الديوان » مصر » محمد جاهين بدوي » إلى قاتلة مقتولة

عدد الابيات : 41

طباعة

أَمْسَيْتُ في سَاحِ الغَرَامِ قَتِيلاَ

وَغَدَا دَمِي عِنْدَ الْمِلاَحِ حَلِيلاَ

مَا عُدْتُ أَدْرِي أيُّ سَهْمٍ غَالَني

أسْرَى بقَلْبِي واصْطَفَاهُ خَلِيلاَ

فَأَرَاهُ من آيَاتِ عِشْقٍ مَا أَرَى

وَرَوَاهُ بِالْكَأْسِ الدِّهَاقِ شَمُولاَ

وَرَمَاهُ في وَادِي المواجِدِ مُدْنَفًا

لاَ سَائِلاً يُرْجَى ولاَ مَسْؤُولاَ

يَا سِحْرَهَا سَجَّرْتَ في قَلْبي الضِّرَا

مَ وَسُقْتَني لِسَعِيرِهَا مَكْبُولاَ

مَا حِيلَتي وَالْجَمْرُ يَلْذَعُ مُهْجَتي

وَيَخُطُّ فيها لِلْهَلاَكِ سَبِيلاَ؟

مَا حِيلَتي وَالعِشْقُ أَصْبَحَ آسِرِي

وَلَهُ الحَنَايَا ذُلّلَتْ تَذْلِيلاَ؟

يَا طَرْفَهَا المكْحُولَ ياوِرْدَ الرَّدَى

الْمَعْسُولِ يا إِصْلِيتَهُ الْمَسْلُولاَ

مَنَّيْتَني فَسَطَرْتَ في لَوْحِ الغَرَا

مِ مَنِيَّتي.. يَا طَرْفَهَا الْمَكْحُولاَ

وتَرَكْتَ قَلْبِي لِلَّوَاعِجِ قِبْلَةً

وجَعَلْتَ دَمْعِي وِرْدَهَا الْمَعْلُولاَ

ماذا لَوَ انَّكَ قَدْ جَعَلْتَ لعَاشِقِيـ

ـكَ بِظِلِّ هُدْبِكَ جَنَّةً ومَقِيلاَ؟

وَأَبَحْتَهُمْ أوْرَادَ كُحْلِكَ جَهْرَةً

فَيُرَتِّلُونَ حَدِيثَهَا تَرْتِيلاَ؟

ورَمقْتَ حِبَّكَ ذا الصَّرِيعَ بِنَظْرَةٍ

تُحْيِي مُنَاهُ وتَبْعَثُ الْمَأْمُولاَ؟

أَوّاهُ يا طَيْرًا يُنَقِّرُ من فُؤَادِ

ي حَبَّهُ وشِغَافَهُ الْمَتْبُولاَ

ويَرَى بِجَمْرِ القلب أَطْيَبَ تَمْرِهِ

ويَرَى احْتِرَاقي في الضُّحَى قِنْدِيلاَ

ويصُوغُ من شِرْيَانِ قَلْبي في هَوَا

هُ قَيَاثِرًا ومن الوَجِيبِ هَدِيلاَ

ويَقَرُّ بين جَوَانِحِي وخَوَاطِرِي

سُهْدًا يُسَافِرُ في رُؤَايَ طَوِيلاَ

يا ثَغْرَهَا المنظُومَ من سِفْرِ اللَّظَى

أنْشُودَةً وعَلَى العَذَابِ دَلِيلاَ

هَلاَّ تَبُوحُ بِبَعْضِ ما كتَمَ الفُؤَا

دُ مِنَ الجَوَى وتَخُطُّهُ تَقْبِيلاَ

شَهِدَتْ عَلَيْكَ جَوَارِحٌ أضْنَيْتَهُـ

ـنَّ تَكَتُّمًا وتَأوُّهًا ونُحُولاَ

بَوْحُ الجَوَارِحِ في الْمَحَبَّةِ حُجَّةٌ

وَحَدِيثُهُنَّ الصِّدْقُ أَقْوَمُ قِيلاَ

الْحُبُّ أظْهَرُ من خِدَاعِ تَأَوُّلٍ

فِقْهُ الهَوَى لا يَعْرِفُ التَّأْوِيلاَ

فَاصْدَعْ بِأَمْرِ الحُبِّ في حَرَمِ الهوى

