيكِ و أنتِ هنا
مَنْ يُضاهِيكِ وأنتِ هناكْ
في الأوجِ ،
في الأوجِ والأقاصي.
3
بالغتُ لكِ في الحبِّ
وضَعْتُ لكَ البهارَ والبَخُورِ والبلورْ
رأيتُ نيرانَكِ
في الباقي من العينين والدمع.
صَليتُ لئلا تنالَكِ الآلهةُ
تَضَرَّعْتُ الطيرَ والريحَ
وأيقظتُ الولعَ في الطبيعةِ
لكي يأخذَ منكِ الغضبُ
يأخذَ منك الظنُّ
وتأخذَ الذرائعْ.
4
طارَ بي قلبٌ إليكِ
مجنونَ التآويلِ،
مغدوراً، مباغَتاً
وليستْ له آيةٌ في الكتابِ
ولا يذكرُهُ الأنبياءُ بالحكمةِ
طارَ بي،
وله ريشٌ أخفُّ من الريحِ
وأكثرُ كثافةَ من المعرفةْ .
5
طارتْ بي نارُكِ المجنونةُ
طارَت جنةٌ
وبشّرتْ بكِ الأرضَ
لتشبَّ شعوبٌ
توشكُ أن تستيقظَ
ويوشكُ أنْ ينهضَ بها الكونُ
فتكبو .
هاتِ الوردةَ هاتيها
ينتخبُها آلهةٌ يَلْهِونَ
يصوغونَكِ في صورةِ اللهِ
و يبعثونكِ في هيئةِ النبيَّ
13
صدفةٌ أنْ تستعيري
نجمةَ النسرينِ من قلبي
لتنساني يداكِ على سريرِ الماءِ.
صدفةً بالغتُ في النسيانِ
كي أعطيكِ تذكاراً
من المستقبلِ المأخوذِ
كي أبكي
قبيلَ تبادلِ الأسماءْ.
14
بيني وبينكِ جنةُ الفردوسِ
فانهالي قليلاً قبل أن نبكي
نؤثثُ ليلنا الثاني بما يبقى من النسيانِ
نفتحُ للجحيمِ فراشةً مشبوقةً
ونؤجِجُ الرؤيا لكي نهتاجَ
في الباقي من الخمرِ القديمِ
من المرايا وهي تبتكرُ الكلامَ
لتنتخبْ أقداحَنا
وتهزُّنا في هودجِ الفرسانِ
يا بَينِي وبينكِ وردةُ الدنيا
وقلبُ العاشقين
وشهوةُ النصِّ الجميلِ
الفتانِ لكي نقولَ عذابَنا
فارتاحي قليلاً
قبلَ أنْ نبكي على أخطائِنا
هاتِ تآويلَ الزراعةِ و الصناعةِ
واسعفيني ،
جنةُ الفردوسِ أتيةٌ مَعِكْ
هاتِ خُذيني
قبلَ أنْ ينتابنَي ندمُ المغامرِ بعدَ أنْ ينجو
مِنَ الحبِّ الوشيكِ
وينتهي في النومْ
هاتِ،
كلما أرخيتُ أسمائي على مدنِ هَوَتْ
وتوَهَمتْ مستقبلَ المفقودِ
لو بيني وبينكِ جنةٌ أخرى
تقمصْتُ انتظاراً واحتميتُ بما تبقْى
وانتهتْ بي جنةُ الفردوسِ
في مستقبلٍ يمضي بلا عنوانْ
هاتِ،
ربما بيني وبينك مستحيلٌ
والفراشة وحدَها في ملتقى النهرينِ
والقَندُ الزجاجيُّ المذابُ
وشهوةُ الأقداحِ تنتخبُ العذابَ
قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة ...