نفسي من الآمال خاوية جرداء لا ماء و لا عشب ما أرتجيه هو المحال و ما لا أرتجيه هو الذي يجب قدر رمى فأصاب صادية في الجو خرت و هي تنتحب من ذا يعيد إلى قوادمها أفق الصباح تضيئه السحب صلب المسيح فأي معجزة تأتي و أي دعاء ملهوف ستزيح أبواب السماء له أغلاقها حبل من الليف هيهات يرقى للسماء به ليهز عرش الله تخريفي مولاي مشلول فتحدجني عين الملاك و أي ملهوف لا يشتكي لله محنته إرجع لبيتك دون إبطاء فبأي آمال أعيش إذن و أدب حيا بين أحياء لولا مخافة أن يعاقبني عدل السماء لعنت آبائي و لعنت ما نسلوا و ما ولدوا من بائسين و من أذلاء الدودة العمياء يلسعها برد يقلصها و يطويها أواه لو ترضى تبادلني عيشي بعيش كاد يفنيها و لو استجاب الله صرخة ذي بلوى لصحت و خير ما فيها موت يجيء كأنه سنة و يمس آلامي فينهيها كم ليلة قمراء يطفئها ليل النجوم و دورة الشهر محسوبة ويلاه من عمري و هي التي ضاعت على عمري و ثلاثة خضراء أربعة نثرت أزهارها و ما أدري يا ليتها بغد تعوضني فتمر باكية على قبري
بدر شاكر السياب ولد في محافظة البصرة في جنوب العراق (25 ديسمبر 1926 - 24 ديسمبر 1964)، شاعر عراقي يعد واحداً من الشعراء المشهورين في الوطن العربي في القرن العشرين، ...