و لي منكَ ما أوقدتهُ البروقُ التي في سماءِ المجاز و لي منكَ رعدٌ يزلزلُ وجهَ الغيَاب تمورُ المسافاتُ من صوتِهِ حينَ يمضِي سريعاً كعمرِ الحَياة كغيمٍ تجلَّى ..تخلَّى عن الأفقِ ..ولَّى كقِطْعٍ من الليل يغشَى شموسَ السَّراب.. و لِي منكَ رجعُ الأغانِي حنينُ المنافِي إلى وردَةِ الجُرحِ موتُ الكلامِ اشتعالُ الملام و نُورٌ يُجلِّيهِ نبضُ المعانِي فكيفَ تسوقُ الرياحُ التي أتعبَتنا شِراعَ الحكايا إلى ما حسِبنا مراياهُ لُجَّة كشفنَا عن القلبِ متْنا ... سكبنَا علَى الصمتِ موْجَه.. تقولُ الحكايةُ إِن الذين تراءَوا على ضِفَّةِ الحُلمِ يومًا يجيؤونَ في موكِبٍ من ضِيَاء يشُقُّونَ كالشُّهبِ قلبَ السَّماء تطوفُ الفراشاتُ حولَ البريقِ الذي أوقدُوه و تسرِقُ منهم يقينَ العيون تُرتِّلُ سرًّا تدلَّى كعنقُودِ ماء و أورَقَ منهُ الضَّنى و الجُنون أحقًّا يكُونُ الذي في المرايَا تبَاريحَ ضَوءٍ تُؤجِّجها الخفقَةُ الآسِرة...؟ و هل فَاضَ منَّا الحنينُ المُصفَّى تُكفكِفهُ الأعينُ السَّاهرَة...؟ أم الحُلمُ أبرقَ حينَ انسكبنَا و أنشأنا غيمَةً عابرَة...؟
صباح الدبي شاعرة مغربية ولدت في العام 1974م في مدينة تازة بالمغرب
حاصلة على دبلوم الدراسات المعمقة في الأدب العربي الحديث، وتعمل
أستاذة التعليم الثانوي التأهيلي مادة اللغة العربية
حاصلة على عدة جوائز ...