الديوان » العصر العثماني » نقولا النقاش » هذا الصباح بدا أم ذا محياك

عدد الابيات : 35

طباعة

هذا الصباح بدا أم ذا محياكِ

وذاك برق أم افترَّت ثناياكِ

أم الغزالة من بين الغصون بدت

أم وجه هند بدا من خلف شباكِ

إلى مَ يافتنة العشاق هجرك لي

راعي العهود وراعي لوعة الشاكي

كلتْ لحاظك مما قد فتكت بنا

لم تبق حيا بهذا الحي عيناكِ

أن جاز حجبكِ شرعا عن نواظرنا

فمن تري في دم العشاق أفتاكِ

مصونة عن خيال الوهم قد حجبت

كان إدراكها من فوق إدراكي

أيا رعى اللّه وقتاً بالربوع مضى

ولم يرق لي بهِ إلاك إلاكِ

فكم به بت أرعى البدر عن شغفٍ

كان في البدر نوراً من محياكِ

وكم سعدت دجى إذ كنت غافلة

ولم يكن غير عين اللّه ترعاكِ

نزهت طرفي في روض الجمال كما

سجت من ببديع الحسن أغناكِ

معانقاً يدكِ اليسرى ومتشحاً

برد العفاف الذي حاكتهُ يمناكِ

فلم أمدّ لمنديل الجبين يداً

أد خفت إشراق صبح منهُ هتاكِ

ولم أزح عن جميل الصدر سترتهُ

إلا لتشهد لي بالطهر نهداكِ

والريح لما بأطراف ألقبا لعبت

منعت طرفيَ أن يحظى بمرآكِ

ثم انتبهت وجدت النور منطفئاً

والبدر أرسل نوراً شبه شباكِ

فوق الجبين وما بين النهود أضا

حاشا فما ذاك إلا نوركِ الزاكي

لو لم ألذ بظلام الشعر مستتراً

لكاد تفضحنا واللّه أضواكِ

لم أدر ما صار إلا فلتةً حصلت

من بعد ذاك وفَمِيّ لاثم فاكِ

وقبل أن تبتدي واللّه حالتنا

قامت قيامة أحشائي و أحشاكِ

لكن إذ استيقظت والخوف برجفها

كأنها ظبية في وسط أشراكِ

حُلَّ ألقبا فأرتنا رمح قامتها

وأحيرتى بين هتاك وفتَّاكِ

ثم انثنت خجلاً نحوي تعاتبني

فقلتُ ذنبيَ تمحوه سجاياكِ

قالت تؤمل عفوا بعد سرقتنا

أجبتها العفو شيءٌ من مزاياكِ

قالت ألم تدران اللص ملتزمٌ

فقلت يا منيتي بالرد بشراكِ

قالت وبالسجن قلت السجن لي شرف

إذا حطيت بهِ في باب مغناكِ

قالت وبالقيد قلت القيد في عنُقي

لما غدت مهجتي من بعض أسراكِ

قالت وبالعيد قلت البعد يقتلني

حاشاكِ أن تحكي بالقتل حاشاكِ

كل العذابات غير البعد تعذب لي

أن كنت فيها إلا في بعض أرضاكِ

يا أمة العرب هلا تنقذون فتى

همَّت على قتلهِ أجفان أتراكِ

ما تم قوليَ إلا والخلاص دنا

وطيف حنَّة وأوفى طرفهُ باكي

فقلت أهلاً فقالت أين عهدك لي

بدلت حسن الوفا في قبح إشراك

ما القلب إلا محلي ليس يسكنهُ

إلايَ قلت وما في القلب إلاكِ

يا مهجة العمر بل يا منتهى أملي

أنت الشريكة في عمري وأملاكي

لولاك ما راق لي عيش ولا سعدت

عيني بطعم الكرى أحظى بلقياكِ

وهكذا تم حملي وانتبهت ولم

أفز بشيءٍ سوى شوقي لمرآكِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نقولا النقاش

avatar

نقولا النقاش حساب موثق

العصر العثماني

poet-niqula-al-niqash@

80

قصيدة

18

متابعين

نقولا إلياس نقاش ,أديب وصحافي لبناني، ولد سنة 1825م، في بيروت ويعتبر من رجال القانون في العهد العثماني، عمل بالتجارة بين عامي 1859-1868. ثم انتدبته الدولة موظّفًا في ...

المزيد عن نقولا النقاش

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة