نعود إلى أول القلبِ كان العراقُ بهِ شجرٌ عالقٌ في السماءْ ومسابحُ مأخوذةٌ يتنفَّسُ فيها الدعاءْ وكان الحسينُ يمرُّ على الأمهات وفي أول النوم يمسحُ فوق رؤوس اليتامى النيام على وطنٍ هادئٍ طيبٍ وجليلْ يدور عليٌّ وأولادهُ في أزقَّتهِ ويسبِّحُ فيه النخيلْ ..
~ . ~ . ~ . ~ .
نعود إلى أول الحب .. كان إذا نهض الشيخ فينا يقول : عليّ .. والرجال إذا عزموا : يا عليّ .. والنساء إذا حوصِرَتْ بالمخاض صرخت : يا عليّ .. فعليُّ الطبيب وعلي الرجاء وحارس أطفالنا وهو ساعي البريد الذي صار يُوصِلُ أحلامَنا وضراعاتِنا ورسائلَنا للسماءْ
صديقَ المُلمَات كان عليّ .. ~ . ~ . ~ . ~ .
كان لي حُلُمٌ نزِقٌ يتقافزُ كالطفلِ فوقَ سطوحِ البيوت يُوَكِّرٌُ عندَ سرير الحبيبة يندَسُّ ما بين وجنتها وقماش الوساده ..
حُلُمي لا رقيبَ عليه .. أفِرُّ إلى حُلُمي كي يُحَدِّثَني وأحدّثَهُ ويقول : أحبُّكِ يا وجعي .. وعند الصباح يضيءُ على خدِّها قمرٌ ضاحكٌ والنجوم على شفتيها قلاده ..
~ . ~ . ~ . ~ .
نعود إلى أول الحرب .. داختْ قبائلُنا يا عليّ .. ضيَّعَتْ دربَها .. عميَتْ من رياحٍ سموم فلا شيءَ غيرَ الحروب الغبية والقادة الأغبياءْ ..
ألَسنا قبائلَ من عَسَسٍ ومشاريعَ ممهورةً بالدماءْ ...؟!
الشاعر العراقي جاسم الولائي ولد في بغداد سنة 1953م. والدة الشاعر المعروف
سيف الدين ولائي، ترعرع في الأحياء الشعبية في البغدادية في الكاظمية.
أكمل دراسته في معهد المعلمين في بغداد وعمل كمعلم ...