وَدَعِ التَّصَوُّنَ في الغَرَامِ قَلِيلاَ

مَا كَانَ أعْذَبَ أن تَبُوحَ بِكِلْمَةٍ

هِيَ للحَيَاةِ حَيَاتُهَا تَمْثِيلاَ

ما كانَ أَشْهَى أن يَكُونَ مِزَاجُهَا

مِسْكًا بِرِيقِكَ كَوْثرًا مَعْسُولاَ

قُلْهَا أُحِبُّكَ وَاظْفَرَنَّ بأجْرِهَا

عِشْقًا طَهُورًا دائِمًا مَوْصُولاَ

قُلْهَا وأَعْتِقْهَا جَوًى فلأنتَ مَعْ

تُوقٌ بِهَا ومُتَوَّجٌ إكْلِيلاَ

الإثْمُ كُلُّ الإثْمِ وَأْدُ مشَاعِرٍ

في جُبِّ صَمْتِكَ مَا رَوَيْنَ غَلِيلاَ

صَدْيَانَةً تَصْلَى لظَاكَ وتَرْتَجِي

أبَدًا لِمُزْنِ البَوْحِ مِنْكَ هُمُولاَ

يا قَلْبَهَا الْمَحْجُوبَ بين أضالعٍ

وَلْهَى الوَجِيبِ يُمَارِسُ التَّبْتِيلاَ

لَهْفِي عَلَيْكَ من الحَنِينِ مُضَرَّمًا

وَالشَّوْقِ مُحْتَفِرًا بِجَوْفِكَ نِيلاَ

تُبْدِي صُدُودًا والفُؤَادُ مُهَيَّمٌ

وتَرُومُ صَبْرًا عَنْ هَوَاكَ جَمِيلاَ

أَنَّى لِصَبٍّ أن يُغَالِبَ عِشْقَهُ

ويَرَى لِرَأْيِ العَاذِلِيهِ قَبُولاَ؟

أَنَّى لِقَلْب أَنْ يُذَبِّحَ نَبْضَهُ

ويُرَى لأَنْفُسِ عاشِقِيهِ قَتُولاَ؟

قَلْبِي فِدَاؤُكَ يَا حَبِيبُ ومُهْجَتي

والْعُمْرُ لَوْ تَرْضَى يَكُونُ عَدِيلاَ

إنَّا فُؤَادٌ واحِدٌ ذُو خَافِقَيْـ

ـنِ يُحَرَّقَانِ صَبَابَةً وَذُهُولاَ

مُتَعَانِقَانِ على البِعَادِ تَنَاجِيًا

مُتَباعِدَانِ مَحِلَّةً وقَبِيلاَ

نَتَقَاسَمُ الأَشْوَاقَ حُرْقَةَ عَاشِقٍ

تَرْوِي كِلَيْنَا لَوْعَةً وَعَوِيلاَ

تَهْمِي دُمُوعٌ في سُوَيْدَانَا أسًى

وَتَؤُجُّ وَجْدًا بُكْرَةً وَأَصِيلاَ

نَحْيَا جِرَاحًا مفْعَمَاتٍ بالضَّنَى

وَنَؤُمُّ أفْقًا غَائمًا مَجْهُولاَ

واللهَ نَرْجُو مِنْ غَوَايَتِنَا هُدًى

وَيَخُطُّ فِينَا أَمرَهُ الْمَفْعُولاَ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد جاهين بدوي

avatar

محمد جاهين بدوي حساب موثق

مصر

poet-mohammed-jaheen-badawy@

14

قصيدة

130

متابعين

وُلِدَ الأستاذ الدكتوروالشاعر والناقد المصري محمد جاهين بدوي في محافظة الشرقية عام 1963م. تخرَّج في كلية اللغة العربية بالقاهرة عام 1985م بتقدير ممتاز، وعُيِّنَ معيدًا في قسم الأدب والنقد عام ...

المزيد عن محمد جاهين بدوي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة