لسْنا تحْتَ سماءٍ واحدَةٍ لتُنافسَني على الله. لسْتُ مأهولاً بالسُّجَناء، لتنقِّبَ في أنحائي عن ذكرياتك، ولستَ معركةً في منام لأستيقظ في الصباح بقتلى يُشْبهونك. أنا لديَّ كمْشةُ أيَّام، أنقذتُها في الهروب الأخير، وأيَّامُك وديعة في مصرف، تستعيدُها عند السفر! أنا كنيْسَة مقتولين يحدثونني، كلَّ يوم، عن خروج أحدهم ويرجِعُونَ كلُّهم إلاّ الصغير. موعودٌ أنا بالوقوفِ على المرتفعات البعيدة، ومأمولٌ في رَعَشات النهاية، وفيك بحيراتٌ من الأمواتِ ـ يعيشون كلَّ يوم! ـ مُصطَحبينَ آثامي إلى منحدراتٍ قديمة. حُزني رؤوسٌ تدورُ على الرماح، وكلُّ قَبْرٍ أمِّي. وسعيدٌ أنْتَ في السِّيرك تنقسمُ ـ كلَّما عُدْتَ ـ بهْلَواناتٍ ومُصفِّقينَ. هكذا المصادفاتُ مؤامراتٌ مَنْسيَّة بعناية. فلسْتَ أنكيدو لأصارعك في غاباتٍ عدَّة تتقاعَدُ بالتدريج. ولَسْنا في صَحْراءَ واحدةٍ لأحييك.
محمد مظلوم شاعر ومترجم عراقي، ولد في بغداد منطقة الكرادة من مواليد 1963، أكمل دراسته الجامعية فى بغداد. لاقى أهوال الحياة العراقية كغالب أبناء جيله داخل العراق وخارجه، فكان جندياً ...