عدد الابيات : 28

طباعة

"رفائيلُ " دارُك قد أشَرقَتْ

بأسعدَ داغرَ والمازِني

ففَذٌّ يناضلُ عن أمةٍ

وفَذٌّ لآدابها حاضِن

وإني لمستأذنٌ أسعداً

بما قد يشِقُّ على الآذِن

اذا ما خَصَصْتُ فتى مازنٍ

بضربٍ من الكَلِمِ الفاتِن

فإنّ السياسةَ قد حَجَّبتْ

فتى مصرَ بالبرقُعِ الداكِن

وطبعُ السياسيِّ جمُّ الغُموض

فلا بالصريح ولا الداهن

أأسعدُ إنَّ حديثي إليكَ

حديثُ مقيمٍ إلى ظاعِن

حديثُ أخٍ لك مستأنسٍ

للطفِ مسامِره راكن

أخاف السياسةَ خوفَ اللديغ

من أرقمٍ نافخٍ شاحِن

وما زال جدعٌ بليغُ الوضوح

منها يَلوحُ على مارني

فقبلَك طاوعتُ من أهلِها

صديقاً إلى مَصرَعي قادني

أرانيَ مظهرَ ذي نخوةٍ

كفيلٍ بما أرتجي ضامن

وأسلَمَني عند جِدِّ الخطوبِ

كأني قلتُ له عادِني

فما كنتُ بالمصطفي وُدَّه

ولا كنتُ للنفس بالصائِن

وها أنا أرزحُ في كَلكَلً

مُنيخٍ على نَفسَي رائِن

فعُذراً فما أنا إذ أتّقي

رجالَ السياسة بالمائن

غموضُ السياسة يبدو عليك

في مظهر الهادئ الساكن

على حينَ قد وَضَح المازني

وضوحَ السماوات للكاهن

نظرتُ بعينيكَ إذ يشرُدان

ووجهِك ذي الدَعَة الآمِن

فأنكرت قولك : ما صاغَنى

قبيحاً سوى عبثِ الماجن

وطالعتُ آثارَك الناطقاتِ

بما فيك من جوهرٍ كامِن

وظاهِر لفظٍ رقيقِ الروُاءِ

لطيفٍ يَدُلّ على الباطن

لقد شبَّه العُربُ حسنَ البيانِ

والشعر في الزمنِ البائِن

يَرْدِ النَمير وصَفو الغديرِ

يمرَان بالعاطشِ الساخِن

وأحسِنْ بتشبيه قومٍ بُداة

تعيش على طرق آسن

فحاولت تشبيهها بالجديدِ

يُؤخَذُ من وضعنا الراهن

بكأسٍ تَرُدّ شرورَ الجمام

لذي سَفرٍ مُتعَبٍ واهن

وذائبِ زَهرٍ على سَلْسَلٍ

يصبُّ على رَهَلٍ بادِن

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد مهدي الجواهري

avatar

محمد مهدي الجواهري حساب موثق

العراق

poet-jawahiri@

216

قصيدة

2

الاقتباسات

2341

متابعين

محمد مهدي الجواهري (26 يوليو 1903 – 27 يوليو 1997): شاعر عربي عراقي، يعتبر من بين أهم شعراء العرب في العصر الحديث. تميزت قصائده بالتزام عمود الشعر التقليدي، على جمال ...

المزيد عن محمد مهدي الجواهري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة