عدد الابيات : 43

طباعة

حرّكي شاعراً سوايَ يغنِّي

أنا ضيّعتُ يا بنةَ الروض لحني

وأعدِّي لغيريَ الخمرَ والكَأْ

سَ، فإني حطّمتُ كأسي ودنِّي

طُوِيَتْ من صحائفِ العمر إحدى

وثلاثون بين هَمٍّ وحزن

ومضى الطيفُ هارباً وتلاشتْ

لمحةٌ في الدجى تُراود جفني

حلمٌ كابتسامة الطفل دنيا

من أمانيَّ بعْتُها بيعَ غَبْن

اسأليني عن الحياة يُجِبْكِ الشْـ

ـشَيبُ عن مصرع الشبيبة منّي

واقرئي هذه التجاعيدَ في الوَجْـ

ـهِ تُحدِّثْكِ بالحقائق عني

علقَتْ بالحياة نفسيَ طفلاً

حين سوَّتْ يدُ الطبيعة غصني

ثم ألفيتُها تروم انطلاقاً

حين مرّتْ من الشباب بسجن

هي بالأمس كالفراشة في الرَّوْ

ضِ تحب الجمالَ في كل فنّ

وهي اليومَ كالعناكب باتت

تنسج الموتَ باتِّئادٍ وتبني

يا بنةَ الروض لا تطيلي عتابي

ودعيني مُوَكَّلاً بحسابي

اتركيني أطارد الأمل العذْ

بَ لعلي أراه خلف الضباب

أيَّ شيء من الدروس أفدنا

بعد جهد العقول والأعصاب

نألف السُّهْدَ في الظلام كأنا

قد حَدَبْنا على النُّضار المذاب

ونرى السامر المحبَّب ليلاً

ساعة تنقضي حيال كتاب

ثم جئنا وفي المقاييس نقصٌ

ونظام الحياة رَثُّ الإهاب

فإذا قبضة الشباب هباء

وإذا العمر كومةٌ من تراب

أدرك القصدَ من رأيناه بالأمـ

ـسِ صغيراً يلهو مع الأتراب

وخسرنا وما خسرنا لشيء

غير ظلٍّ من التقاليد كابي

فإذا نحن في الطريق نجوب الـ

ـقَفْر والشمسُ ترتمي بلعاب

تارة نعبد الهياكل أربا

باً وأخرى نطوف بالأنصاب

يا بنة الروض لا تثيري بنَجْوا

كِ عَقابيلَ دائيَ المكبوتِ

ودعي هذه القوافلَ تسْري

في ظلام الدجى بلا خِرِّيت

إنها كالنجوم لاتعرف القْصْـ

ـد، ولم تدرِ غاية التوقيت

غير أن النجوم ترشدُ في الليـ

ـلِ، وهذي تسعى إلى التشتيت

سَبِحتْ في الخيال والليلُ منها

بَيَّتَ الشرَّ أيَّما تَبْييت

وأبت أن تجيب داعية المن

طقِ، أو أن تُصيخ للتَّبْكيت

هي في البحر والسفينة رهنُ الْـ

ـمَوْج لو كان في السفينة نوتي

قَنَعَتْ بالقليل في شظَف العيـ

ـشِ، وباتت على يسير القوت

وبَنَتْ حولها في الوهم أشكا

لاً، وظنَّتْه شامخاتِ البيوت

غَرَّها الأمس والبليةُ في الأْمْـ

ـسِ، ومافيه من خيالٍ مقيت

فمضتْ تطلب الثناء جزافاً

وتنادي بكاذبات النعوت

يا بنةَ الروض في الجوانح داءٌ

لم تُطِقْ حملَه ولو بعضَ ساعهْ

قد كفى من مهازل الدهر أني

كلَّ يوم أرى لقلبي انصداعَه

بين أمسي المضاعِ واليوم حربٌ

ليس تنفكُّ للشَّوى نزّاعَه

بدعةٌ في الحياة أنِّيَ أشكو

كلَّ آنٍ من الخطوب ابتداعه

فاز في معرِض الرَّغائب قوم

لم يعدُّوا سوى النفاقِ بضاعه

جبناءُ النفوس إلا صراخاً

قد أحالوه في الطباع شجاعه

وخسرنا لأننا ما عَرَفنا

لغةَ الذئب أو ألفنا طباعه

أنفسٌ همها الملذّات في العَيْ

شِ، وأخرى بجنبها ملتاعه

يا بنة الروض ما أرى ليَ لحْناً

غيرَ هذا الذي أطلت استماعه

إن للقلبِ بين جَنْبيَّ نَزْعاً

فدعيه ولا تُطيلي نزاعَه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن إبراهيم الوائلي

avatar

إبراهيم الوائلي حساب موثق

العراق

poet-ibrahim-al-waeli@

4

قصيدة

207

متابعين

إبراهيم بن محمد الشهير بحرج الوائلي...يعتبر من الشعراء العراقيين الذين عاشوا زمنا حرجا من أزمنة العراق الصعبة حيث المتغيّرات السياسية والاجتماعية والبيئية وما ينجم عنها من متغيرات تطرأ على تركيبة ...

المزيد عن إبراهيم الوائلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة