الديوان » مصر » عبد الجواد خفاجي » آخر ما قاله سليمان النبيّ

للحق طعمٌ واحدٌ
تعرفه الذئاب
في وادي الغنم !
هذا زمانٌ للسأمْ
لا .. بل زمانٌ للغَشَم !
ما لم أقلْ
سيانَ ما أتممتُ
في وادي الصممْ !
*****
وحدي
على أطرافها ،
وكم على أطرافها
مات العُدُولْ !
لا أسمع النملَ
ولا أرى
هداهدي تجول !
ما شَفَّها بلقيسُ بعدي
في تجاعيد الذبول؟!
ما شفَّها غيرُ انتحالاتِ المحالْ
الوهم يا للوهمِ ! ..
كلُّ البطولات انتحالْ
أوزار عصرٍ كالجبالْ
ما شفَّها ...
غيرُ الصموتِ / الجبنِ
وأعراض النحول !
كأن وجهي ليس وجهي ،
والنبوءات ادعاءٌ
في رهاناتِ الأفول !
هل كان ما يشدني
لسدرة في المنتهى
بعض الفضول ؟!
أم كان وهماً ما أقول ؟
أأدعياءٌ أنبياءْ ؟!!
وأنباءٌ كاذبون؟!
كيف النبيئونَ يموتونَ
على عكازهم
والمرجفون يعزفونَ
لحن موتي ..
والزناة حول عرشي
يرقصون؟
بلقيس يا مليكة الشروقْ
وحدي ..
أسوخ في غياهبِ الفصولْ
فعاندي هذا المروقْ
بلقيس يا رهان مجدي
سمِّمي ما يكرعون
*****
أموت والقُوقُ في ممالكي تَـقُـوق
أموت والنمال في الشقوق
قلت احذروا ..
مواسم القتلِ
وأعراس الدماءِ
في الطلول
هداهدي ـ مثلي ـ تموتْ
وأُعْدِم الأسرى وهم أمواتٌ
على مشانق الطاغوتِ
والخراب من حولي يصول!
أموتُ ..
والغزلانُ حولي
ـ في لهاثها ـ
تموتْ
والآرامُ والوعولْ
من أطلق الموتَ الزؤامَ
في الوعور والسهولْ ؟
قلت احذروا ..
إنَّ الجنودَ كالعبيدْ
لا تخشوا الرياح والجان ،
واحذروا الإنسانَ
المدججَ بالحديدْ
في صدره الحقدُ ،
ومن ناظرتيْهِ الغِلُّ
سهمٌ منْ وعيدْ
أما تَذَكَّرون الصدا
يعلو على وجه الحديد؟!
أما تذكَّرونَ الجراح
يعلوهاالصديد؟َ
عاندتُ موتي
ـ رغم هذا ـ
واقفاً
سوف أموتْ
صوتي ـ أخيراً ـ
ماتَ في هذا الصموتْ
هل كان ظنًّا ما أقول؟
أنا هنا مذ أجدبت هذِي الحقول
أموتُ .. والطيور إذ تغدو خماصاً
لا تعود
أموتُ .. والريحُ من حولي تثور
ما زارني رتْلُ النبيئينَ
ولا مروا كراماً
والشياطين التي خاصمْتُها
ـ في أرسالها ـ
تمور
أموت .. والطيور تنتظر الرسول
ما لم أقل
سيانَ ما أتممتُ
من شرحِ الأصول !
يا أيها النمل الذي ...
حاصره الخوف إذا
مرَّ الجنودْ
قلْتُ الذي قالَ الكتابُ
والجنودُ قائمون
هل كان ظنًّا ما أقول ؟!
أعلمُ أنَّ الخوف قيدٌ
والجنودُ يَحْطِمونَ
يَحْطِمون !!
قلتُ: استقيموا ...
قلتُ والأجلاف ليسوا يرعوون
مَن كانت صنعتُهم :
إمَّا قاتلٌ وإمَّا مقتول !!
ماذا تأملون ؟!
لم يجلبوا لي عرش بلقيسٍ
ولم يأتوني من سبأٍ بالخبر اليقينْ
أليس حقاً ما أقول؟!
أسوأ ما في الأرض أن يؤول عرشي
للجنود
أموت والتاريخُ
من خلفي يموتْ
أنْ يسقط العدل
النبوءاتُ
الكتابُ
تحت أقدام العبيدْ
أموت ..
والفناء قُدّامي طريقْ
أموتُ ..
والطريقُ من خلفي حريقْ
كم قلت: لا ...
يا قومُ : لا..
لا يَنَْضَحُ الحديدُ فَتّاً أو ثريدْ
يا قومُ: إنً المفسدينَ في حياضي أدعياءْ
إنَّ المفسدين يكرهون كلَّ الأنبياء
من فوَّض الدروع في ممالكي
غيرُ العبيد
ـ ما ملكتْ أيمانكم ـ
وغيرُ أنصاف العبيد !

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الجواد خفاجي

avatar

عبد الجواد خفاجي حساب موثق

مصر

poet-abdulgawwad-khafagy@

8

قصيدة

124

متابعين

عبد الجواد خفاجي ،شاعر وناقد أدبي‏ تاريخ ،ولد بقرية "القارة" إحدي قري مدينة أبوتشت التابعة لمحافظة قنا بجنوب مصر في 1958م . حصل على ليسانس الآداب والتربية عام 1992م جامعة ...

المزيد عن عبد الجواد خفاجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة