يا ربّ أيوب قد أعيا به الداء في غربة دونما مال و لا سكن يدعوك في الدّجن يدعوك في ظلموت الموت أعباء ناد الفؤاد بها فارحمه إن هتفا يا منجيا فلك نوح مزّق السّدفا عني أعدني إلى داري إلى وطني ** أطفال أيّوب من يرعاهم الآنا ضاعوا ضياع اليتامى في دجى شات يا رب أرجع على أيوب ما كانا جيكور و الشمس و الأطفال راكضة بين النخيلات و زوجة تتمرّى و هي تبتسم أو ترقب الباب تعدو كلّما قرعا لعله رجعا مشاءة دون عكّاز به القدم ** في لندن الليل موّت نزعه السّهر و البرد و الضّجر و غربة في سواد القلب سوداء يا ربّ يا ليت أنّي لي إلى وطني عود لتلثمني بالشمس أجواء منها تنفّست روحي طينها بدّني و ماؤها الدم في الأعراق ينحدر يا ليتني بي من في تربها قبروا ** لأنه منك حلو عندي المرض حاشا فلست على ما شئت أعترض و المال ؟ رزق سيأتي منه موفور هيهات أن يذكر الموتى وقد نهضوا من رقدة الموت كم مص الدماء بها دود ومدّْ بساط الثلج ديجور إني سأشفى سأنسى كلّ ما جرحا قلبي و عرّى عظامي فهي راعشة و الليل مقرور و سوف أمشي إلى جيكور ذات ضحى .
بدر شاكر السياب ولد في محافظة البصرة في جنوب العراق (25 ديسمبر 1926 - 24 ديسمبر 1964)، شاعر عراقي يعد واحداً من الشعراء المشهورين في الوطن العربي في القرن العشرين، ...